تفجرت الأوضاع في الصحراء الغربية، باندلاع مواجهات بين قوات الأمن المغربية وناشطين من جبهة «بوليساريو» أدت إلى مقتل 3 أشخاص وجرح أكثر من 70 آخرين، تزامناً مع بدء جولة مفاوضات غير رسمية بين الجانبين أمس في ضواحي نيويورك. وأعلنت الرباط مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن في المواجهات التي وقعت قرب مدينة العيون، كبرى المدن الصحراوية، لدى محاولة الشرطة فجر أمس تفكيك مخيم احتجاجي قالت إنه كان يؤوي «مطلوبين للعدالة أرغموا السكان على عدم مغادرة الخيام بالقوة واستخدام العنف». وبررت تدخلها ب «الإفراج عن شيوخ وأطفال ونساء صحراويين كانوا بمثابة رهائن». وكان آلاف الصحراويين انتقلوا إلى مخيمات في ضواحي العيون احتجاجاً على «تهميشهم»، وانتدبوا ممثلين عنهم دخلوا في حوار مع السلطات. واعتقلت الشرطة عدداً من المحتجين وبدأت النيابة العامة التحقيق معهم. وأكدت مصادر رسمية ل «الحياة» أن قوات الأمن «تعرضت لأعمال عنف استخدمت فيها زجاجات حارقة وأسلحة بيضاء حين كانت بصدد اقتحام تلك الخيام»، مشيرة إلى أن «العملية استغرقت نحو ساعة بعد تطويق الخيام والحؤول دون فرار المطلوبين». وقالت إن «أكثر من مئتي شخص كانوا مطلوبين للقضاء في تهم سرقة وعنف واغتصاب عمدوا إلى احتجاز شيوخ ونساء وأطفال داخل الخيام، لمنعهم من تسجيل أسمائهم ضمن قوائم فتحتها السلطات لمنع السكان المحتجين مساكن وإعانات». في المقابل، أكد مسؤول الشؤون الخارجية في «بوليساريو» محمد سالم ولد سالك لوكالة «فرانس برس» أن الهجوم أوقع «مئات الجرحى». وقال: «لا يمكنني بعد أنأاقول لكم كم بالضبط، لا سيما في حال كان هناك قتلى، لكن المستشفيات ملأى» بالجرحى. وأضاف أن القوات المغربية شنت الهجوم «براً وجواً بواسطة مروحيات»، واستخدمت «خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي وقمعت بطريقة شرسة وعشوائية السكان المدنيين العزل الذين يقيمون في المخيم». وبدأت أمس في ضواحي نيويورك الجولة الثالثة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة «بوليساريو»، في حضور مسؤولين من الجزائر وموريتانيا. ورجحت مصادر مغربية أن تلقي الأحداث داخل المخيمات بظلالها على مسار المفاوضات. ويقول المغاربة إنهم توجهوا إلى نيويورك «في إطار التعاون مع الأممالمتحدة».