حرص وكيل شؤون الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشاعر الدكتور أحمد السالم على حضور القضايا الإنسانية المختلفة والاجتماعية والسياسية، من خلال قصائده التي ألقاها في الأمسية التي أحياها نادي الأحساء الأدبي مساء الثلثاء الماضي، وكان لافتاً تبنيه الدخول مباشرة في تلك القضايا من دون اللجوء إلى مخيلة الصور الشعرية، وهو ما عبّر عنه الدكتور محمد الهرفي أثناء مداخلته «ان الجيد في الشعر اهتمامه بقضايا أمته المتعددة، وهذا هو دور الشاعر المسلم الذي يملك حساً وطنياً»، ووجّه الدكتور الهرفي ملاحظاته على بعض قصائد الشاعر التي يختلف معه فيها، مشيراً إلى أن المقاومة في لبنان جيدة ويجب الوقوف معها، وكذلك شاعرية نزار قباني التي فرضت نفسها، على رغم تجاوز مواضيعها لبعض الثوابت. وكان الشاعر الدكتور السالم ألقى مجموعة من قصائده التي لامست يوميات المشهد العراقي والدماء التي تعتريه، وأصبحت جزءاً من تكوينه، وما يحدث في لبنان من فتن للطوائف واللعب السياسية، وأوضح أنه كان في أمسية في لبنان، فألقى قصيدة بعد موت نزار قباني تناوله فيها بشيء من النقد إثر اتخاذه المرأة في شعره مجرد شهوة، فغادر نصف الحضور القاعة احتجاجاً عليها، أما هنا في النادي الأدبي فلم يغادر أحد. وما بين قصيدة وأخرى، طلب مقدم الأمسية الدكتور نبيل المحيش من الشاعر قصائد غزلية، لكنه ألقاها على استحياء على رغم عذريتها وبعدها عما يتقاطع مع شيبه ووقاره، فيما نالت قصيدة «العقوق» وهي من القصائد الاجتماعية المشهورة للسالم كانت ألقيت في الحرم المكي من أحد الأئمة وتجري على لسان أب عقه أبناؤه ونالت استحسان الحضور ومنها: ماذا أقولُ وقد ضاقت بي السبلُ/ وعن حضانة بثي ضاقت الجملُ/أفنيت عمري في كدٍ وفي نكدٍ/ حتى ينير خطى أولادي الأملُ / وكم جلبت لهم حلو الطعام وكم/ جردت رجلي من نعلٍ لينتعلوا/كان سلاحاً وظهراً لي مبتكراً/ فصار يغتالني في قلبي الوجلُ/وإن شكوت لهم ضعفي وضيق يدي/قالوا: الرعاية دار كلها أملُ ومن شعره قصيدة «التسول بالتحريض» وهي موجهة لقنوات فضائية تحريضية قال فيها: حرِّض تفز واستنقص الأحرارا/واعبث وكن لدم البريء قدارا واصمت إذا فرحوا وقل هي لعبة/ وافرح إذا حزنوا وأجر حوارا/كن كوسة فإذا تبين أنهم/ لا يطبخون إذاً تكون خيارا/هذا هو الوصف الدقيق لعصبة/ خرجوا عن النهج القويم مرارا