بادوكا (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - حكمت هيئة محلفين في ولاية كينتاكي على الجندي الأميركي السابق ستيفن دالي غرين (23 عاماً) بالسجن مدى الحياة اثر ادانته باغتصاب وقتل عراقية وعائلتها، ما سمح له بالافلات من عقوبة الاعدام. ولم تتوصل هيئة المحلفين التي تضم تسع نساء وثلاثة رجال بعد عشر ساعات من المداولات إلى اجماع على انزال عقوبة الاعدام في العسكري السابق الذي حكم عليه بالسجن المؤبد من دون أن يمنح حق الاستفادة من أي اطلاق مشروط. وأقر ستيفن دالي غرين بالتهم ال17 الموجهة اليه ومنها اغتصاب وقتل الفتاة العراقية عبير الجنابي (14 عاماً) وقتل والديها وشقيقتها البالغة من العمر ست سنوات، وعرقلة عمل القضاء. وسينطق القاضي بالحكم رسمياً في الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل. وحوكم غرين الذي قاد فرقة قامت بعملية القتل المروعة في آذار (مارس) عام 2006 في جنوب بغداد، أمام القضاء المدني اثر طرده من الجيش بسبب «خلل في شخصيته» قبل كشف الجريمة. وكانت محكمة عسكرية أصدرت أحكاماً بالسجن مدى الحياة على ثلاثة جنود أميركيين وحكمت بالسجن سنتين وثلاثة أشهر على جندي رابع في اطار العملية ذاتها التي خطط لها الجنود وهم يلهون عند نقطة مراقبة في المحمودية جنوب بغداد. وعند اعلان هيئة المحلفين حكمها، ابتسم غرين في هدوء فيما كان أفراد عائلات عراقية يبكون في القاعة. وقال والد العسكري السابق إن المحلفين اختاروا «الحل الأمثل بين حلين سيئين»، أي السجن المؤبد وعقوبة الاعدام. أما دوغ غرين، شقيق الجندي السابق فرأى أن الحكم «عادل» مقارنة بالعقوبات التي كان يمكن أن تفرض عليه. وأضاف أن «مشاعر متناقضة تخالجني. هذا الحكم سيسمح له بمتابعة ما يشبه حياة»، معرباً عن «شكره العميق للمحلفين». وأكد دارن ولف أحد محامي فريق الدفاع شائعات مفادها أن غرين عرض الاعتراف بالتهم الموجهة اليه في مقابل عقوبة بالسجن مدى الحياة. وأضاف أن اتفاقاً من هذا النوع رُفض على أعلى مستوى في الحكومة الأميركية، موضحاً أن غرين «عرض مرتين الاعتراف بالتهم الموجهة اليه، لكن وزارة العدل رفضت هذا الاقتراح». وتابع أنه «تبين في شكل واضح أن القضية لم تكن متعلقة بالعدل بل بتهدئة دعوات خارجية الى اعدام غرين». وأعرب عن ارتياحه لأن هيئة المحلفين «لم تخضع إلى هذه الضغوط». وفي المرافعات الأخيرة يوم الاربعاء الماضي، اتهم براين سكيرد نائب المدعي، الدفاع بالسعي الى التقليل من مسؤولية العسكري السابق بتأكيده أنه عاش طفولة صعبة، وأن القيادة العسكرية في العراق كانت تعاني من خلل. وقال سكيرد: «حاولوا تقديم غرين على أنه ضحية». وأكد أن حالة الحرب في العراق لا يمكن أن تستخدم في أي حال من الأحوال عذراً لهذا الهجوم المروع، وأن المتهم لم يتصرف في شكل غرائزي أو عفوي بل خطط للاغتصاب ولعمليات القتل «بعقلية اجرامية ومنحطة». من جهته، قال سكوت وندلسدورف أحد محامي غرين للمحلفين إن موكله طلب قبل ثلاثة أشهر من هذه المأساة مساعدة بسبب صعوبات ناجمة عن الضغط النفسي في المعارك، وأنه قال لضابط مرات إنه يريد قتل مدنيين عراقيين. وقال المحامي إن «ستيفن غرين مسؤول (عن الاغتصاب والقتل) لكن الولاياتالمتحدة فشلت معه»، وأكد أنه ما كان ليرتكب هذه الجرائم لو حصل على مساعدة كافية في وقت مبكر. وطلب المحامي من المحلفين الحفاظ على حياة العسكري السابق، وقال إن «أميركا لا تقتل جنودها المحطمين». في المقابل، أعربت عشيرة الضحية العراقية عبير الجنابي عن رفضها للحكم الأميركي وطالبت بإعادة محاكمة غرين. وقال زعيم عشيرة الجنابيين في المحمودية قيس عبود إن الحكم الأميركي في حق الجندي غير عادل، مطالباً بانزال عقوبة الاعدام في حقه. وطالب النائب العراقي سليم عبدالله بإعادة محاكمة غرين أمام محكمة عراقية.