عسير في صدارة الوجهات السياحية الأسرع نموًا في الخليج العربي 2025    الين يتراجع بعد قرار المركزي الياباني برفع الفائدة    تيك توك يوقع اتفاقية مشروع مشترك مع شركات أميركية    طلاب المرحلة المتوسطة يبدعون في المعرض الختامي لبرنامج مهارات المستقبل بالطائف    جامعة تبوك تحتفل باليوم العالمي للغة العربية    لولا يؤكد أنه سيستخدم حق النقض ضد قانون يخفض فترة سجن بولسونارو    مقتل سبعة أشخاص في تحطم طائرة خاصة في الولايات المتحدة    موسى المحياني: وضع الأخضر قبل المونديال مخيف والتحرك يبدأ الآن    السياح يوثقون مهرجان الإبل    سعود بن مشعل يزور منطقة «ونتر وندرلاند» جدة    ألوان الغروب    «دوائر النور»    قطرات للأنف لعلاج سرطان المخ    انتشار فيروس جدري القرود عالميًا    فيفا يصدر قراره في نتيجة مباراة المنتخبين السعودي والإماراتي بكأس العرب 2025        مهرجان الرياض للمسرح يتألق في ثالث أيامه بعروض مسرحية وحفل غنائي    نابولي يثأر من ميلان ويتأهل لنهائي كأس السوبر الإيطالي بالسعودية    القبض على يمني في جازان لترويجه نبات القات المخدر    مزادات الأراضي تشتعل بصراع كبار التجار    بطولة "قفز السعودية".. عبدالرحمن الراجحي بطل شوط نقاط كأس العالم 2026    إستراتيجية واشنطن في لبنان وسوريا بين الضغط على إسرائيل وسلاح حزب الله    منتخب المغرب يتوج بلقب كأس العرب على حساب الأردن    تخريج 335 كفاءة وطنية ضمن برامج التدريب بمدينة الملك سعود الطبية    مصير مباراة السعودية والإمارات بعد الإلغاء    "القوات الخاصة للأمن والحماية" نموذجٌ متكامل لحفظ الأمن وحماية مكتسبات التنمية    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل الهندي    أمير جازان يستقبل الفائز بالمركز الأول في مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية    طقس شتوي وأمطار تنعش إجازة نهاية الأسبوع في جيزان    جمعية أرفى تحصد فضية جائزة "نواة 2025" للتميز الصحي بالمنطقة الشرقية    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل مفتي جمهورية رواندا    تعليم الطائف ينفّذ لقاءً تعريفيًا افتراضيًا بمنصة «قبول» لطلبة الصف الثالث الثانوي    أمير تبوك يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    برعاية أمير المدينة.. اختتام مسابقة "مشكاة البصيرة" لحفظ الوحيين    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تعيد توطين طائر الجمل بعد غياب 100 عام    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تحتفي باللغة العربية في يومها العالمي    إمارة منطقة مكة المكرمة تشارك في النسخة العاشرة لمهرجان الملك عبدالعزيز بالصياهد    أمير الشرقية يكرّم داعمي جمعية «أفق» لتنمية وتأهيل الفتيات    أمير القصيم يواسي خالد بن صالح الدباسي في وفاة زوجته وابنتيه    مرتفعات تروجينا وجبل اللوز تشهد تساقط الثلوج وهطول الأمطار    نعمة الذرية    سمو ولي العهد يعزّي ولي عهد دولة الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك صباح الناصر الصباح    تصاعد الاستيطان الإسرائيلي يثير إدانات دولية.. واشنطن تؤكد رفض ضم الضفة الغربية    ضبط أحزمة ناسفة وصواريخ.. تفكيك خلية تابعة ل«داعش» في إدلب    تصعيد عسكري في كردفان.. الجيش السوداني يستهدف مواقع ل«الدعم السريع»    في ذمة الله    البيطار يحتفل بزفاف مؤيد    القحطاني يحصل على الماجستير    أكد أنه امتداد لدعم القطاع الصناعي من ولي