تعد الجلطات واحدة من الحالات الصحية التي تستدعي التدخل الطبي السريع، إذ أنها تبدأ بأعراض قد تخدع الكثير منا ليظن أنه يشعر بإرهاق عادي أو بألم أحد أعضاء جسمه لإصابته برضة ما ويتجاهل طلب التدخل الطبي، ويتحول الأمر في ما بعد إلى مشكلة صحية قد تقوده في نهاية المطاف إلى إعاقة جسدية أو الوفاة. وأشار موقع «ويب ميد» إلى أن الإصابة بالجلطات لم يعد أمراَ محصوراً على كبار السن، إذ أنها أصبحت تصيب الشباب أيضاً، إذ أشارت دراسة أجريت في أميركا إلى أن معدل الجلطات بين البالغين دون 55 عاماً تضاعف أخيراً بسبب اتباع أسلوب حياة صحي سيء. وذكر موقع «مايو كلينك» أن الجلطة هي عبارة عن تخثر الدم وتجلطه في أعضاء الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى إنسداد الشرايين ووقف تروية الدم للعضو المصاب وموت خلايا العضو، الأمر الذي قد يخلف إعاقة جسدية دائمة وقد يؤدي إلى الموت في حال لم يتم علاجه فوراً. وتنقسم الجلطات إلى أنواع مختلفة وتسمى بحسب العضو الذي تصيبه، إذ أن هناك الجلطات الكبرى مثل الجلطات الدماغية والقلبية والجلطات الصغرى مثل جلطة الرجل والقدم التي تعد أخف وطأة. وذكر موقع «هيلث لاين» أن أعراض الجلطة عادة ما تبدأ بالشعور بالألم والخدر في الجزء المصاب، خصوصاً عندما تحدث الجلطة في الذراع أو الأرجل، التي توجب على المصاب طلب المساعدة الطبية فور الشعور بها وعدم تجاهلها للتمكن علاج الحالة. ويشير موقع «ستروك» إلى أن أعراض الجلطة القلبية تختلف من شخص إلى آخر، خصوصاً إذا تعرض إليها لأكثر من مرة، إذ أنها قد تحدث ببطء وقد تصاحبها أعراض خفيفة أو شديدة ومفاجئة. وعادة ما تسمى الجلطة القلبية بالنوبة القلبية الصامتة إذ أنها قد تحدث لبعض الأفراد من دون ظهور أي أعرض عليهم، خصوصاً لدى مرضى السكري. وأكثر أعراض الجلطة القلبية شيوعاً هي والشعور بألم في مركز أو يسار الصدر الذي قد يجعل صاحبه يشعر بالامتلاء أو الضغط، إضافة إلى الشعور بالألم في الجزء العلوي من الجسم الذي قد ينتشر ليصل إلى الأسنان، والفك، والكتفين، والأذرع، والظهر، والرقبة. ويعد ألم المعدة عارضاً من أعراض الجلطة القلبية أيضاً، إذ يأتي الألم على شكل حرقة في المعدة، وعسر في الهضم. وغثيان وقيء ودوار. ويعتبر التدخين وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وزيادة الوزن والسمنة والإكثار من الأطعمة المشبعة بالدهون وارتفاع سكر الدم من أهم مسببات الجلطة القلبية. إلا أن هناك مسببات لا يمكن السيطرة عليها مثل التقدم في العمر خصوصاً بعد بلوغ سن اليأس لدى النساء، والوراثة، وتسمم الحمل الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول اللذان يزيدان من احتمالية الإصابة بالسكتة القلبية. وأشار موقع «ميديكال دايلي» إلى أن أعراض الجلطة الدماغية هي مواجهة مشكلة في التحدث وفهم كلام الغير والمشي، والإصابة بالشلل والخدر في الوجه والأطراف، خصوصاً في جانب واحد من الجسم، وكذلك عدم القدرة على ضم الذراعين فوق الرأس في الوقت نفسه، وعدم القدرة على الابتسام لتدلي جزء من الفم أثناء ذلك، إضافة إلى اسوداد الرؤية في أحد العينين أو كلتاهما أو الرؤية بطريقة مزدوجة، والإصابة بصداع الرأس المفاجئ والشديد المصحوب بالقيء والدوار، أو فقدان الوعي. ويوجد نوعان من الجلطات الدماغية، أولها يحدث بسبب تخثر الدم داخل شرايين المخ، والأخر يحدث بسبب حدوث نزيف دماغي، ويسمى هذا النوع من الجلطات الدماغية ب «السكتة الدماغية النزفية». ويذكر أن مسببات الجلطة الدماغية والجلطات الأخرى، خصوصاً جلطة القلب تتقارب، إذ يزداد إمكان حدوثها في حال الإكثار من الطعام غير الصحي، والتدخين والسمنة، إضافة إلى تعاطي الكحول والمخدرات. أما بالنسبة لأعراض جلطة القدم والذراع فإنها تبدأ بظهور تورم شديد في المنطقة المصابة واحمرارها، والشعور بالألم الذي يمتد إلى الأوردة السطحية وبرودة العضو وشحوبه وازرقاقه في بعض الأحيان. ويذكر أن مسببات جلطة القدم والذراع هي قلّة الحركة بعد عند الجلوس لساعات طويلة أثناء السفر والعمل أو بعد إجراء العمليات الجراحية، ورتفاع معدل كثافة الدم والتقدم بالسن وزيادة الوزن والتدخين. وذكر موقع «ذا تيليغراف» أن دراسة أشارت إلى أن ساعة عمل واحدة إضافية خلال الأسبوع قد تسبب خطر الإصابة بأمراض صحية، مثل الجلطات الدماغية، وأمراض القلب، بنسبة 10 في المئة على مدى ثمانية أعوام ونصف العام. وكان المركز الإقليمي لمعلومات الدواء في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة تبوك (شمال السعودية) حذر من «جلطة الكمبيوتر»، منوهاً على احتمال الإصابة بجلطات دموية صغيرة جداً للأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة أمام الكمبيوتر. وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن دراسة أميركية بينت أن الغضب والمشاعر السلبية عامل من أهم عوامل الإصابة بالجلطات، إذ غالباً ما يسبق الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية التي تتسبب بها الجلطات يسبق الأزمات القلبية وقد يكون السبب الرئيسي للإصابة. وعادة ما يتم معالجة الجلطات بإجراء عمليات القسطرة لإزالة الدم المتخثر وإعادته إلى مجراه الطبيعي، وفي بعض الحالات الخفيفة من الممكن أن يتم استخدام الأدوية التي تساعد على زيادة سيولة الدم مثل «الأسبرين».