عندما كتبت مقالاً عن الشجاعة النادرة الذي تحلى بها أحد الشباب بعنوان: (ابن حائل) الذي سارع وأنقذ امرأة احتجزت داخل سيارة زوجها، كتبت المقال والسعادة تملؤني فور ورود الأخبار الأولى فقط، والتي ظهر فيها هو بمفرده فقط، واتضح في ما بعد أن الرجل الشجاع لم يكن بمفرده وانهم أصبحوا ثلاثة بعدما خرجت علينا الصور والمشاهد بالتتابع. لم يرد على لساني قط أية كلمة أو لفظ عن زوج المرأة سوى ما ذكرته الأخبار الأولى فقط، وكتبت بالحرف الواحد أنه خرج من السيارة بعدما فشل في إدارة محرك السيارة ملحقة ما كتبته (بحسب ما ذكر الخبر) الذي قرأته في أكثر الصحف المحلية وفي المراحل الأولى من الخبر، الذي وان حدث (كما ذكرت الأخبار الأولى) فهو أيضاً معذور فالموقف صعب للغاية. أصل المقال هو اعتزاز وافتخار وتقدير لشجاعة الشبان الثلاثة وموقفهم البطولي. فوجئت اليوم بخبر منشور في صحيفة «وكاد» الإلكترونية التي كنت اعتد بصدقيتها تنشر المقال تحت عنوان سيئ جداً وهو: (زوج المرأة نذل)! وأنا اليوم أعود للتوضيح بأن هذه الألفاظ السيئة أنا لا أستخدمها وبأنني سعيدة بوجودهم بيننا وسعيدة بإنقاذ المرأة وسعيدة بأن زوجها كان معها ولم يتركها بعدما ظهرت الصور الأخيرة، وبحسب ما أفاد هو شخصياً في إحدى المقابلات التي أرسلها لي أحد المحررين الفضلاء. وللأمانة فقد راسلتهم فور معرفتي بالموضوع طالبة منهم الاعتذار وتصحيح العنوان، ولم يردني أي خبر منهم حتى كتابة المقال، هذا الذي أوضح فيه هدفي الأساسي من المقال وهو التركيز على الأخلاق التي تنبع من الداخل والتي جعلت هؤلاء الشبان الثلاثة يقومون بهذا العمل الرائع والذي طالبت بأن نتوقف عنده كثيراً، وأن يتم تكريمهم وتكريم أمثالهم حتى تعود أخلاقنا الإسلامية المرتكزة على النخوة والشجاعة والضمير للظهور مرة أخرى. اكتشفت اليوم أن هناك صحفاً متخصصة في الإثارة فقط... الموضوع جميل والحدث رائع فلماذا تحوله هذه الصحيفة إلى خبر مثير يسيئ (ليس لي شخصياً) إنما لكل شيء جميل نحاول التركيز عليه وإشاعته في المجتمع؟ الأخلاق تنبع فعلاً من الداخل... والصدقية توثقها المواقف... وأعود وأكرر بأن تعيينهم الفوري أثلج صدري وأن تكريمهم كان رائعاً، وأن السخاء الذي وجدوه من المسؤولين كان رائعاً ويمثل تعزيزاً وتوثيقاً لهذه القيم الجميلة الرائعة. في خضم هذا كله وفي ظل استيائي من بعض هواة التصوير الذين يتركون الحوادث والمواقف التي تتطلب تدخلاً إنسانياً سريعاً ويسارعون بالتصوير لتوثيق الموقف (من دون إذن) أصحابها والذي ألمحت إليه في آخر مقالتي (ذكرني أحد الأفاضل) وهو الصحافي الأخ فهد عبدالعزيز العديلي... والذي أتفق معه في هذا (الموقف) بالتحديد بوجوب تكريم مصور الحدث الذي لولا الله ثم كاميرته ما كنا استطعنا معرفة الكثير عن هذا الحدث الرائع. [email protected]