أكدت شركة الشحن الدولية «سي ام ايه سي جي ام» ومقرها فرنسا ان الاسلحة التي عثرت عليها قوات الامن النيجيرية في ميناء لاغوس، جاءات اصلا من ايران. وقالت انها حمّلت الشحنة التي تتكون من 13 حاوية في ميناء بندر عباس جنوبايران، وان الحمولة كتب عليها «رزم من ورق الزجاج وبلاط». واضافت في بيان ان الشحنة المعنية سجلت على انها «حاوية يملكها الشاحن» الذي قام بتعبئتها وتغليفها، وهو تاجر ايراني لا يظهر اسمه على اي قائمة من قوائم الاشخاص الذين عليهم حظر. وتابعت ان الحاوية وصلت الى لاغوس في تموز (يوليو) ونقلت الى مستودع الجمارك حيث بقيت مغلقة وغير ملموسة او مفتوحة. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت أخيراً عن أوساط في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن قوات الأمن في نيجيريا أحبطت فجر أول من أمس محاولة لتهريب «وسائل قتالية وقذائف صاروخية من إيران إلى قطاع غزة». وأضافت أن الأسلحة نقلت في 13 حاوية قامت سفينة إيرانية بإفراغها في ميناء لاغوس «وغلّفتها» على أنها مواد بناء. ووفقاً للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن الحديث يدور عن «مسار تهريب جديد» للأسلحة من إيران إلى قطاع غزة «في أعقاب الصعوبات التي تواجهها إيران في مواصلة التهريب عبر أراضي السودان». وتابعت الصحيفة أنه وفقاً لما نشر في وسائل إعلام في نيجيريا فإن السفينة الإيرانية رست في ميناء لاغوس لبضع ساعات فقط وأفرغت حمولتها وواصلت طريقها. وأضافت أن السلطات النيجيرية تلقت على ما يبدو معلومات استخباراتية مسبقة حول نية تهريب أسلحة من إيران عبر حاويات واستعدت لإحباطها. ووفقاً لتقرير آخر فإن العميل الذي أدارعملية إفراغ حمولة السفينة اقترح على موظف الجمارك رشوة لقاء تمكينه من نقل محتويات الحاويات من دون إخضاعها لفحص أمني، لكن الموظف أبلغ السلطات الأمنية بمحاولة الرشوة، فتم على الفور فحص حمولة السفينة وضبط 24 صندوقاً تحوي قذائف وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ومواد متفجرة وبنادق ورشاشات وأمشاط ذخيرة ورصاص. وأشارت «هآرتس» إلى أن إسرائيل تقيم في الفترة الأخيرة علاقات أمنية قوية مع نيجيريا فضلاً عن العلاقات الوثيقة بين البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي. وذكّرت بالزيارة التي قام بها قبل عام إلى نيجيريا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رافقه فيها رئيس هيئة مكافحة الإرهاب العميد في الاحتياط نيتسان نوريئل. ووفقاً لمصدر رفيع في وزارة الخارجية فإن إسرائيل تلقت معلومات أولية عن ضبط السفينة في صباح أول من أمس، مشيراً الى أن السفارة الإسرائيلية في نيجيريا على اتصال دائم بسلطات الأمن ووزارة الخارجية النيجيرية للحصول على مزيد من المعلومات. مسار جديد لتهريب الأسلحة ورأى مصدر أمني إسرائيلي أن المعلومات الأولية تشير إلى احتمال أن يكون الحديث عن مسار جديد لتهريب الأسلحة من إيران إلى حركة «حماس» في غزة عبر أفريقيا حيال التقديرات الإسرائيلية بأن إيران تواجه صعوبات في الفترة الأخيرة في مجال تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر والسودان ومن هناك إلى سيناءفغزة، وذلك بفعل تعزيز عمليات الرقابة الدولية على حركة السفن الإيرانية، «وعليه ثمة احتمال بأن الإيرانيين يحاولون تفريغ حمولات السفن من الأسلحة في نيجيريا لنقلها براً إلى السودان ثم إلى سيناء فقطاع غزة»، بحسب توصيف المصدر الأمني الإسرائيلي. وأشارت «هآرتس» إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة وقّعتا يوم انتهاء الحرب على قطاع غزة، مطلع العام الماضي، مذكرة تفاهم مشترك تنص على مكافحة تهريب الأسلحة من إيران إلى «حماس»، وتم تشكيل فريق عمل يضم ممثلين عن دول غربية يقومون بنقل معلومات استخباراتية وبإحباط عمليات تهريب أسلحة من إيران إلى القطاع، خصوصاً تلك التي تتم عبر البحار. وذكّرت «هآرتس» أن أنباء نشرت في آذار (مارس) عام 2009 أفادت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي هاجم «قافلة مهربي وسائل قتالية» في السودان كانت في طريقها إلى قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة مدنيين سودانيين بجروح. ورفضت إسرائيل في حينه تأكيد الخبرأو نفيه. وتدّعي إسرائيل أن إحباط «عملية التهريب» من نيجيريا هي الثالثة من نوعها خلال عام وأنه قبل أقل من عام سيطرت البحرية الإسرائيلية على سفينة «فرانكوف» كانت تحمل أسلحة إيرانية «إلى سورية أو حزب الله». وفي أيلول (سبتمبر) من العام الحالي ضبطت شحنة أسلحة إلى سورية في ميناء في جنوب إيطاليا، وبعد أيام قليلة ضبطت شحنة أخرى قادمة من كوريا الشمالية، وكانت وجهتها سورية بحسب الرواية الإسرائيلية.