منحت السلطات الإسرائيلية الخميس موافقتها النهائية على بناء 153 وحدة استيطانية في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة، فيما فشل مجلس الأمن في تبني أي إجراء في اجتماع مغلق الأربعاء لمناقشة استمرار إسرائيل في الاستيطان. وقال نائب رئيس بلدية القدس ورئيس لجنة التخطيط والبناء فيها مئير ترجمان أمس أن «المقاولين يستطيعون البدء بالبناء غداً». وأكد ترجمان أن القرار يأتي تزامناً مع إعلان بناء وحدات استيطانية جديدة بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وأوضح انه في الأيام أو الأسابيع المقبلة ستحصل 450 وحدة استيطانية، تشمل الوحدات التي تمت الموافقة عليها الخميس، على تراخيص في حي جيلو الاستيطاني. ولفت الى أن هذه المشاريع «جمدت لسنوات» بسبب ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما. وكان مجلس الأمن عقد الأربعاء جلسة مغلقة لمناقشة مصادقة إسرائيل الثلثاء على مشروع استيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة، من دون أن يتبنى أي تدبير. واستمع أعضاء الدول ال15 في مجلس الأمن إلى المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، بعد مصادقة إسرائيل على بناء أكثر من 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة، منتهكة قراراً تبناه مجلس الأمن في أواخر كانون الأول (ديسمبر) يدين الاستيطان. وتبنى المجلس القرار حينها في آخر أيام إدارة أوباما، وطالب إسرائيل بوقف الاستيطان فوراً بتأييد 14 من الدول الأعضاء وامتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت للمرة الأولى منذ 1979. ولم تقترح أي دولة عضو في مجلس الأمن أي تدبير خلال اجتماع الأربعاء الذي عقد بطلب من بوليفيا، ولم يتحدث خلاله ممثل الولاياتالمتحدة، وفق ديبلوماسيين. وقال سفير السويد أولوف سكوغ الذي يرأس المجلس خلال كانون الثاني (يناير) الحالي «يجب إدانة ذلك». وأضاف «أي عمل ينتهك القانون الدولي والقرار 2234 لمجلس الأمن يجب أن يدان». ولا تزال السفيرة الأميركية الجديدة لدى الأممالمتحدة نيكي هالي، والتي صادق الكونغرس على ترشيحها الأسبوع الحالي، تنتظر تقديم أوراق اعتمادها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وحض السفير الفلسطيني رياض منصور مجلس الأمن على احترام القرارات التي يتبناها، لأن إسرائيل لا يمكنها «الإفلات» مع بناء وحدات استيطانية جديدة. ومع ذلك، فإن الدول التي تحدثت الأربعاء قالت أنها «حريصة على إيجاد سبل للحد من آثار العمل الأحادي»، وفق سكوغ. وكانت هالي أكدت أمام مجلس الشيوخ أنها تدعم موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو مشروع تعتبره الدول العربية استفزازاً. ..وتستقبل مئة يتيم سوري أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية في بيان الخميس، أن الدولة العبرية ستقوم باستقبال 100 يتيم سوري والمساعدة في إجراءات تبنيهم، استكمالاً لسياستها في فتح الحدود لمعالجة جرحى «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وجاء البيان ليؤكد معلومات تناقلتها القناة التلفزيونية العاشرة، أن الأطفال السوريين المئة سيحصلون على إقامة دائمة بعد إقامتهم موقتاً لفترة أربع سنوات. وسيمكنهم ذلك من البقاء في إسرائيل إلى أجل غير مسمى. وتبحث السلطات الإسرائيلية عن عائلات عربية إسرائيلية لتبني هؤلاء الأطفال، بينما سيحصل أقارب اليتامى كإخوتهم أو أخواتهم على وضع لاجئ. وستقوم الدولة العبرية بالتنسيق مع مؤسسات دولية عاملة في سورية من أجل استقدام اليتامى. ويقدر عدد العرب في إسرائيل بمليون و400 ألف نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم عند قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويشكل العرب في إسرائيل 17,5 في المئة من السكان ويعانون من التمييز، خصوصاً في مجالي الوظائف والإسكان. وتقول إسرائيل إنها لا تريد التورط في النزاع المعقد الدائر في سورية منذ نحو 6 سنوات، لكنها تهاجم دائماً أهدافاً عسكرية داخل سورية، كما فتحت حدودها لمعالجة جرحى «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في سورية)، الذين أصيبوا جراء استمرار الصراع في البلاد. وتحيط إسرائيل عمليات نقل جرحى «النصرة» للعلاج في مستشفياتها «بسرية تامة خشية إثارة الغضب لدى معارضين هذه السياسة التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم الدروز في هضبة الجولان وشمال إسرائيل، الذين هاجموا سيارة إسعاف نقلت جرحى سوريين بادعاء أنها تنقل مقاتلين من جبهة النصرة التي تقاتل أبناء الطائفة الدرزية في سورية»، كما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عبر موقعها الإلكتروني في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2015. وكانت الصحيفة نشرت تقريراً موسعاً عن الجهود العسكرية التي تبذلها إسرائيل بهدف تقديم المساعدة الطبية لجرحى سوريين عبر الحدود ونقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية. وتمكنت الصحيفة، عبر مراسلها جيك واليس سيمونس، من مرافقة العمليات الميدانية التي تقوم بها قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي، لنقل جرحى سوريين عبر الحدود. ويشير التقرير إلى أن إسرائيل عالجت أكثر من ألفي سوري حتى نهاية 2015، معظمهم من جرحى تنظيم «النصرة» المرتبط ب «القاعدة»، علماً أن تل أبيب لطالما أنكرت مساعدتها تنظيم «القاعدة».