العهد.. الخريف: القرار يعزز التنمية الصناعية ويطور القدرات الوطنية    "الغامدي"يتوّج الجواد "يهمني"بكأس وزارة التعليم في موسم الطائف الشتوي    شاهد فيلماً وثائقياً عن أكبر هاكاثون في العالم.. وزير الداخلية يفتتح مؤتمر أبشر 2025    حرقة القدم مؤشر على التهاب الأعصاب    علماء روس يطورون طريقة جديدة لتنقية المياه    البكري تحذر من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي    تصعيد ميداني ومواقف دولية تحذر من الضم والاستيطان    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة    الهيئة العامة للنقل وجمعية الذوق العام تطلقان مبادرة "مشوارك صح"    «المطوف الرقمي».. خدمات ذكية لتيسير أداء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منصور الهجلة: لا يوجد دعم كافٍ لتنوع قراءة رموز التراث الإسلامي
نشر في الحياة يوم 24 - 01 - 2017

الحديث مع منصور الهجلة هو مزيج من العمق والشمول، فسيفساء من الاهتمامات والاختصاصات أنتجت قدرة على تفكيك الظواهر وتناول جوانبها بيد ماهرة وعقل فاحص وبصيرة نافذة، بين الشريعة التي استقاها من مظانها العتيقة، إذ «أثنى ركبتيه» عند واحد من المبرزين في العلم الشرعي المعاصرين، والقانون الذي نال فيه أخيراً درجة القانون، تتوسطهما الفلسفة التي أحبها وخاض غمارها ودلف إلى أغوارها، تكوين متماسك وغائر يلهب عقله ويتأجج داخله، وهو يوم يدلي برأيه وينهمر بأفكاره، تأتي مكتنزة كل هذا مرة واحدة، فتنزل مكتملة إلا من ناقد يكملها ويجلو حسنها، يذهب بعيداً، يتسلح بالجرأة. بعدّته الفلسفية التي تمكنه من النظر إلى المناطق غير المرئية، يحرضه موقفه من نبذ التقليدية والميل المطلق إلى الاجتهاد بوصفه المؤسس للحياة الدائبة نحو القوة والتأثير، دخل معترك الاهتمام بالشأن العام وشأن الأمة منذ فترة مبكرة من عمره، جعله ذلك خائضاً غمار الفكر وتناقضاته، ليجد «مستقراً فكرياً لضميره، وحلولاً عملية لواقعه».. فإلى الحوار:
هل تواجه السلفية اليوم تحديات عاتية ولماذا؟
- بالتأكيد هناك تحديات لكل التيارات التقليدية، سواء أكانت سلفية أم غير سلفية، والسبب يعود لكثرة التحديات المعاصرة التي حملت أيديولوجيات متعددة من خلال ثورة المعلوماتية في وسائل التواصل الحديثة والمتجددة، أما كونها تجتث جذورها فهذا مستبعد، حتى المجتمعات الحديثة في الغرب ما زالت تحتفظ ببعض المجتمعات المحافظة، والإسلام بطبيعته متأسس على رسم شريعة محافظة يستبعد فيه الاجتثاث الكلي لدرجات المحافظة، والتي منها المحافظة بالشكل السلفي.
البعض يقول إن مؤتمر غروزني رد فعل تاريخي على إقصائية السلفية التي تسيّدت لمدة طويلة؟
- الإقصاء متبادل تاريخياً بين التيارات الحزبية التي خُلقت في التاريخ الإسلامي مثل الصراع بين الأشاعرة والحنبلية (السلفية) منذ فتنة القشيري وبعد تطور الأطروحات الأشعرية وقربها من التصوف والاعتزال، وربما ساد التيار الأشعري في تحالفاته السياسية أغلب التاريخ الإسلامي أكثر من التيار السلفي أو الحنبلي، التطرف موجود في كل طائفة والسبب التحزب العقائدي.
دعوات القراءة الجديدة لفكر ابن تيمية قديمة، ولكنها لم تتقدم خطوة بعد؟
- لم تتقدم بالشكل المرجو لأن السيطرة للحزبي والبسيط والسطحي، لا يوجد دعم كاف لتنوع قراءة رموز التراث الإسلامي مثل قراءة رموز فقهاء التابعين ومن بعدهم وكذلك رموز الأشاعرة والحنابلة، وابن تيمية أحدهم وليس وحيدهم، حيث تميز بأنه استفاد ممن قبله ورتب فكره، خصوصاً المعرفي منه.
