في وقت اعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يتابع الاوضاع في السودان «يومياً» وحذرت الاممالمتحدة من «عواقب خطيرة» لتأجيل الاستفتاء في السودان، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اهتمام مصر الشديد بتطورات الشأن السوداني، خصوصاً في «هذه المرحلة المهمة من تاريخ السودان الحديث مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء استفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان». وقال أبو الغيط إنه ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان حملا في أثناء زيارتهما للخرطوم وجوبا أول من أمس رسالتين من الرئيس حسني مبارك إلى كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت، مفادهما حض شريكي الحكم السوداني على «التزام التهدئة ومواصلة الحوار بهدف التوصل إلى تفاهمات لتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل، وبما يعزز الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان أياً كانت نتائج الاستفتاء، مع أهمية التوصل إلى صيغة مقبولة بين الشريكين تؤمن استمرار العلاقات الجيدة وتراعي المصالح المشتركة بينهما». وأوضح وزير الخارجية المصري أن الرسالتين أكدتا كذلك أهمية تجنب الطرفين مخاطر العودة إلى الصراع، والعمل على استغلال القواسم المشتركة والمصالح والارتباطات القائمة بينهما للحفاظ على التجانس بما في ذلك مصالح القبائل على نقاط التماس بين الطرفين، وتوزيع عوائد النفط، وحل المسائل العالقة بينهما. وذكر أبو الغيط أن محادثاته والوزير عمر سليمان مع الرئيس البشير ونائبيه علي عثمان طه والفريق أول سلفاكير، تطرقت إلى سبل تخفيف أي توترات قد تطرأ بين الشريكين في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال مواصلة الحوار سواء على كل المستويات داخل السودان وخارجه. وكان وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين قال يوم الثلثاء إنه قد تكون هناك حاجة إلى تأجيل استفتاء الجنوب، في أقوى مؤشر حتى الآن على أن حكومة الخرطوم قد تسعى الى تأجيله. ويرفض الجنوب حتى الآن مناقشة تغيير الموعد المحدد في التاسع من كانون الثاني (يناير). وجاءت زيارة المسؤولين المصريين للسودان في وقت أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما يجعل من التطورات في هذا البلد «أولوية» على رغم انشغاله بتحديات سياسية عدة وقبل أقل من أسبوعين من انتخابات الكونغرس الأميركي. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في الإدارة قولهم في إيجاز للصحافيين أمس إن أوباما يعقد ما لا يقل عن ثلاثة اجتماعات أسبوعياً لمتابعة وضع السودان وجهود تفادي اندلاع أعمال عنف جديدة قبل 79 يوماً من استفتاء الجنوب. وقال سامنثا باور المستشارة البارزة لأوباما إن الرئيس يتلقى شروحات يومية عن السودان. وأضافت أن هناك «حالة نادرة» حيث تتكاتف جهود الولاياتالمتحدة مع لاعبين آخرين في المجتمع الدولي بهدف تسليط الضوء على أحداث «قبل وقوعها». وفي نيويورك، قدّم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن دعا فيه إلى «أن يكون الاستفتاءان في السودان حرين ونزيهين وذوي مصداقية، وأن تعكس نتائجهما الاختيار الحقيقي للشعب». وقال: «لقد أثلجت صدري التطمينات التي قدمها كلا الطرفين في ما يتعلق بالتزامهما بمواصلة اتفاق السلام الشامل، بما في ذلك إجراء الاستفتاءين في المواعيد المنصوص عليها»، أي في 9 كانون الثاني (يناير). وأضاف: «ومع اقتراب الموعد النهائي لإجراء الاستفتاءين المنصوص عليهما في اتفاق السلام الشامل، تزايدت بوتيرة متسارعة تطلعات الجماهير وتخوفاتها. فأحداث الأشهر الثلاثة المقبلة ستؤثر بقوة في مستقبل السودان. والمخاطر كبيرة من دون شك لأن عدم الوفاء بالموعد النهائي المحدد في اتفاق السلام الشامل لاجراء الاستفتاءين قد تكون له عواقب خطيرة». وقال إن «المشورة الشعبية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تُعد معالم حاسمة الأهمية ليس فقط في تنفيذ اتفاق الشامل ولكن أيضاً في التحوّل الديموقراطي المستمر في السودان». وتابع: «ألاحظ مع القلق أن تعديل المواعيد الزمنية قد يعقّد العملية، لا سيما في جنوب كرفدان». كذلك عبّر عن «القلق إزاء استمرار حالات التأخير» في ترسيم الحدود.