على رغم موجة الانتقادات اللاذعة والاعتراضات على مسرحيتها «كفرناعوم أوتو - صراط»، تستعد المغربية لطيفة أحرار لتقديم العرض نفسه على مسرح محمد الخامس في الرباط خلال الأيام المقبلة، كما ستقوم بجولة تشمل بلجيكا وبولونيا وإسبانيا والأردن والإمارات. وكانت المسرحية المقتبسة من ديوان «رصيف القيامة» للشاعر المغربي ياسين عدنان، عرضت على مسرح دار الثقافة في مراكش في إطار برنامج «مسرح الأصدقاء». والديوان صادر قبل سنوات، عن دار المدى في سورية ويتضمّن نصوصاً عن الموت والقيامة اشتغلتْ عليها الفنانة أحرار. واشتغلت أحرار خلال هذا العرض مع الكوريغراف المغربي المقيم في فرنسا خالد بنغريب، والكوريغراف الإيراني المقيم في كندا ساشار زاريف من أجل «تعزيز القوة التعبيرية لجسدها الذي تريد أن تمنحه في هذا العمل فرصة أن يتكلم لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة» كما قالت. وفي إطار تعقيبها على الهجوم الذي تعرّض له العرض في صحيفة مغربية، أكدت أحرار ل «الحياة» أن «القاعة غصّت بالجمهور الذي استمع بانتباه حتى الى صمتي، واستمع الى الجسد وحضوره والشعر والموسيقى. وكان ثمة تشكيل في الفضاء وانسجام أحسَستُ بهما كأنّ الجمهور كان جزءاً مني». وأضافت: «رد الفعل الوحيد لدى الجمهور كان التصفيق على اعتباره تلقى العرض بعمق وإحساس وبادلني الاهتمام». الشاعر ياسين عدنان صرّح بدوره ل «الحياة» بأن جرأة العرض جاءتْ «انطلاقاً من الإيمان بأهمية التعبير الجسدي في صناعة الفرجة المسرحية حيث اشتغلت الفنانة مع مصمّمين محترفين للرقص، وهيمنت الطاقة التعبيرية الهائلة لجسدها على الفضاء المسرحي في شكل مذهل طوال خمس وأربعين دقيقة هي عمر العرض». وأضاف: «العرض ينطلق كذلك من تصور الفنانة الشخصي لما تسميه مسرح القُرب، حيث أصرّت على أن يصعد الجمهور إلى جانبها على الخشبة ليشاركها طقسها المسرحي بكل تفاصيله. وكانت اللوحات متنوعة والانتقال من لوحة إلى أخرى في شكل سلس جداً. والجسد كان مركزياً في هذه التجربة». واعتبر عدنان أن «كل ما حصل على الخشبة قابل للنقاش فنياً. لكن مشكلة أحرار اليوم هي أنها تواجَه من طرف صحف وأقلام لم تكلف نفسها عناء متابعة المسرحية. واللحظة التي أشرق خلالها جسد الممثلة لم تكن مبتذلة ولا استعراضية، بل كانت مبررة درامياً. وكان من الظلم أن يحكم عليها من لم يشاهدها أصلاً. والجمهور الذي تابع العرض في مراكش وفي الرباط لم يُصدم لم يسقط مغشياً عليه كما حاول البعض أن يصوّر للناس في مقالات قد نتفهم خلفية أصحابها الفكرية ونحترمها، لكن لا نقبل أن يكتفي هؤلاء بمواقفهم المبدئية ويستغنوا بها عن متابعة العرض».