هل نحتاج إلى «وهابية جديدة»؟
- نعم نحتاج وهابية جديدة وكما أسميتها في مقالة لي ب «وهابية نقدية» بالمعنى اللغوي للكلمة التي هي تمييزُ الدراهِم وإِخراجُ الزَّيْفِ منها، وبالمعنى الفلسفي العمل على النقد وتنسيب الإطلاقات في الإدراكات والتصورات، والتفريق بين المنهج العلمي والمنهج التأويلي، أو قل بعبارة واضحة فتح باب الاجتهاد المسؤول الذي يعتبر بالعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية اعتبار تكامل لا تضاد، لذا نحتاج إلى نقد التراث النجدي وقبله التراث الذي اعتمد عليه من تراث العلماء والفقهاء نقداً جديداً يستخلص مبادئه القوية النقية المرتبطة بتحرير العبودية لغير الله ونفي التعلق بالوسطاء من مرجعيات دينية وغيرها، ونفي البدع في الدين.
وتأسيس نظرة جديدة للإنسان وحقوقه تنبني على المشاركة والتسامح والتنافس في تحقيق الخيرات للبشرية.
قد رزقت خير الصحوة وكفيت شرها، عرفنا على خيرها وشرها الذي أصاب المجتمع؟
- أعني أنني استفدت في تلك الفترة وأنا شاب صغير بالتركيز على العلوم النافعة كعلوم الآلة في النحو والصرف والبلاغة وأصول الفقه وأصول الدين ومصطلح الحديث وعلوم المقاصد في العقيدة والتفسير والفقه والحديث، كما تمرنا على الخطابة أمام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، أما السلبيات فهي أني لم اندمج في أي حراك حزبي أو جماعي بحيث لا توجد مديونيات على كاهلي من تلك الفترة، إذ كان قرار رحلتي لطلب العلم والذهاب للقصيم قراراً فردياً وكذلك انتقالي للرياض في عام 1417ه كان كذلك، وأخذ الشيخ في خاطره على هذا الانتقال فأرسلت له رسالة اعتذار لما له من حق علي بشكل خاص.
قلت: كنت في ما سبق تقليدياً ولست متشدداً، ما الفارق؟ وهل انتقالك من التقليدية محمدة؟
- نشأتي تقليدية بمعنى أني نشأت على الفقه التقليدي حتى لو كانت الآراء التي آمنت بها تلك الفترة فيها محافظة شديدة، إلا أني لم أتبن شيئاً ضد الآخرين من خلال آراء متشددة كتكفير أو إنكار عنيف على الآخرين، ولعل ذلك يعود لطبيعتي في عدم أخذ الأمور للآخِر.
لماذا قد يجد طرح عدنان ابراهيم قبولاً لدى الشباب؟
- وجد قبولاً عند الشباب الذين يبحثون عن خطاب ديني جريء متسامح يبتعد عن التصلب والنفي للآخر، حتى لو لم يكن المثال الجديد مكتملاً فكرياً وفلسفياً.
تتسبب طروحات «حسن فرحان المالكي» في إثارة الجدل دائماً، ما الموقف الموضوعي تجاه طروحاته؟
- حتى نقارب الإنصاف عند الكلام عن الأخ حسن فرحان، فإنه يجب أن ندرس أمرين: أدواته المعرفية ومدى غناها، ثم تاريخه وما تعرض له في مجتمع أحادي لم يعتد على التنوع الفكري وأثر ردات فعله في انحيازاته.
بالنسبة للأدوات المعرفية فهو ظاهر الضعف من حيث عدم عنايته بالعقليات ولا بمناهج التفسير والتأويل، كمسألة جوهرية العقلي (المنهج الطبيعي)، التحليل المادي والبعد عن الرمزي، وفِي اللغويات التطرف في منع الترادف والظن بإمكان التمييز بجهد المفسر لا مؤلف النص! ثم التناقض في كثير من المسائل، والمبالغة في الأثر الأموي على التدوين مع أن مشكلة التدوين والفهم موضوع مشكلة في التراث البشري كله وليس فقط تراثنا.
