أبرمت باريس ولندن امس، معاهدتين تاريخيتين للتعاون في مجالي الدفاع والأمن النووي، من شأنهما تعزيز قدرات البلدين مع خفض انفاقهما في المجالين. وحولت المعاهدتان بريطانيا الى شريك اول لفرنسا في مجال الدفاع، علماً ان باريس وبرلين تقيمان شراكة عسكرية قوامها لواء لحفظ السلام، مكلف بمهمات في البوسنة والهرسك وكوسوفو وافغانستان، ويشكل نواة ل «القوة الاوروبية» المشتركة. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون توقيع المعاهدتين، في مؤتمر صحافي في «لانكستر هاوس» في لندن حيث عُقدت القمة الفرنسية - البريطانية امس. ورأى كامرون ان ضبط متفجرات وطرود مرسلة الى الولاياتالمتحدة ودول اوروبية أخيراً، يشكل مبرراً اضافياً لتعزيز التعاون بين دول الغرب. وقال ان «احداث الساعات ال 72 الأخيرة ذكرتنا بأن مجتمعينا وأمنهما مرتبطان أكثر من أي وقت. وعندما يأتي التهديد من الإرهاب والفضاء الافتراضي والانتشار النووي، علينا ان نكون جاهزين للرد عبر التعاون مع حلفائنا». وأشار كامرون الى ان «الإرهابيين يعتقدون بان مجتمعاتنا المنفتحة والمترابطة تشكل مصدر ضعف لنا، لكنهم مخطئون. والرئيس ساركوزي وأنا عازمان على إثبات ان تضامننا مصدر قوتنا لهزيمة الإرهاب والتصدي له». وأكد كامرون ان فرنسا وبريطانيا «فتحتا فصلاً جديداً في علاقة طويلة للتعاون في الدفاع والأمن، بتوقيع معاهدتين إحداهما تلزم قواتنا بالتعاون في شكل أوثق بكثير من قبل ومعاهدة أخرى حول الأمن النووي». ورأى ان هذا التعاون سيوفر «مزيداً من الأمن لمواطنينا في الظروف العالمية التي تحيط بنا، كما سيوفر الفرصة لتقوية دفاعنا في وقت نواجه تحديات مالية». وأكد كامرون ان المعاهدتين «لا تشكلان انتقاصاً من سيادة البلدين ولا تؤديان الى تقاسم قوتيهما النووية ولا الى تشكيل جيش أوروبي، بل تقودان الى تعاون عملي يساهم في توفير التكاليف». وتنص المعاهدة الدفاعية على انشاء قوة مشتركة للتدخل السريع، كما تنص على استخدام المقاتلات البريطانية حاملات الطائرات الفرنسية والعكس، اضافة الى التعاون في تطوير وسائل النقل العسكري الجوي وتطوير طائرات من دون طيار. وتشمل المعاهدة الأمن المعلوماتي. أما بالنسبة الى معاهدة التعاون في المجال النووي، فتقضي بإنشاء مختبر مشترك للبحوث والتطوير، من دون ان يمس ذلك «الردع النووي» لكل من البلدين، والذي سيبقى منفصلاً ومستقلاً. في المقابل، رأى ساركوزي ان من الطبيعي ان يكون مثل هذه المعاهدة بين دولتين تمثلان معاً 50 في المئة من القدرات العسكرية في أوروبا، معتبراً ان التعاون النووي بين البلدين يعبر عن ثقة بينهما «غير مسبوقة».