نشرتْ صحيفة «الحياة» الأسبوع الماضي خطاباً من الهيئة العامة للاستثمار، وأقول: خطاب لا رد، لأنه لم يحمل أي إجابة عن سؤال طرحته. كان الخطاب حول مقالي «الاستثمار وغسيل الأموال»، طرحتُ فيه سؤالاً واضحاً يقول: هل لدى - الهيئة - القدرة على معرفة مصادر الأموال... التي تقدم إليها كرأس مال للاستثمار الأجنبي؟ وبدلاً من أن تجيب الهيئة بمعلومات عن آليات عملها في هذه الجزئية، استهلت خطابها بالاتهامات فقالت: «لاحظت الهيئة في المقالات التي كتبها الأستاذ السويد تكرار نشر اتهامات، مباشرة وغير مباشرة، تصريحاً أو تلميحاً حول قضايا جوهرية تتعلق بالأمن الوطني والاقتصاد السعودي»، (انتهى). وقد احتوى خطاب «الهيئة» على عبارات عدة من هذا النوع بما فيها من الوزن الثقيل، خاصةً المساس بالأمن الوطني والاقتصاد السعودي وهو أسلوب يستهدف ترهيب الكتاب، ولستُ أعلم من يعد ردود «الهيئة» على الصحافة حيث وُقّع الخطاب باسم «الهيئة العامة للاستثمار»، من دون ذكر لاسم مسؤول فيها، وكان من الممكن المرور على هذا مرور الكرام، لولا ملاحظتي أن خطاب «الهيئة» تبنى روحاً وحتى نصاً في أجزاء منه، ما جاء في مقال منشور - قبل فترة - للدكتور حمزة السالم في صحيفة «الجزيرة»، حيث تخصص الدكتور في الهجوم على أكثر من زميل، جمعهم نقد أداء «الهيئة» وأسلوب إعلانها عن إنجازات تتسع دائرة غير المقتنعين بها. الهجوم على الكتاب كان نصيبي منه التالي «وقد شكّك السويد في أمن الوطن وصحة معلوماته كلها». كذا تشكيك في أمن الوطن وصحة معلوماته كلها، ولم أكن مهتماً بالرد إلا بعد تطابُق خطاب «الهيئة» مع ما جاء في مقاله نصاً حينما كتب «ارتاب الكاتب من الاستثمارات الأجنبية بأن تكون أموالاً قذرة تُغسل في السعودية من طريق الاستثمار الأجنبي بتسهيلات من الهيئة العامة للاستثمار»، وضع خطاً على تسهيلات!؟ «الهيئة» لها أن تستعين بمن تشاء، فهذا شأنها، لكن لأننا تعودنا منها غمط جهود جهات حكومية أخرى وشركات لها باع في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد ونسب تلك الجهود لها في تقاريرها، ربما تكون مارست الفعل نفسه مع السالم، وحفاظاً على حقوقه الفكرية جرى ذكره. لهيئة الاستثمار أن تستفسر- مع تحفظي على الأسلوب أعلاه- لكن عليها قبل ذلك واجب التقدم خطوةً إلى الأمام، فتخبرنا ماذا فعلت في قضية مركز التنافسية بجدة التي كتب عنها الزميل خلف الحربي في مقاله «لزوم نعلم الشيخ» فهي - بحسب علمي - حصلت على صور الوثائق ذاك الحين وصمتت بعدها. www.asuwayed.com