هذا من حيث الدلائل، أما من حيث المسائل فهو مبالغ ومهتم بتقرير قضية التكفير لمعاوية، ويرى كل شر في الأمة فهو منه ومن ذريته ومع ذلك تجده عاذراً ومتسامحاً مع قتلة معاصرين في إيران وسورية، تأكيداته لضرورة التسامح مع البشر عدا بني أمية تعتبر تناقضاً كبيراً، فهم عنده بعد إبليس في شرور الكوكب، ومع نقده للمدرسة الوهابية كما يصرح كثيراً تجده غاضاً الطرف عن كَنَسِيَّة المذهب الشيعي في تقديس مراجعه وقوله بعصمة الأئمة.
الدعوة للتسامح والتعايش ممكنة بحياد من غير الحاجة لمنهج محرف ومنحاز مثل منهج وانحيازات حسن فرحان، وذلك لأنه لا يستطيع مقاربة الحياد في قضايا الخلاف الجارية لا من حيث منهجه ولا من حيث شخصه وعداواته التي قد أعذره أحياناً فيها بسبب ما واجهه من عنف وتضييق في معاشه، وأتمنى منه أن يبتعد عن خلط فكره العقدي بمواقفه السياسية، وأن يكون مع أهله وجماعته ولو خالفوه فكرياً وعقدياً.
جاءت مرحلة التنوير عقب عاصفة الصحوة، ولكن التجربة أقرب للفشل من غيره؟
- تسمية المرحلة بالتنوير تسمية افتراضية لا حقيقية، فبالنسبة لي لا أعترف بها، لأني طالب علم وما زلت أقرأ وأفكر وأعتبر وأحلل بشكل مستمر لذلك أتغير.
فهناك مرحلتان: مرحلة التصلب على آراء معينة المخالفة فيها يعد خروجاً عن المذهب أو الاتجاه، ومرحلة ثانية هي بحث واجتهاد قابل للتغير بشكل دائم طلباً للحق والحقيقة.
انتقدت تناول «إبراهيم السكران» لموضوعات التنوير والخطاب المدني؟
- زميل الدراسة ورفيق بدايات المرحلة النقدية، أتمنى أن يخرج قريباً من تجربة الإيقاف، بالنسبة للموقف الفكري سبق لي طرح ونقد كثير من الأفكار التي طرحها أخي الشيخ إبراهيم بدءاً من مقالته «إن هم إلا كالأنعام» مروراً بتأسيسه في مقالته «مآلات الخطاب المدني» الذي أزعم أنه تحريف أكثر من المرحلة السلفية التقليدية، ويفتقر في مقالاته للأدوات الفلسفية النقدية بدءاً بفهم المقولات التي ينقدها وانتهاء بنقدها بطريقة تناسب المستوى الفكري المعاصر لا المستوى السلفي الحركي!
فمحور نقده يعتبر تطرفاً معارضاً للفكر المادي الماركسي الذي يركز على التفسير المادي للأحداث، بينما هو يلغي المادية لمصلحة التفسير العقدي والديني، والتوسط هو أن المادية أو المدنية من جهة والمعنويات والرمزيات والدينيات من جهة أخرى هما متلازمان تلازماً تاماً، بتقرير وسيلية الدنيا للآخرة، وهو الرسالة الأساسية التي جاء الإسلام من أجلها، هذا التقرير تناسب مع التقرير المسيحي المحرف الذي انقلبت عليه المدارس التي نبذت الدين وجعلت خرافة، وكان النصارى في العصور الوسطة يسمون الإسلام بالدين الدنيوي الوثني لاعتباره للدنيا والفنون واحترامه للإنسان وحقوقه مقارنة بالفكر المسيحي القروسطي.
هل يبوء التاريخ أو الواقع بذنب الخطاب الطائفي؟ وكيف نفككه؟
- الخطاب الطائفي موجود تاريخياً، لكنه يخبو في مراحل معينة ويظهر في مراحل أخرى، أما تفكيكه فيحتاج عملاً دولياً وعملاً محلياً على كل الصعد والجوانب العلمية والعملية فكرياً اجتماعياً سياسياً.
