كشفت مسؤولات في جمعيات خيرية في المنطقة الشرقية، عن «شح» في التبرعات المالية التي تتلقاها جمعياتهن، بنسبة تصل إلى 40 في المئة، في مقابل «تنامي» أعداد الأسر المحتاجة المُسجلة في هذه الجمعيات. واعترفن ان تقلص التبرعات أدى إلى إلغاء مشاريع وبرامج خيرية، كانت تقام سنوياً. فيما اتجهت جمعيات إلى تنفيذ أنشطة خيرية ذات مردود مالي، ضمن خطط استثمارية. وقدرت مديرة جمعية «فتاة الخليج الخيرية» في الخبر بدرية الدليجان، انخفاض مؤشر التبرعات السنوية بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة. وقالت في تصريح ل»الحياة»: «إن هذا الانخفاض يحدث خللاً أحياناً، في تقديم الخدمات إلى المستفيدين من الجمعية». وعزت تقلص التبرعات من قبل الأشخاص، خلال الأعوام الأخيرة، إلى «الأزمة المالية، وغلاء أسعار متطلبات المعيشة. فيما لم يحدث تغيير في حصص الزكاة التي تستقبلها الجمعية سنوياً، والتي يعتمد عليها عدد على الجمعيات، وتقوم بتوزيعها على الأسر المُسجلة لديها». واستدركت الدليجان، ان «هذا الثبات في الزكاة لا يساعد الجمعية، في مساعدة الأسر المحتاجة، لأن مبالغ الزكاة تذهب إلى الأوجه التي خُصصت لها شرعاً. ولا يمكن الاستفادة منها في تدريب أبناء الأسر المستفيدة، أو تطوير المشاريع مثلاً»، مضيفة أن «اللجوء لتنمية أبناء الأسر وتعليمهم، وإقامة مشاريع لتنمية قدراتهم، واعتمادهم على ذاتهم، خفض من الخلل الناجم عن قلة التبرعات». وذكرت ان الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية الذي ينطلق اليوم، «سيوضح آليات لكيفية استثمار موارد الجمعيات، وتنميتها». بدورها، تقدر مديرة جمعية «جود الخيرية النسائية» منيرة الحربي، نسبة انخفاض التبرعات، خلال العامين الماضيين، بنحو 30 في المئة، «ما حدا في وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تغيير سياستها، وهي تنمية موارد الجمعية واستثمارها، لزيادة رؤوس أموالها، وقدراتها على الاستمرارية»، مضيفة «بدأنا نعمل على تأجير المباني والأراضي وإقامة دورات متواصلة. ونحن حالياً، في صدد إنشاء معهد «جود للتدريب»، ليكون مورداً رئيساً للجمعية. وكذلك تكثيف الدورات التدريبية، والأنشطة التي يعود ريعها لصالح الأسر المستفيدة من خدمات الجمعية». وأضافت الحربي، «بسبب قلة التبرعات وانعدامها أحياناً، بدأنا نواجه أزمة في التنمية والاستثمار بطرق مدروسة، فالجمعيات ليست جهات ربحية». مردفة «لا زلنا بحاجة لدعم رجال الأعمال، عبر خفض كلفة الإنشاء والمقاولات التي نتعاقد معهم عليها». وتجهل الحربي، الأسباب التي أدت إلى ضعف التبرعات، في مقابل ارتفاع أعداد الأسر المحتاجة، «حتى أصبحنا نواجه صعوبات كبيرة في جمع التبرعات»، مضيفة «لا نعرف الأسباب، وقد تكون بسبب ارتفاع أعداد المواليد، أو تنامي الضعف في العلاقات الأسرية والتفكك، فالأخ لا يقدم مساعدة إلى أخيه، فكيف لمن هو أبعد؟»، مشيرة إلى «زيادة مطالب الجمعيات، ما يثقل كاهل رجال الأعمال»، في مقابل ارتفاع أعداد الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية». ولاحظت مشرفات على مشاريع خيرية في جمعيات أخرى، انه خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر الماضي، كانت نسبة التبرعات والمتبرعين «قليل جداً». وقالت إحداهن: «في السابق، كانت أعداد المتبرعين سنوياً، تفوق أربعة آلاف، وحالياً لا يوجد في سجلات الجمعية سوى 800 متبرع»، مضيفة أن «عدداً من المشاريع أغلقت، بسبب قلة الموارد المالية، وبقيت أخرى تعتبرها الجمعية أساسية وضرورية، وتعتبر حاجة ماسة للأسر المستفيدة، مثل: مشروع «إفطار صائم»، و«الحقيبة المدرسية»، و«كسوة الشتاء».