يعقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في لندن غداً الثلثاء، قمة بالغة الأهمية، يتوقع ان تؤدي الى معاهدة للتعاون العسكري. وعلمت «الحياة» من مصادر فرنسية ان المعاهدة المحتملة ستليها مذكرات تفاهم حول مواضيع مختلفة تتعلق بالتعاون العسكري بين البلدين على صعيد القوات الجوية والبرية. وأوضحت المصادر ان تقاسم فرنسا وبريطانيا القيادة، امر ضروري اذا كان البلدان يريدان المحافظة على قدراتها العسكرية بالمستوى التي هي عليه. واقترح ساركوزي ان يكون التعاون بين البلدين من دون حواجز، فيما اعتبره كاميرون امراً حيوياً. ووحدهما فرنسا وبريطانيا تكرسان 2 في المئة من موزانتيها للدفاع وهما تريدان البقاء على هذه النسبة. وتملك فرنسا وبريطانيا 50 في المئة من القدرات العسكرية العملية في أوروبا، وتساهمان ب70 في المئة من الأبحاث وعمليات التطوير في المجال العسكري أي ان لدى البلدين القدرة المشتركة الأكبر للتدريب لكل الأوروبيين. وقالت المصادر الفرنسية ان هذه القمة تم تحضيرها في إطار ما أطلقه ساركوزي منذ بداية عهده عبر «الكتاب الأبيض» (الاستراتيجية الفرنسية) حول الدفاع والأمن الوطني. وأشارت المصادر الى ان هذه الاستراتيجية ترتكز الى تطوير قدرات عسكرية حديثة تتكيف مع التهديدات الجديدة والأزمات على صعيد القوس الإقليمي الذي يمتد من المغرب الى الهند. وتابعت المصادر ان «الكتاب الأبيض» يؤكد ضرورة تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية عبر التعاون العسكري والصناعي المتزايد في وجه تفكك الصناعات العسكرية في أوروبا وانقسام الأسواق. وبالتوازي مع صدور هذا الكتاب حول الاستراتيجية الدفاعية، بدأ رسم أهداف تعاون عسكري فرنسي - بريطاني منذ زيارة الدولة الأولى التي قام بها ساركوزي لبريطانيا. وتشير المصادر الى اهمية التعاون العسكري في اطار السياسة الدفاعية والأمنية الأوروبية المشتركة، ما يفرض تعزيز القدرات الدفاعية لكل الدول الأوروبية. وعلى الأوروبيين الذين يتمنون اكتساب كل القدرات التي تمكنهم من المساهمة في الأمن العالمي وفي الأمن الأوروبي، ان يعززوا قدراتهم العسكرية، الأمر الذي يتصدر مواضيع القمة الفرنسية البريطانية في «لانكستر هاوس» في لندن غداً. وتعتبر باريس هذه القمة انطلاقة جديدة مع حكومة بريطانية حديثة العهد أطلقت فور وصولها استراتيجيتها حول الدفاع والأمن. وكان ساركوزي اعلن فور تشكيل كامرون حكومته الصيف الماضي، استعداد فرنسا لدرس اقتراحات بريطانيا على صعيد الدفاع «من دون محرمات». وأشارت مصادر مطلعة على ملف المحادثات الى ان فرنسا وبريطانيا العضوين في مجلس الأمن والقوتين النوويتين، تمثلان 50 في المئة من موازنة الدفاع لدول الاتحاد الأوروبي، «ما يجعل وزنهما الأكبر على صعيد الدفاع في أوروبا». ورأى خبراء ان للبلدين مصالح مشتركة بوجود أعداء مشتركين وهما من الدول الغربية القليلة التي بإمكانها ان تدخل في عمليات حربية مشتركة. كما تساهم في نجاح تعاونهما، مشاركة الدولتين في القيادة الموحدة للحلف الأطلسي. ويتوقع ان تحدد القمة إطار الترابط على صعيد التعاون والعمليات العسكرية المشتركة. وأعلن البلدان رغبتهما في تطوير التعاون في مجال القوة الجوية لاستخدام مقاتلات بريطانية على متن حاملات الطائرات الفرنسية من طراز «شارل ديغول»، وفي مرحلة ثانية يتم تطوير التعاون بالنسبة لحاملات طائرات بريطانية عندما تصبح عملية. كما سيتم التعاون في المجال الجوي حول برنامج عسكري لتطوير «ارباص أي 400 ام». كما سيتم جمع شركات فرنسية للصناعات العسكرية مع نظيراتها البريطانية، اضافة الى تعاون في مجال البحوث والتكنولوجيا و «الدفاع الافتراضي» (Cyber defence) ومواجهة الإرهاب. وقالت المصادر الفرنسية ان ساركوزي وكامرون سيبحثان في ملفات ايران وأفغانستان والإرهاب والتجارة العالمية.