لم تتحمس كثيراً لحوار كبار العلماء مع الشيعة؟
- لم أؤيد أن تقوم بذلك أعلى مؤسسة دينية رسمية، فليست وظيفتها القيام بذلك، لكن يمكن أن يقوم بذلك من هو أقل من هذه المؤسسة كالباحثين الأكاديميين، والخوف من الاحتجاج بهذه المحاورة على أساس أنها قيام حجة ومن ثم يتم من خلالها التكفير وتطبيق آثاره من بعض المتشددين.
كون داعش نسخة مطورة من فكر القاعدة وتبلوراتها، قد يعني ذلك أن جهد المعالجة القديم لم يكن في محله؟
- هناك قصور في معالجة هذا الفكر والسبب أن من تصدروا لمعالجته لم يعترفوا بأصول فكرية وعقدية هي أساس المنطلق الفكري، ونبّهت على هذا في مقالات عدة، من ضمنها تقرير الأصل في الحياة السلم وليس الحرب، وتقرير الأصل في الدماء الحرمة وليس استباحة دم الكافر لمجرد كفره، وتقرير الأصل في الجهاد دفع الاعتداء الواقع أو المتوقع وليس لمجرد الكفر.
وتقرير أن تقرير السلم العالمي مطلب إسلامي، وتقرير أن الشريعة مبنية على الأخلاق «معقولة المعنى» والمشترك الإنساني لا على الانفصال عن الأخلاق بتعبدية غير مفهومة وبدعوى لأسلمة تزعم خصوصية الإسلام في المعرفة والاجتماع والاقتصاد والفنون.. إلخ، كل هذه الأطروحات أدت لخلق انفصال فكري ونفسي ونرجسي وهمي عن العالم من كثير من الحركات الإسلامية.
في مسألة ولاية المرأة، هل الأمر يستحق المعالجة؟ وكيف؟
- المرأة مكلفة تكليفاً تاماً وكاملاً مثل تكليف الرجل تماماً ولها حرية الملكية والتصرف كالرجل تماماً، وهي لا تحتاج إلى الوصاية أو الحراسة من الرجال، كما في كل النصوص المقررة، أما الولاية فهي بحسب النص الشرعي لا توجد إلا في النكاح على خلاف معروف في ولاية المرأة الكبيرة لنفسها.
والحقيقة أن الدولة الحديثة تدخلت كثيراً وترجمت عادات اجتماعية في مجتمعاتنا المحافظة التقليدية إلى جعلها قوانين تطلب إذن ولي الأمر في أغلب أمور المرأة مثل التعليم، والعمل، والسفر.. إلخ، والحقيقة أن بعض هذه الأمور ترتبط بالناس وذممهم وعلاقة المرأة بأهلها، لا دخل للدولة بها، يعني جعل هذه الشروط على النساء ثم وضع صلاحية الاستثناء لأفراد مسؤولين في الدولة هو أخذ صلاحية الاستثناء من خصوصيات الناس الذين يعرفون ظروفهم وحاجاتهم أكثر، وهم المسؤولون أمام الله في هذه الأمور وليست الدولة، أما الدولة فوظيفتها الحماية من الاعتداء والتحرش وكل ما فيه تعد على المرأة!
ملامح
الدكتور منصور بن تركي بن صلاح الهجلة العبدلي المطيري كاتب سعودي في القضايا الفكرية والعلوم الإنسانية، وباحث في القانون المقارن.
مر الدكتور منصور الهجلة برحلة علمية طويلة ومنعرجات فكرية عدة، إذ كانت بدايته في جدة، وطلب العلم الشرعي على بعض مشايخها ثم رحل إلى القصيم وتحديداً مدينة عُنيزة.
وانتظم في الحضور للحلقات العلمية للشيخ محمد بن صالح العثيمين ودرس على يد ثلة أخرى من مشايخ القصيم مثل الشيخ سعد الواصل وعبدالرحمن الدهش وعبدالله الفالح وعبدالله الغنيمان وغيرهم.
وكان ملتحقاً بالمعهد العلمي في عُنيزة ثم التحق بجامعة الإمام كلية الشريعة فرع القصيم، ثم أكمل دراسته في كلية الشريعة بالرياض.
وحصل على الماجستير في الأنظمة من المعهد العالي للقضاء، ثم رحل للولايات المتحدة الأميركية ودرس بها ماجستير قانون مقارن من جامعة غربي كاليفورنيا، وأخيراً تخصص في القانون الصحي في برنامج خاص يضم الماجستير والدكتوراه من جامعة وايدنر في بنسلفينيا ودلاوير.
