غيّب الموت أمس زهير عسيران، واحداً من الرعيل الفاعل في الصحافة اللبنانية وفي النضال من أجل الاستقلال، ونعاه نقيب الصحافة محمد البعلبكي قائلاً إن رحيله وهو سبق أن تولى منصب نقيب الصحافة «خسارة كبرى لا تصاب بها الصحافة اللبنانية وحدها، بل يصاب بها لبنان وعالم العرب كله، لما كان للفقيد الكبير من دور بارز في تاريخ الصحافة اللبنانية وتاريخ النضال من أجل استقلال لبنان وبلورة الميثاق الوطني الذي بني عليه هذا الاستقلال، وفي العمل الجاد المستمر لخدمة قضية فلسطين بخاصة، وخدمة الفكرة القومية العربية من دون انقطاع». ولد عسيران في صيدا عام 1914، ودرس في كلية «المقاصد الإسلامية» في المدينة ثم كلية الصنائع في بيروت. ودرس الحقوق في جنيف ثم انقطع عن الدراسة، ونشط في الجمعيات الشبابية، فكان عضواً في نادي الشبيبة وقائداً في «الكشاف المسلم» وأميناً للسر في جمعية «اتحاد الشبيبة». عمل الراحل في الصحافة في الثلاثينات من القرن العشرين فكان أحد أصحاب مجلة «الكوكب» ثم انتسب الى «الحزب القومي العربي السري» عام 1938 وكلف بمهمات. أصدر جريدة «الهدف» (1943 - 1968) ثم تولى نقابة الصحافة اللبنانية (1965 - 1967)، وكان مراسلاً خاصاً لجريدة «المصري» القاهرية، وشاهداً على الكثير من الأحداث اللبنانية والعربية والدولية في تلك الفترة. عضو حزب «الميثاق الوطني اللبناني» عام 1938، لكنه نشط في حزب «النجادة» في الفترة الأولى لتأسيسه وعُيّن أميناً للخارجية فيه عام 1938، وتولى عضوية مجلس أمناء مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية عام 1944. شغل أمانة سر «الهيئة الوطنية» برئاسة الدكتور محمد خالد التي شكلت لدعم استقلال لبنان، وكان عضو المؤتمر الوطني إبان معركة الاستقلال عام 1943، ومن القلائل الذين شكّلوا فريق عمل زعيم الاستقلال رياض الصلح ورافقوه في مراحل النضال المختلفة لبناء دولة الاستقلال. مع نكبة العام 1948 اشترك في تأسيس «مكتب فلسطين الدائم». اعتقل عام 1941 في معتقل المية ومية وذلك بعد احتلال القوات البريطانية لبنان وسورية أثناء الحرب العالمية الثانية. وعام 1944 كان من بين المجموعة الأولى التي أعلنت عن تأسيس «حزب النداء القومي». رئيس «مجلس أمناء شباب لبنان الواحد» الذي تأسس مع مطلع التسعينات. عضو المنتدى القومي العربي.