مع دخول ظاهرة «الجني» للمجتمع السعودي أرجو التعامل معها بإيجابية، واعتبارها إحدى سمات الخصوصية الفريدة التي نتمتع بها من دون خلق الله. كما أرجو استثمار وجود «الجني» إياه ليكون رسولنا لعالم الجن والعفاريت لعله يستطيع تقديم يد المساعدة في إيجاد حلول حقيقية لمشكلاتنا العويصة كافة، وعليه سأقوم بتقديم معروض لمعالي «الجني» عن بعض تلك الأمنيات. أول تلك الطلبات هي إيجاد حل لمشكلة الاختلاط العارض التي أشكل علينا فهمها أو الخروج منها، فالشيخ النجيمي يعتبر ما حصل معه في الكويت اختلاطاً عارضاً، بينما يرى بعض الشيوخ أن أي اختلاط لدينا في المملكة اختلاط مشبوه. كما أتمنى من «الجني» صاحب المفهومية والخبرة الطويلة حل مشكلة توظيف 80 «كاشيرة سعودية» فقط، التي أشغلت الشعب السعودي البالغ تعداده 25 مليوناً، وإقناع الممانعين أن العمل حلال، وأن الفقيرات ليس أمامهن إلا حلان، إما العمل الشريف، أو طرق الأبواب للشحاتة. و«ياريت» يستطيع مساعدتنا في تشغيلهن من دون أن يراهن أحد، وأن يمدنا بمشروب «الإخفاء» بحيث تسلم طالبة العمل ذلك المشروب كعهدة رسمية تستخدمها طوال فترة عملها، لتشتغل في الأماكن العامة من دون أن يراها أحد. ويا ليت أخونا «الجني» ينتج منه كميات كبيرة جداً لأنه لا يستطيع «التلحيق» على طلبات التخفي، بحيث يعطى لكل نساء المملكة ويسهم بذلك في حل أم القضايا وهي وجود المرأة في الحياة العامة، خصوصاً عندما تنوي النساء التحرك في الأسواق والطرقات، أو عند ذهابهن للحرم المكي الشريف، ويصبح بذلك بديلاً للمطالبات بهدم الحرم منعاً للاختلاط، وبذلك تصبح المرأة كائناً خفياً وموجوداً في الوقت نفسه. كما أتمنى على معالي «الجني» سفير جمهورية «جني ستان» أن يرسل لنا فريقاً من الخبراء «الجنيين»، لإنهاء مشكلة البطالة التي أرقت الشعب السعودي، وجعلت بعضه عالة على بعض، فلم نسمع حتى الآن عن بطالة في عالم الجن، ولا عن نسب «التجننة»، وهل هي كافية أم أنهم يسعون لإيقاف استقدام العمالة الأجنبية من عالم «الباطن» ليملؤوا طرقاتهم بسائقين وعاملات ليسوا في حاجة إليهم. وكم أتمنى أن نصحو ذات يوم وأخونا الجني يدرب المنتخب السعودي، فلعل لديه خططاً علمية مدروسة يستطيع أن يخرجه من عتمة الخيبة إلى نور الانتصارات، التي حرمنا منها طويلاً. وسيصبح من المفيد أيضاً أن يتولى إرسال «جنيات» ليشاركن في الألعاب الأولمبية المقبلة بدلاً منا، لأننا، وبحسب «الإشاعات»، سنمنع من الاولمبياد إذا لم نسمح للسعوديات بالمشاركة، وبذلك ندخل الاولمبياد وعيوننا قوية. كما أرجوك أن تقنع مسؤولي التعليم لدينا بأن رياضة البنات لا خوف منها ولا هم يحزنون، بل إنها مفيدة للطالبات، وأنها وبأي حال لا يمكن أن تفقدهن بكارتهن، كما يروج ذلك الممانعون، على أن تقدم أمثلة من مدارس الجن لديكم التي يقال إن الجنيات يمارسن فيها رياضة الطيران بالمقشات منذ آلاف السنين، ولم يعترض أحد ولم يتجمع أو يتجمهر المعترضون أمام وزارة التربية والتعليم للجن والعفاريت. وسأسعد أيها الجني تمام السعادة عندما تقدم لمعارضي دمج الأطفال في مدارس البنات نماذج من دمج الجني الصغير مع الجنيات، التي بالتأكيد أسفرت عن استقرار لنفسيات «أطفال الجان»، وكذلك منعت التحرش بهم والحفاظ على نفسياتهم الغضة. وعلى رغم مشاغلكم الكبيرة إلا أنني أتمنى أن تقدم لنا نموذجاً لعمل هيئة صحافيي الجن التي نسمع أنها تتضامن مع أي من مطاريد الكتابة «الجنية» لديكم، لعل الله يبارك ويبث الروح في هيئتنا وتبادر إلى حماية الصحافيين المطرودين أو المدفوعين للاستقالة. وسلامي لكل الأخوة من عالم الجان المتفرغين للعمل في بلدنا من دون غيرنا من بلدان العالم. [email protected]