اهتمامات الدكتور الأكاديمية تتركز حول القانون وفلسفته، إذ تخصص في مراحله الأكاديمية العليا في القانون الصحي، وهذا مما جعله مساهماً ومشاركاً في خطة التحول الوطني فرع وزارة الصحة بالمملكة، كما تتركز اهتماماته الثقافية حول الفكر الديني وقضايا التشريع وتأويل النص الديني.
نشر عدداً من المقالات والبحوث العلمية في المجلات والصحف السعودية الورقية والإلكترونية.
وأقام عدداً من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، كما شارك في كثير من البرامج السياسية والقانونية والدينية في كثير من القنوات والفضائيات العربية.
يتبنى الدكتور منصور الهجلة حرية البحث الفكري والعلمي، وضرورة فتح الاجتهاد للباحثين الجادين، وعدم التضييق عليهم والإنكار والتأثيم.
يدعو إلى التسامح مع الآخر المختلف دينياً وفكرياً، وتعزيز قيم المواطنة، والتعاون الدولي على تحقيق العدل والتسامح مع الأديان والثقافات المتنوعة، وأن الحضارات والثقافات يجب أن تتوقف عن التصارع لتتحول إلى التنافس على تحقيق قيم الخير والصلاح للبشرية والكون.
رسائل إلى:
الأمير محمد بن سلمان
} أمير المرحلة، تنسب له الجرأة المحمودة في تحريك مياه الأجهزة الحكومية الراكدة، وكان سبباً في وضع خطط قيمة وعظيمة نافعة للبلد، وقد تقع أخطاء جراء ذلك، لكن تعتبر في حدود المستوى الطبيعي. أدعو أميرنا الشاب - الذي نحبه ونفخر بقيادته – لدفع التغيير والإصلاح بالجهاز التشريعي القانوني في الأنظمة الرئيسة بما يتناسب مع المرحلة المقبلة. رؤية 2030 التي فرحت بصدورها وما زلت مؤمناً بها، تحتاج إلى فتح نقاش فيها على المستوى الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي ليتم تطوير بعض فقراتها.
صالح آل الشيخ
} شيخنا الشيخ صالح معروف باعتداله وشخصيته المتسامحة عملت تحت إشرافه مع وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمطبوعات والبحث العلمي الدكتور محمد التركي في معالجة قضايا التطرف والإرهاب منذ عام 2003 وما بعده، واكتشفت ذلك الحين مدى صعوبة هذه المهمة، أتمنى من شيخنا دعم حلول جديدة ومبتكرة في تأسيس نموذج فقهي جديد يؤسس بناء عقلانياً ومتسامحاً مع واقعنا ومستقبلنا وعلاقتنا بالآخر والعالم.
الفقه
} أندب حظ الفقه الذي لا يستطيع مناقشة النظريات الحديثة بالخلود في مستنقع القياسات البائسة لآراء فقهاء سابقين، نأمل بخلق رؤى جديدة.
مركز المناصحة
} غيروا طاقم الناصحين! وعمل مؤتمر أو ورش عمل تحدد ما هي مسائل المناصحة، وقبل ذلك تعيين فريق متنوع يدرس التطرف والإرهاب دراسة مستفيضة من جميع الجوانب العلمية والعملية، من خلال تعاون وزارة الداخلية في السماح لفريق علمي متخصص بذلك يسمح له بالالتقاء بالمتهمين في قضايا إرهاب ودرس فكرهم وأسباب تورطهم بهذه الأفكار.
الحقوقيات السعوديات
} أمامكن صعوبات وعقبات كثيرة، ركزن على التحصيل العلمي، والاعتدال في تبني الأطروحات، وعدم الانسياق للتيارات الحزبية، مع صبر ومثابرة حتى يكون لجهودكن ثمرة لَكُنّ ولأهلكن ومجتمعكن.
المشاهير
} لاحظت أن المشاهير يصلون لدرجة يسقط عن بعضهم الحياء فيرون أن لشهرتهم حصانة ضد حماقات وتصرفات غير لائقة يعملونها جهاراً نهاراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.