توافد عدد كبير من محبي الأديب وزير الإعلام الأسبق الراحل محمد عبده يماني مساء أمس للعزاء. فيما خيمت أجواء الحزن بشكل واضح على وجوه الحاضرين الذين رفعوا أكفهم بالدعاء والرحمة على فقيد الوطن.وتواجد عدد كبير من الوزراء والأمراء. كما حضر المثقفون والإعلاميون بشكل كثيف. وشوهدت طوابير طويلة لا تنقطع تنتظر دورها لتقديم العزاء. وبعض المعزين لم تجف عيناه من الدموع. وكان صوت القرآن والأدعية النبوية يضفي روحانية على سرادق العزاء الذي أقيم أمام منزل صالح كامل. وقال الأديب عبدالله مناع: «لا شك أن رحيل محمد عبده يماني هبط علينا كزلزال مفاجئ، ولم نكن نتوقع أن يرحل في ساعات معدودة، بعد أن انتابته حال من السعال ثم أغمي عليه. وفي المستشفى عاد له التنفس ثم أسلم الروح إلى بارئها، رحمه الله. والحقيقة أن موت رجل مثله خسارة كبيرة، فلا يوجد من يحل محله على الصعيد الاجتماعي. وحينما كنا نختلف أنا وهو كان خلافنا جميلاً، فقد كان -رحمه الله - صاحب دعابة، وكثيراً ما ينتهي ما بيننا بالابتسامة. لكننا لا نقول سوى غفر الله له، فهذه سنّة الحياة، وكلنا ذاهبون، وليس لنا الخيار، فإذا جاء الأجل فإنه لا ينتظر». فيما أوضح الدكتور أنور عشقي أن الله أعزَّ الدكتور محمد عبده يماني في حياته، «ليس بما كان في وظائفه الحكومية أو بما قدمه من كتب في الثقافة والأدب وسواها، ولكن بحبه لله ولرسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وحرصه على فعل الخيرات، خصوصاً قبل رحيله، وقد لامست أياديه البيضاء قلوب المحتاجين والفقراء، وهذا ما يبقى للإنسان بعد وفاته». فيما قال الناقد حسين بافقيه إن الراحل كان «يتمتع بشخصية مختلفة، جعلته محبوباً لدى الناس. وأفعاله الخيرية خير دليل على ذلك. وقد ساعد الفقيد كثيراً من طلبة العلم من العرب وغيرهم. كما أنه، من جهة أخرى، وريث مدرسة التصوف السنية، وحياة الراحل مليئة بكثير من المواقف المشرقة، رحمه الله وغفر له».