لم يدر في خلد نحو 30 طالباً، يدرسون في الصف الثالث الابتدائي، في إحدى مدارس مدينة الدمام، أن يتحول آخر يومهم الدراسي، إلى «حصة رعب»، تسلبهم متعة ما تبقى من ساعات نهارهم، إضافة إلى «لذة» نومهم في المساء. إذ لم يجد معلمهم طريقة لمكافأتهم وتشجيعهم على التميز، سوى عرض شريط لصور قتلى وجرحى فلسطينيين، وذلك على رغم تحذيرات تربويين من مدى انعكاس ذلك في شكل سلبي، على حاضر الأطفال، ومستقبلهم. ويصف أحد الطلاب الصور التي تم عرضها عليهم بأنها «مخيفة»، موضحاً بأنها كانت ل«قتلى وجرحى». فيما تساءل آخر ببراءة عن الهدف من عرضها؟ بخاصة أن المعلم «لم يخبرنا لماذا يود أن نراها»، متابعاً بأنها «ليست حلوة، مثل الرسوم المتحركة، ولا مفيدة مثل القصص». وقالت أم أحد الطلاب ان ابنها (10 سنوات)، «عاد من المدرسة، وهو في حال غير طبيعية، من التأثر. وعندما سألته عن السبب، أخبرني بما شاهد»، مبينة ان طفلها «بدا عدوانياً مع أخيه الأصغر، أكثر من المعتاد في ذلك اليوم». وذكرت أم طالب آخر أن ولدها «لم يذق طعم النوم مساء ذلك اليوم، وظل يبكي من التأثر لنحو ساعتين، ما اضطرني إلى النوم بجانبه». بدوره، أقر المعلم، في تصريح ل«الحياة»، بأنه قام بعرض مقطع فيديو يحوي «نشيداً عن فلسطين، وأطفالها، مصحوباً بصور»، نافياً أن تكون هذه الصور «مؤثرة، أو فوق سن الأطفال». وشدد على أنه «معلم، وأعرف ما يؤثر في الأطفال، وما لا يؤثر»، لافتاً إلى أنه قام بعرض هذا المقطع، إضافة إلى نحو 20 مقطعاً آخر، وذلك «مكافأة للطلاب على تميزهم». وعلى رغم نفيه وجود درس يستلزم عرض هذه المقاطع، لكن شدد على أن «التعليم لا يتم من طريق الكتب فقط، وأن ثمة طرقاً عدة للتعلم، من بينها شبكة الإنترنت»، مشيراً إلى أن عدد طلاب الفصل الذي يقوم بتدريسه يبلغ نحو 30 طالباً.