سحبت جائزة الشيخ زايد للكتاب الجائزة التي منحت للكاتب الجزائري حفناوي بعلي هذا العام عن كتابه «مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن» بسبب استحواذه على جهد الآخرين مضموناً ونصاً. وأصدرت جائزة الشيخ زايد أمس بياناً هذا نصه:ورد إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب العديد من الملاحظات من قراء ومتابعين للجائزة تشير إلى مآخذ منهجية اشتمل عليها كتاب (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب بالدورة الرابعة (2008-2009) لصاحبه الأستاذ الدكتور حفناوي بعلي. وقد باشرت الجائزة باعتماد سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بنى عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين، وقد تبين للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن - الدار العربية للعلوم ناشرون - منشورات الاختلاف - الطبعة الأولى 2007)، على رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها - قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً. بناء علي ذلك، وحرصا على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي، فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكتاب المذكور». من جانبه، أكد الدكتور عبدالله الغذامي، بصفته عضواً في الهيئة الاستشارية للجائزة وأيضاً كونه أحد أبرز المتضررين من كتاب حفناوي، ضرورة استبعاد الجانب الشخصي، وأنه لو كانت المسألة شخصية «لتسنّى لي أن أصفح وأعفو، ولكن الأمر ليس لي وليس بيدي، فهو أولاً حق لجائزة زايد للكتاب، وهنا يأتي المأزق الحقيقي»، مشيراً إلى أن الجائزة للكتاب، «وهذا يعني أنها جائزة لثقافة الكتاب ومفاهيمية الكتاب، وعلى رأسها ثقافة حقوق الملكية الفكرية ونشر هذه الثقافة والتحفيز عليها. وليس جائزة للتأليف بما أنه تأليف، بمقدار ما هي جائزة لأخلاقيات التأليف». وأوضح في حديث ل«الحياة» أنه إذا حصل خلل في هذا المعنى «فإن الجائزة تصبح أمام تهديد لرمزيتها، ومعنى تأسيسها. وهذا ما حدا بالجائزة أن تتخذ القرار الصعب، وأصفه بالصعب لأنني يؤلمني حقاً أن أرى شخصاً يتضرر إلى هذا الحد، ولكن هناك مسائل تصبح القيم التي نؤمن بها فوق مشاعرنا كلها». وقال الغذامي إنه اتخذ منذ البداية، «موقفاً أن أكون بعيداً عن الموضوع كله وطلبت من أمانة الجائزة، أن يمضوا في تحقيقاتهم بعيداً عني، وقد فعلوا ذلك بتكليف لجنة علمية محايدة، ولجنة أخرى قانونية وهم وصلوا إلى القرار».