أعلنت «دولة العراق الاسلامية» مسؤوليتها عن سلسلة تفجيرات ضربت بغداد الثلثاء الماضي موقعة اكثر من ستين قتيلاً ومئات الجرحى، مشيرة الى انها «حملة ثأر لامهات المؤمنين». وندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ب «فتاوى التكفيريين»، داعياً إلى حماية دور العبادة. إلى ذلك، أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة عراقيين واصابة تسعة آخرين بانفجار سيارة مفخخة استهدف مقراً للدفاع المدني وسط بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وبث موقع «حنين» الاسلامي بياناً ل «دولة العراق الاسلامية»، وهي تحالف يضم عدداً من المجموعات الجهادية بقيادة «القاعدة»، يؤكد ان «طلائع المجاهدين شنوا حملة جديدة مباركة (...) ثأراً لامهات المؤمنين واصحاب النبي بعد ان تمادى الانجاس الرافضة في غيهم، وقد أخذتهم الاماني بعودة المشروع الصفوي». وأضاف: «استعلنوا بشركهم وكفرهم، وجاهروا بأذية رسول الله في عرضه وطعنهم في أزواجه وامهات المؤمنين (...) على منابرهم وشاشات فضائياتهم»، في اشارة الى تصريحات رجل الدين الكويتي ياسر الحبيب المقيم في لندن حول عائشة، احدى زوجات النبي. وكان الحبيب ادلى بتصريحات مهينة تناول فيها عائشة، وهو يقيم في لندن منذ عام 2004 هرباً من حكمين بالسجن عشرة اعوام صدرا بحقه. وأثارت تصريحاته موجة تنديد في الاوساط السنية، في حين طالب نواب شيعة باتخاذ اجراءات مماثلة بحق ناشطين سنة ينتقدون الشيعة، واصدر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي فتوى حرّم فيها التعرض لزوجات النبي وأصحابه. وحذر بيان القاعدة «الرافضة الانجاس المناكيد، ابناء المتعة من ان لامهات المؤمنين والصحابة ابناء واحفاداً طلقوا دنياهم (...) يبتغون القتل في سبيل الله وما رأوه منهم في تلك الليلة المباركة اول الغيث، ويوم واحد من أيام كثيرة مخضبة بالدم تنتظرهم (...) فليبشروا بما يسوؤهم والقادم باذن الله انكى وامر». وندد الصدر أمس بفتاوى «بعض العلماء التكفيريين» محملاً اياهم مسؤولية مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد والهجمات الدامية التي تلتها في مناطق غالبيتها شيعية في بغداد. ونقل بيان وزع في النجف عن الصدر قوله «لعل صدور بعض الفتاوى من بعض العلماء التكفيريين هو السبب في ما حدث في الكنيسة، وما تلاها من تفجيرات. لذا، كان لزاماً على علمائهم وقف الافتاء ضد اتباع آل البيت، ليصبوا جام غضبهم على عدوهم الاميركي والاسرائيلي». وأضاف ان «تحرير مسلمتين اثنتين، لا يعني جواز قتل هذا العدد من المسيحيين، واعدام قادة البعث او الخلافات السياسية الاخرى، لا تعني زج الشعب في دوامة الرعب والخوف وسلب الامن والامان». ويشير الصدر بذلك الى تبرير «القاعدة» هجومها على الكنيسة باحتجاز الكنيسة القبطية المصرية امرأتين سرت شائعات حول اعتناقهما الاسلام الأولى في 2004 والثانية في تموز (يوليو) 2010. واعلن تنظيم «دولة العراق الاسلامية» مسؤوليته عن الهجوم على المسيحيين في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك مساء الاحد وقتل 53 شخصاً بينهم 46 من المصلين واصابة العشرات بجروح. الى ذلك، دعا الصدر الحكومة الى «تشكيل افواج لحماية الاماكن المقدسة والعتبات والمساجد وقبل ذلك الاديرة والكنائس ودور العبادة لكل الاديان وروادها». واعتبر «تفجير مثل هذا العدد من السيارات والاحزمة الناسفة في وقت قصير ينبئ بتقصير وقصور وانخراط المندسين في الاجهزة العراقية الموقرة». ولقي 64 شخصاً على الاقل مصرعهم في انفجار 12 سيارة مفخخة في مناطق غالبيتها شيعية في بغداد مساء الثلثاء الماضي. وأوضح مصدر أمني في ديالى ان «مسلحين مجهولين فجروا سيارة مفخخة امام مقر مديرية الدفاع المدني في بعقوبة الجديدة وسط المدينة، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة تسعة آخرين». واكد المصدر وجود «ثلاث نساء بين الجرحى». وتشهد محافظة ديالى التي كانت احدى معاقل تنظيم «القاعدة» هجمات متكررة، على رغم العمليات الامنية لملاحقة التنظيمات المتطرفة.