واصلت محافظة حفر الباطن، احتفاءها بمن يتنازلون عن القصاص من دون قيد أو شرط، إذ أقام جديع وفهيد اللغيصم، حفلة تكريمية لسعود الركاد، الذي تنازل عن قاتل ابنه إبراهيم، بعد أن تكللت مساعي ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووجاهة أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبد المحسن، بالنجاح في إنقاذ رقبة الشاب لبيخان الفريسي من القصاص، بعد عفو ذوي المقتول عن دم ابنهم، من دون شروط. ووقعت الجريمة قبل عامين، حين تطورت مشاجرة بين الشابين، أدت إلى مقتل الشاب إبراهيم إثر تلقيه طعنة نافذة في الصدر من لبيخان، ليلفظ أنفاسه في مستشفى الملك خالد في منطقة حائل. وقدم الشقيقان اللغيصم، شكرهما وتقدير أبناء قبيلتهما، «لمن ساهم في تنازل سعود الركاد، وعلى جهودهم المباركة التي تكللت بالنجاح في التوصل إلى هذا العفو الكريم من ولي الدم». وأقامت قبيلة المسعود، احتفالية بحضور صاحب المبادرة الإنسانية سعود الركاد، وجمع كبير من شيوخ القبائل والأعيان، في هجرة السليمانية (29 كيلو متراً شمال شرق حفر الباطن)، تخللها إلقاء قصائد شعر تثني على التسامح والعفو. وألقى جديع وفهيد اللغيصم، كلمة، شكرا فيها «كل من تكبد عناء السفر، لتكريم وتقدير صاحب الموقف الكريم سعود الركاد المسعودي الشمري، وكافة أسرة الركاد، الذين سطروا أعظم معاني التسامح في هذا العفو، سائلين المولى أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم. ويتغمد الفقيد بواسع رحمته وفضله». وخاطبوهم قائلين: «انكم بعملكم هذا سطرتم أعظم صفحات التاريخ، لكم شخصياً ولأسرتكم الكريمة، ولقبيلة المسعود وشمر كافة، وللمجتمع السعودي. وأنتم مثلاً يحتذى به، ويضرب به في كرم الأخلاق ونبل المشاعر. فشكراً لكم بكل ما تعنيه معاني الشكر وأسمى آيات الشكر والعرفان لكم ولأسرتكم الكريمة». يُشار إلى ان حفر الباطن، شهدت خلال الفترة الماضية، حفلات تكريم مماثلة، إذ قام برغش بن طوالة، بتكريم حمود بن نايل بن طوعان، لعفوه عن قاتل ابنه حمود، في شهر رجب من العام الماضي. كما قامت قبيلة حرب بتكريم عنبر الرويشد، الذي تنازل عن قاتل ابنه سليمان في مطلع رمضان الماضي.