على رغم أن القضايا الداخلية تشكل المحرك الرئيسي لأجندة الناخب الأميركي في معركة التمديد النصفي للكونغرس الثلثاء المقبل، سيوصل أي فوز للجمهوريين صقوراً من اليمين على رأس لجان مجلس النواب، وهو ما سيرتد على السياسة الخارجية الأميركية وسيزيد الضغوط على البيت الأبيض في مسائل المساعدات الخارجية، والسياسات حيال إيران وإسرائيل. واذ تستمر استطلاعات في إعطاء الجمهوريين الأفضلية لانتزاع الغالبية في مجلس النواب، بفارق قد يتخطى سبعين مقعداً، ستفرض هكذا نتيجة تعديلات في لجان الكونغرس، وتولي أركان الحزب الفائز رئاستها. وستسعى هذه اللجان الى الضغط على الرئيس باراك أوباما في الملفات الأكثر حساسية لدى الناخب، وهي البنود الاقتصادية مثل موضوع الضرائب والموازنة السنوية التي يختلف حولها الحزبان. وستشمل التغييرات ملفات السياسة الخارجية، تحديداً بسبب الوجوه التي ستتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وزعامة الغالبية. وسيحمل فوز الجمهوريين النائب عن ولاية فلوريدا ايليانا روس ليتنين الى رأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب. ومعروف عن ليتنين وهي من أصل كوبي، تشددها في قضايا السياسة الخارجية ودعمها القوي لاسرائيل. وانتقدت بشدة مواقف إدارة أوباما من الدولة العبرية والضغط عليها لوقف الاستيطان، وبعد إعلان الخارجية رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، دعت ليتنين الى طرد البعثة من الأراضي الأميركية. كما تبدي التشدد ذاته في مواضيع التعامل مع ايران التي تعتبرها «تهديداً للأراضي الأميركية»، وتدعو الى عقوبات أكثر صرامة ضد النظام الايراني. وتأتي ضمن مواقفها المثيرة للجدل تصريحاتها الأخيرة المؤيدة لاغتيال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، والتي نقلها وثائقي بريطاني على موقعه. لذلك ستواجه إدارة أوباما ضغوطاً من لجنة ليتنين في حال فوز حزبها، لتحسين العلاقة مع اسرائيل، ووقف تيار الانفتاح على كوبا. وسيقابل صعود ليتنين، تولي النائب الجمهوري أريك كانتور رئاسة الغالبية الجمهورية في مجلس النواب. ويعتبر كانتور الذي ينتمي الى الأقلية اليهودية - الأميركية، من الأصوات الجديدة في الحزب الجمهوري الداعمة لاسرائيل، وأحد أبرز المنتقدين لسياسة أوباما حيال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وعدم زيارة الرئيس الاميركي تل أبيب. وكان نتانياهو أرجأ في زيارته الأميركية الربيع الماضي، موعداً مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للاجتماع بكانتور، كما طلب من الوزيرة الحضور الى الفندق الذي يقيم فيه ورفض الذهاب الى مبنى الخارجية. ويؤيد كانتور الحد من المساعدات للسلطة الفلسطينية. أما في مجلس الشيوخ فتبدو الصورة أخف وطأة على الديموقراطيين الذين يُتوقع أن يحافظوا على الغالبية، ولكن بفارق محدود قد لا يتعدى مقعدين. وستحمل هذه النتائج في السياق الخارجي، نفوذاً أكبر لممثلي الحزب الجمهوري في المجلس، خصوصاً المرموقين منهم مثل جون ماكين وريتشارد لوغار. تقنياً، ستؤدي الزيادة قي مقاعد الجمهوريين، الى مسار أصعب للادارة لنيل المصادقة على سفرائها، وبينهم السفير لدى سورية ستيفن فورد ولدى تركيا فرانسيس ريكاردوني، والعالقة تعييناتهم في أروقة مجلس الشيوخ، بسبب معارضة الجمهوريين إقرارها.