بعقوبة، بغداد - «الحياة» - نفى زعيم «دولة العراق الاسلامية» أبو عمر البغدادي مجدداً أمس نبأ اعتقاله، مكذباً اعترافات نسبتها اليه القوات العراقية تتهم «الحزب الاسلامي» بالتعاون مع تنظيم «القاعدة»، وتتحدث عن تلقيه دعماً من منظمات خيرية في دول عربية. وقال البغدادي، في تسجيل صوتي جديد بثته أمس مواقع الكترونية قريبة من تنظيم «القاعدة»، إن «ادعاء الشخص الذي أظهرته الحكومة العراقية على أنه البغدادي كذب محض ومسرحية فاشلة». وأكد أن «الهدف الحقيقي من هذه المسرحية» هو الضغط عليه «للظهور في صورة مكشوفة في شريط مرئي». وكانت السلطات العراقية عرضت الاثنين الماضي شريط فيديو لمعتقل أكدت أنه زعيم «القاعدة» أبو عمر البغدادي، وتضمن الشريط اعترافات في شأن عمليات سابقة للتنظيم. ونفى البغدادي في تسجيله الصوتي أمس تلقي تنظيمه «أي دعم مالي من الجمعيات الخيرية العربية». وأكد أن «هذه الادعاءات تهدف للضغط على هذه البلاد ومحاربة الجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء ووصمها بالإرهاب تمهيداً لإغلاقها». وأضاف: «أن ذلك يأتي في إطار تنفيذ المشروع الأميركي لمحاربة الجمعيات التي تساعد الفقراء في العالم الإسلامي ليقعوا فريسة للجهات للمدعومة بالمال والسلاح من إيران وحلفائها». وكانت الاعترافات التي بثتها القوات العراقية، جاء فيها أن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» التابع ل «القاعدة» تموله جمعيات خيرية في السعودية ومصر وسورية، وأن التنظيم مرتبط بحزب «البعث» المحظور عبر وسطاء من «الحزب الاسلامي العراقي». وقال خبراء في شؤون التنظيمات المسلحة إن الصوت الذي ظهر على شريط يوم أمس وأيضاً في شريط «عملاء كذابون» هو نفسه الذي كان يلقي فيه البغدادي خطاباته الصوتية طوال السنتين الماضيتين. وتعتبر القوات الأميركية أن «البغدادي» شخصية وهمية أو أنه مسمى لأسماء فيما ترفض تلك القوات حتى اليوم تأكيد خبر اعتقال «البغدادي»، ما يزيد من الشكوك حيال هوية الشخصية المعتقلة. وسبق لمحام عراقي أن أكد أن زوجة المعتقل الذي عرضه الناطق باسم خطة «فرض القانون» قاسم عطا عرضت عليه الدفاع عن زوجها. وقالت مصادر في محافظة ديالى إن الشخص الذي عرضه عطا، شغل منصب عضو المجلس البلدي في بلدة بهرز عام 2005. وفي ديالى أيضاً، تباينت تصريحات المسؤولين الأمنيين في خصوص حقيقة ادعاءات الحكومة العراقية باعتقال زعيم تنظيم «دولة العراق الاسلامية» أبو عمر البغدادي، وخصوصاً بعدما طاولت حملة الاعتقالات تنفذها أجهزة الأمن مسؤولين وشيوخ عشائر بينهم رئيس عشيرة المجمع التي ينتمي اليها صاحب الشريط. وكشف مصدر أمني بارز طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» أن «المعلومات المتوافرة عن البغدادي لا تنسجم مع ما بثته قوات الأمن العراقية أخيراً مع نفي تنظيم دولة العراق الاسلامية اعتقال زعيمه». وأوضح المصدر أن «البغدادي ضابط سابق في جيش العراقي، وكان خطيباً في أحد مساجد منطقة الهاشميات في الأنبار قبل التحاقه بتنظيم «القاعدة» في كانون الاول (ديسمبر) عام 2005 وتأسيسه من ثم تنظيماً أطلق عليه اسم دولة العراق الاسلامية الذي يمثل الحركات السنية السلفية المسلحة المنضوية في مجلس شورى المجاهدين قبل تولي أبو أيوب المصري زعامة تنظيم القاعدة بعد قتل الزرقاوي في غارة أميركية في حزيران (يونيو) عام 2006». وأشار المصدر الى أن «المعتقل لدى الحكومة العراقية هو أحمد الاحمدي العضو السابق في مجلس بلدية ناحية بهرز». من جهته، أكد قائد شرطة ديالى اللواء عبدالحسين الشمري المعلومات الرسمية عن اعتقال البغدادي بعدما تمكنت أجهزة الأمن المختصة من تقديم المعلومات الاستخباراتية الدقيقة الى أجهزة الأمن عن هويته». واوضح الشمري ل«الحياة» أن «الاجهزة الامنية المختصة تمكنت من جمع معلومات استخباراتية في مناطق الكاطون والحديد التي كانت ابرز معاقل التنظيمات الموالية القاعدة وذلك لكشف أبو عمر البغدادي والقيادات الرئيسة للتنظيمات والمجموعات المسلحة الموالية للقاعدة في عموم المناطق والمحافظات، ولا سيما في كركوك وديالى وصلاح الدين».