أعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون تخصيص 170 ألف دولار من موازنة هذا العام لدعم وتمويل مشروعات السينما الوثائقية في العالم العربي. وقال الوزير اللبناني السابق ورئيس مجلس أمناء الصندوق الدكتور غسان سلامة، في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في القاهرة للإعلان عن نتائج اجتماعات المجلس التي عقدت خلال الفترة من 21 وحتى 23 أيار (مايو) الجاري: «نركز على السينما الوثائقية استجابة للتزايد الواضح في الطلبات المقدمة للصندوق لدعم هذا النوع من الفنون، ولدينا نية في مضاعفة مبلغ الدعم خلال العاميين المقبلين». والصندوق مؤسسة عربية مستقلة غير ربحية انطلقت في العام 2007 وتسعى إلى تمكين الفنانين والمثقفين العرب عبر ترسيخ دعم استراتيجي للثقافة في العالم العربي. ويسعى الصندوق إلى توفير آلية تمويل مستدام للفنانين، كما للمؤسسات الثقافية والفنية ويقوم بالمساهمة في تيسير التبادل الثقافي عبر المنطقة العربية. وشهد المؤتمر الصحافي حضوراً إعلامياً مكثفاً، وتحدث فيه إضافة الى سلامة ثلاثة أعضاء من مجلس الأمناء وهم الكاتب الجزائري أمين الزاوي، والناقد المغربي محمد برادة، والناشطة المصرية بسمة الحسيني، والمديرة التنفيذية للصندوق فيروز التميمي. وعبّر سلامة عن أمله في أن يتمكن الصندوق في السنوات المقبلة من تمويل مشروعات ل «تنشيط وضع المسرح العربي، لأن المسرح فن مهدد» بحسب تعبيره. وأضاف أن «غالبية الطلبات في الأعوام الماضية كانت لدعم مشروعات فنية وأقلها كان لدعم أعمال أدبية ونشر الكتب». واعترف سلامة بضعف عدد الطلبات المقدمة من دول المغرب العربي، مقابل الزيادة الواضحة في عدد طلبات المنح التي تقدم من مصر وسورية ولبنان وفلسطين. واعتبر انضمام الزاوي وبرادة الى عضوية مجلس الأمناء خطوة لتجاوز هذه الثغرة». وأكد سلامة خلال المؤتمر «ان الصندوق لمس خلال لقاء أعضائه مع السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية رغبة واضحة في دعم نشاطات الصندوق من خلال مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين مؤسسات الجامعة والصندوق من المقرر توقيعها في غضون شهرين». ودافع سلامة عن فكرة التعاون بين الجامعة العربية وهي مؤسسة رسمية والصندوق كمؤسسة أهلية، معتبراً أن هناك مشروعات كثيرة يصعب إنجازها من دون غطاء رسمي للحصول على معلومات جدية عن الوضع الثقافي العربي والسياسات الثقافية في كل دولة». ورأى أن «مذكرة التفاهم المقترحة مع الجامعة العربية امتحان للحكومات العربية أيضاً». وحول المعايير التي يعتمدها الصندوق لاختيار المشروعات التي تتلقى منح الدعم، قال المشاركون في المؤتمر: «لا نقدم الدعم بحسب نظام الحصص المخصصة لكل دولة، وانما نعتمد معايير أساسية تنتصر للقيمة الفنية قبل أي شيء، مع مراعاة أن تراعي المشروعات المقدمة قيم التنوع الثقافي الإنساني ولا تدعو لنشر أية أفكار عنصرية». وأفاد محمد برادة أن «الصندوق جهة لرفع سقف حرية التعبير في العالم العربي ولا شروط لدينا في التمويل باستثناء القيمة». وأكد برادة «عدم تدخل المجلس لوضع أية اشتراطات رقابية تحد من حرية المبدع العربي». ومن جهته ضرب سلامة مثالاً بالدور الذي لعبه الصندوق في دعم ثلاثة من الأفلام المشاركة في الدورة الحالية لمهرجان «كان» الفرنسي، ومنها «الوقت المتبقي» لإيليا سليمان، و «ميناء الذاكرة» للفلسطيني كمال الجعفري، وفيلم للمغربية دليلة الناظم يشارك في سوق الفيلم داخل المهرجان. ودعا رئيس مجلس أمناء الصندوق وسائل العلام العربي «لدعم مشروعاته والتبشير بها لجذب مزيد من الممولين العرب». وحول دور الصندوق في دعم المؤسسات الفلسطينية قالت المديرة التنفيذية فيروز التميمي إنه «خلال العامين الماضيين نالت المؤسسات الفلسطينية والمبدعون الفلسطينيون حصصاً كبيرة من منح الدعم، والباب مفتوح أمام الجميع شرط توافر القيمة الفنية للمشروعات المقدمة». فيما أكد أمين الزاوي عضو المجلس «ترحيب الصندوق بتمويل مشروعات للمبدعين والمؤسسات الفلسطينية شرط ألا تتضمن أي شراكة مع مؤسسات إسرائيلية». يذكر ان فكرة تأسيس الصندوق بدأت عام 2004 بمبادرة من مؤسسة «المورد الثقافي» وهي مؤسسة ثقافية مستقلة وغير ربحية مقرّها القاهرة، وبالتشاور مع ما يزيد على أربعين مؤسسة ومنظمة ثقافية وأفراد وجهات مانحة كبرى. والصندوق العربي للثقافة والفنون مسجّل في سويسرا ويعمل في المنطقة العربية عبر مكتب له في العاصمة الأردنية عمّان. وفي بداية نيسان (أبريل) الماضي أطلق الصندوق دعوته الثالثة لتقديم المنح الإنتاجية للأفراد والمؤسسات المعنية بالإبداع الأدبي والفني في العالم العربي. ودعم حوالى ثمانين مشروعاً خلال عامين من عمله بما يقارب مليون ونصف مليون دولار.