يصف بعض أنصار برشلونة رئيس النادي ساندرو روسيل، الذي انتخب في حزيران (يونيو) الماضي، خلفاً لخوان لابورتا، ب «اليد الحديد» أو «اليد المقفلة»، للدلالة على «تقتيره» الشديد في الإنفاق و«حرصه أكثر من اللازم». وربما يغالي آخرون حين يلقبونه ب «الرئيس البخيل». وكانت راجت في الأشهر الماضية أخبار كثيرة عن العجز المالي في برشلونة. ولما ظهرت نتائج السنة المالية الأخيرة وحصيلتها أرباح مقدارها 11 مليون يورو، طلب روسيل من قسم المحاسبة في النادي الكاتالوني حسم المبلغ من مجموع الخسائر المتراكمة البالغة 77 مليون يورو، نتيجة استثمارات الإدارة السابقة في شراء لاعبين وتكديس نجوم، وبيع آخرين بمبالغ زهيدة. باختصار، روسيل «نقيض» لابورتا، ولم يترك من الطاقم المعاون لسلفه إلا قلة. ومن قراراته «الثورية» الأخيرة غير الشعبية إلغاء منصب رئيس الشرف الذي كان يشغله النجم الهولندي يوهان كرويف، صاحب الإنجازات في ال «برسا» لاعباً ومدرباً، والمستشار الروحي بالنسبة لكثر. في موسم التعاقدات الأخيرة، لم يصرف برشلونة أموالاً طائلة، إذ فضّل ترشيد الإنفاق. واكتفى من الصفقات الغالية بضمّ ديفيد فييا من فالنسيا في مقابل 40 مليون يورو. وانتقد مستشارو روسيل «خيارات عقيمة اعتمدها لابورتا وهدره أموالاً من دون حساب ووقوعه في شرك مساومات مكلفة. فمثلاً اشترى اللاعب الأوكراني ديمتري شيغرينسكي من شاختيور دونتسك ب25 مليون يورو. ولم يكن الفريق في حاجة إلى خدماته، وأعيد بيعه مطلع الموسم الحالي لقاء 15 مليوناً فقط». وفتور العلاقة ينسحب على المدرب جوسيبي غوارديولا، وتوصف بأنها باردة مع روسيل، فضلاً عن «وشوشات» عن احتمال مغادرة «بيبي» «القلعة الكاتالونية» في نهاية الموسم. وهناك نوع من التململ في صفوف اللاعبين إذ بدوا منزعجين من رد فعل الرئيس، الذي زاره قائد الفريق كارلوس بويول وزميله تشافي فرنانديز في مكتبه طالبين منه صرف مكافآت الفوز على أشبيلية في كأس السوبر الإسبانية والبالغة 400 ألف يورو. فطلب روسيل بكل بساطة تأجيل البحث في الموضوع «لأن النادي يعيش أزمة سيولة». وعادة، تخضع أرضيات ملاعب التدريب في برشلونة لورشة صيانة قبل بداية كل موسم، لكن روسيل فضّل صرف النظر عنها أخيراً لأنها ستكلف صندوق النادي 200 ألف دولار. ولم يعر مطالب الجهاز الفني اهتماماً بعد شكواه من تعرّض لاعبين لإصابات خلال حصص التدريب وتفاقمها، ومنهم تشافي وبيدرو وغابرييل ميليتو. وأثار هذا الرد استغرابهم وحتى دهشتهم باعتبار أن موازنة مقدارها 415 مليون يورو موضوعة في متناول روسيل، الذي جمّد مشروع إنشاء ملعب لمباريات فريقي الرديف والناشئين وقّع عليه لابورتا في آخر أيام ولايته، وخصص له مبلغ 30 مليون يورو.