لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – اوقفت السلطات اليمنية امرأتين، ذكرت مصادر في صنعاء، انهما «كانتا وراء ارسال الطردين الملغومين» اللذين تم ضبطهما في بريطانيا ودبي، خلال شحنهما الى الولاياتالمتحدة. وتشك صنعاء بان «خلية الريمي» التابعة للمسؤول العسكري لتنظيم «القاعدة» في اليمن قاسم الريمي خططت لعملية الطرود الطائرة. واتصل كبير مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان امس بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح «مؤكدا ان الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وشدد برينان على اهمية «التعاون الوثيق» بين البلدين ضد الارهاب وعلى «ضرورة العمل معا في التحقيق الجاري حول احداث الايام الاخيرة». وأعلن البيت الأبيض في واشنطن أمس (السبت) أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ناقشَا فيه مؤامرة الطرود الناسفة التي أعلن إحباطها (الجمعة). وأعرب البيت الأبيض- في بيان أصدره أمس مستشار الرئيس الأميركي في شؤون مكافحة الإرهاب جون برينان- عن شكر الولاياتالمتحدة للسعودية «على المساعدة التي قدمتها في تعقب الطردين المشبوهين المرسلين من اليمن» إلى عنوانين في شيكاغو. وقال البيان: «إن الولاياتالمتحدة تعبّر عن امتنانها للمملكة العربية السعودية للمساعدة التي قدمتها، وهو ما سمح بالحصول على معلومات تتعلق بتهديد داهم مصدره اليمن». وأضاف: «أن مساعدة الرياض مرفقة بالعمل الؤوب لأجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية والبريطانية والإماراتية وأصدقاء وشركاء آخرين سمحَا بزيادة تيقظنا واكتشاف الطردين المشبوهين في دبي ومطار إيست ميدلاندز» في المملكة المتحدة. إلى ذلك، صرح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للصحافيين مساء ان اليمن مصمم على مكافحة الارهاب وانما بوسائله الذاتية، ولن يسمح لاحد بالتدخل في شؤونه الداخلية، معلنا ان قوات الشرطة تحاصر مبنى يعتقد بان امرأة ارسلت الطرود تتحصن فيه. وفرضت سلطات الأمن اليمنية إجراءات مشددة على مكاتب وشركات الشحن الجوي والبري والبحري فور العثور على الطردين. وأكدت مصادر ل «الحياة» أن أجهزة الأمن شرعت فوراً في التحقيق لكشف ملابسات الطرود وتتبع مصدرهما واوقفت عدداً كبيراً من موظفي المكاتب وشركات الشحن وبدا فريق متخصص في القضايا «الإرهابية» باستجوابهم كما تمت مصادرة عشرات الطرود «البريدية» لفحصها. وذُكر ان ما بين 15 و26 طرداً تم ضبطها للاشتباه بانها مفخخة وتم توقيف امرأتين لصلتهما بشحن الطردين. وتم فُرضت إجراءات أمنية مشددة في مطار صنعاء الدولي والمطارات الحيوية في اليمن وسط عملية تحقيق واسعة تناولت ملابسات شحن الطرود من اليمن الى مطارات إقليمية ودولية كما تمت مصادرة العشرات من الطرود لإعادة فحصها قبل اعادتها الى المطارات المدنية. ودعت وزارة الداخلية اليمنية، عبر رسائل نصية، جميع المواطنين إلى «الإبلاغ عن أي شخص يحمل سلاحاً أو يتجول به»، كما اوقفت سلطات مطار صنعاء عدداً من عناصر جهاز الأمن المكلفين إجراءات التفتيش والرقابة على المسافرين وقطع الشحن في المطار. وتتكتم السلطات اليمنية حول نتائج هذا التحقيق، والإجراءات التي اتخذتها واكتفت صنعاء باصدار بيان بعد ساعات من الإعلان عن العثور على الطرود استغربت فيه الزج باسم اليمن في هذه القضية. وأكد مصدر مسؤول أن «اليمن سيواصل جهوده في مجال مكافحة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي لأن الإرهاب آفة تهدد امن وسلامة الجميع». وكان المسؤول العسكري لتنظيم «القاعدة» في اليمن قاسم الريمي، (أبو