أظهر مسؤولون في القطاع الصحي الخاص أن مصاريف تطوير الخدمات الصحية في السعودية بلغت نحو 61 بليون ريال في العام الماضي، مؤكدين أن المملكة استقطبت استثمارات تصل إلى 5 بلايين ريال في صناعة الأدوية والمستحضرات، وأن المنطقة الشرقية وحدها استقبلت أكثر من 6.4 مليون رحلة علاجية من داخل المملكة وخارجها. وأوضحت ورشة عمل (دور المنشآت الطبية ومنظمي الرحلات السياحية في تطوير منتجات سياحة الصحة والاستشفاء)، والتي نظمتها غرفة الشرقية أمس (السبت) وحضرها عدد من المسؤولين في القطاع الصحي الخاص، أن من العقبات التي تواجه السياحة العلاجية في المملكة، عدم توافر قاعدة معلومات متكاملة عن الخدمات الصحية، وصعوبة حجوزات الطيران والتنقل والخدمات الأخرى، إضافة إلى صعوبة إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول إلى المملكة لسواح الخارج، وكذلك خصوصية المجتمع. وأشار عضو اللجنة الصحية في «غرفة الشرقية» الدكتور إبراهيم بوخمسين إلى أن القطاع الصحي في المملكة لا يزال في المركز الثاني بعد القطاع الصناعي في توفير الوظائف للمجتمع، ولا يزال ينمو نمواً ممتازاً، وقد أسهم نمو التأمين الصحي في ازدياد رقعة الخدمات الصحية، مضيفاً أن المملكة تعد من كبرى الدول وأفضلها في تقديم الخدمات الصحية في منطقة الشرق الأوسط، فقد زادت المصاريف على تطوير الخدمات الصحية من 40 بليون ريال في العام 2008، إلى 61 بليون ريال في العام الماضي، ولذلك زاد عدد المستشفيات الكبيرة في المملكة، وصارت المملكة من أكثر الدول استقطاباً للكفاءات الطبية للعمل في مراكزها الصحية. وأوضح أن النمو السكاني في المملكة يقدر بنسبة 3 في المئة، إذ سيصل إلى 30 مليون نسمة في العام 2016، وانتشار أمراض السمنة والسكري وحالات من السرطان في السنوات الأخيرة، سيزيد الطلب على الخدمات العلاجية، متوقعاً أن تزيد الاستثمارات في القطاع الصحي، ويصل عدد المستشفيات إلى أكثر من 500 مستشفى في السنوات المقبلة. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان «أن الشرقية تحتل مركز الصدارة في الرحلات السياحية المحلية وموقعها الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغ عدد الرحلات السياحية المحلية خلال العام 2009 أكثر من 4.2 مليون رحلة، ونحو 2.2 مليون رحلة وافدة وأكثر الرحلات الوافدة إلى المملكة هي من الكويت، كما توفر المنطقة الشرقية خدمات الإيواء، إذ يوجد فيها 79 فندقاً، و586 وحدة سكنية مفروشة». وقال عضو مجلس إدارة الغرفة رئيس اللجنة الصحية محمد الفراج: «إن السياحة الاستشفائية قضية بالغة الأهمية في موضوعها، وفي مجالها، وبالغة الأهمية أيضاً فيما يتعلق بتأثيراتها الإيجابية وانعكاساتها المحتملة والمتوقعة على مستقبل السياحة السعودية من ناحية، وعائدها على الاقتصاد الوطني من ناحية أخرى». مضيفاً أن السياحة العلاجية أو سياحة الصحة والاستشفاء تشكل نمطاً من أهم الأنماط السياحية في العالم، وقد ساعد في انتشار هذا النوع من السياحة، في ربع القرن الأخير، نمو حركة السفر والسياحة العالمية، وزيادة عدد المسافرين بين مختلف الدول، وتزايد التأثير الذي تلعبه وسائل الاتصال في نمو حجم المعرفة لدى البشر في السنوات الأخيرة. من جانبه، أوضح المدير العام لمستشفى سعد الطبي الدكتور أحمد العلي أن نجاح السياحة العلاجية يتطلب «تكامل توافر الخدمات الطبية بين المدن والدول المجاورة، وإبراز مستوى النهضة الصحية الشاملة في البلاد، ودعا إلى إيجاد بنك معلومات محدث عن المرافق الطبية المميزة في المملكة والخدمات المتوافرة فيها، وإنشاء إدارة مختصة للسياحة العلاجية في المؤسسات الصحية وتقديم التسهيلات الإجرائية والشخصية ووسائل التواصل والمتابعة.