كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول اقناع الادارة الاميركية بمشروعه للحل المرحلي القائم على فترة انتقالية تمتد عشر سنوات تقام خلالها دولة فلسطينية بحدود موقتة، مع تأجيل ملفي القدس واللاجئين، واستئجار غور الاردن لمدة 40 عاما. في غضون ذلك، اكدت مصادر فلسطينية ان جلسة الحوار الوطني ستعقد في دمشق غدا او بعد غد. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان اتصالات نتانياهو مع الاميركيين «تظهر انه يسعى الى تمرير مشروعه القائم على اقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، يكون الجدار حدودها، مع تأجيل ملفي القدس واللاجئين الى المفاوضات اللاحقة التي تعقب اقامة هذه الدولة. واوضح ان الحل من وجهة نظر نتانياهو هو مرحلي تدريجي يستغرق اكثر من عشر سنوات، ويقوم على ابقاء الكتل الاستيطانية ومناطق نفوذها والقدس تحت السيطرة الاسرائيلية، واستئجار غور الاردن لمدة 40 عاما، وابقاء مراكز عسكرية على مداخل المدن» في الضفة الغربية. واكد ان «نتانياهو عرض على الرئيس محمود عباس تأجيره غور الاردن لمدة اربعين عاما من اجل ابقاء قواعد عسكرية اسرائيليه فيه». واضاف ان مشروع الدولة الموقتة يتيح لاسرائيل الاحتفاظ بسيطرتها على الحدود الشرقية لفلسطين مع الاردن، وعلى الحدود الغربية مع اسرائيل، وهي الجدار، وعلى القدس ومصادر المياه، ما يعني ان نتانياهو يريد بهذا الحل الاحتفاظ بأكثر من 40 في المئة من الضفة في الفترة الانتقالية. وكشف ان نتانياهو عرض على الفلسطينيين خلال اللقاءات الثلاثة في واشنطن وشرم الشيخ والقدس، رؤيته للحل المرحلي التي يبحثها حاليا مع الجانب الاميركي. واوضح مسؤول فلسطيني آخر ان فكرة نتانياهو تقوم على جانبين امني وجغرافي، فمن الناحية الجغرافية يتحدث عن انسحابات اسرائيلية من المدن، وبقاء الكتل الاستيطانية ومناطق نفوذها تحت السيطرة الاسرائيلية، ومن الناحية الامنية يتحدث عن بقاء مراكز امنية على مداخل المدن، وقواعد عسكرية في الاغوار. في هذه الاثناء، افادت تقديرات اسرائيلية ان نتانياهو يتجه نحو استئناف تجميد الاستيطان لأشهر عدة بهدف اتاحة المجال امام استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ونقلت تقارير صحافية اسرائيلية عن الرئيس شمعون بيريز توقعاته بأن يوافق نتانياهو على استئناف تجميد الاستيطان لأشهر عدة. وكشفت صحيفة «هآرتس» ان شخصيتين يهوديتين اميركيتين بارزتين، هما رجل الاعمال داني ابراهام وعضو الكونغرس السابق روبرت فاكسلر، التقيا نتانياهو الاسبوع الجاري لحضه على المساهمة في دفع عملية السلام. وكان مكتب نتانياهو اصدر مساء اول من امس بيانا رد فيه على تصريحات عباس عن الخيارات المتاحة امام السلطة في حال عدم استئناف المفاوضات ووقف الاستيطان. وحذر نتانياهو في البيان الفلسطينيين من «اي محاولة للالتفاف على المفاوضات المباشرة، مثل التوجه الى الهيئات الدولية»، مشددا على ان «السلام الثابت والمضمون للشعبين يمكن احرازه من خلال المفاوضات المباشرة، وأنا آمل في ان نعود قريبا الى هذا المسار بقوة كاملة». واضاف ان «اسرائيل تتوقع من الفلسطينيين التزام تعهداتهم في ما يتعلق بإجراء مفاوضات مباشرة جدية ومن دون شروط مسبقة».