هريرة الصنعاني) لمح في آخر تسجيل صوتي له، نشر على الإنترنت قبل أسبوعين، إلى أن التنظيم يُعد لشن هجمات وشيكة داخل الولاياتالمتحدة، قائلاً: إن التنظيم «يُعِد الليل مع النهار للعمليات (خارج اليمن)، وبإذن الله قريبًا تسمع أمة الإسلام ما يشفي صدرها من عدوها، فوالله أنّا لن نعيش الحرب في دارنا وعدونا آمنٌ في داره، كلا ورب الكعبة، فلنكن سواء». وبعد تأكيد شرطة دبي والسلطات البريطانية أن الطردين اللذين عثر عليهما في مطار دبي وفي مطار بريطاني، ونقلتهما طائرتا شحن في طريقهما الى الولاياتالمتحدة، كانا «معدين للتفجير وكان يمكن ان ينفجرا»، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو أن الطردين، ومصدرهما اليمن، حملا «بصمات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وذلك لأسباب بينها احتواؤهما الطردين على مادة «بي أي تي أن» التي استخدمها التنظيم سابقاً لمحاولة تفجير طائرة فوق ديترويت في كانون الأول (ديسمبر) 2009». وشملت التحقيقات الدولية منذ وقت متقدم ليل الجمعة – السبت، قارات اميركا واوروبا وآسيا، وبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤامرة الطردين المفخخين التي احبطت في مطاري ايست ميدلاند القريب من مدينة توتنهام وسط بريطانيا وفي دبي، مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، مشيداً ب «التعاون الوثيق بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وباقي الشركاء الدوليين». وواصل مستشار اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان اتصالاته واجتماعاته لملاحقة ذيول الخطة الارهابية، فيما أكدت الوزيرة نابوليتانو أن «اجهزة الأمن تتعامل بحذر بالغ مع الخطة عبر تعزيز اجراءات حماية الشحن والركاب الآتيين من اليمن، والحرص على تحديد كل الرزم الآتية من هذا البلد». ونوّهت نابوليتانو بدور السعودية في كشف المخطط الارهابي واحباطه. وقالت: «لدينا آلية عظيمة لتبادل المعلومات مع السعودية جعلتنا نتحرك فوراً عبر العالم لإعتراض الطردين». وكانت شبكة «سي أن أن» التلفزيونية افادت عن تزويد الرياض الأميركيين ارقام الطردين لتعقبهما. واضافت الوزيرة: «من الضروري زيادة اجراءات الأمن واليقظة، مع ادراكنا عدم وجود وصفة سحرية لمنع التهديدات بالكامل»، علماً ان خبراء يعتقدون بأن طائرات الشحن تشكل «نقطة ضعف» في الأمن الجوي، إذ «يصعب التدقيق جيداً في محتويات الحاويات الكبيرة الحجم بسبب افتقاد الوسائل التكنولوجية المناسبة». وبعد اعلان اوباما ليل الجمعة – السبت ان الطردين استهدفا تفجير كنيسين يهوديين في مدينة شيكاغو، أكدت الناطقة باسم الاتحاد اليهودي في الولاياتالمتحدة ليندا هاس أن الكنس في شيكاغو اتخذت «احتياطات للتعامل مع الطرود الآتية من الخارج». وأصدرت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليمات إلى كل ممثلياتها في الخارج والمؤسسات اليهودية، بتوخي الحذر. وأيدت شرطة دبي اعلان السلطات الأميركية أن عملية الطردين المفخخين تحمل بصمات «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، موضحة أن اسلوب الاستهداف «يحمل خصائص مشابهة لأساليب اعتمدتها تنظيمات ارهابية مثل القاعدة». واشارت الى ان احد الطردين احتوى حبراً خاصاً بطابعة لجهاز كمبيوتر تضمن مواد متفجرة، وأعد للعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف خليوي اخفيت في الطابعة. وفي ختام اجتماع عقدته لجنة الطوارىء البريطانية «كوبرا»، أكدت وزيرة الداخلية تيريزا ماي ان «الشحنة في مطار ايست ميدلاند كان يمكن ان تحطم طائرة»، معلنة ان لا معلومات توحي بأن ثمة هجوماً آخر وشيكاً.