ستحمل الأسابيع المقبلة النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان إلى الاضطلاع ب «دور ميداني» في صفوف ريال مدريد، إذ يشغل منصب مستشار للرئيس فلورنتينو بيريز. وكشف «زيزو» (38 سنة) عن خطوته الجديدة على هامش حضوره مباراة مرسيليا ونانسي ضمن المرحلة التاسعة من الدوري الفرنسي لكرة القدم، إذ أعلن أنه بات مستعداً لمهمة ميدانية «في الملعب مكاني الصحيح». ويبدو أن مشاركة زيدان أعضاء المنتخب الفرنسي في حصة تدريبية خلال أيلول (سبتمبر) الماضي في مركز كليرفونتين، و «مشاطرتهم» خبراته، ملبياً دعوة المدرّب الجديد لوران بلان، زميله السابق في «منتخب الديوك» الفائز بمونديال 1998، رفدته بحماسة لم يدركها منذ اعتزاله «المبتور» بحادثة «نطح» الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006، وربما سرّعت اتخاذه قراراً كان يظن أنه لن يلبي نداءه. وإذا كان الدور المقبل لصانع ألعاب «الزرق» وريال مدريد سابقاً لم يتبلّور بعد، مع تكهنات أن يكون صلة الوصل بين الفريق الأول بقيادة الإيطالي جوزيه مورينيو والرئيس بيريز، وهو خيار يبدي زيزو حماسة لاعتماده. فإن تلميحات مورينيو وتمنياته بوجود «المستشار» بجانبه تؤكد الانسجام بين الرجلين، خصوصاً أن «الكابتن الفرنسي» يصف ال «ميستر» بالمدرّب الكبير الذي حقق الكثير (لاسيما مع أنتر ميلان) و «ننتظر أن يحققه أيضاً مع ريال». وشهدت أورقة ريال قبل توجّه زيدان إلى مرسيليا اجتماعه مع مورينيو. ويبدو أن الأخير أوضح له «المطلوب منه» على صعيد التعاون «وقربه أكثر من اللاعبين والجهاز الفني بقيادتي». وفي سياق بوح «حميم» كشف زيدان أنه ربما تسرّع في إعلان قرار اعتزاله قبل أربعة أعوام، إذ «كان يمكنني أن ألعب موسماً أو موسمين إضافيين» مع اقتناعي أن التوقف في القمة خيار صائب. هل يكون زيدان واسطة العقد بين المكاتب والملاعب؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة خصوصاً أنه يشارك في الاجتماعات التقنية في النادي الملكي، إلى جانب المدير الإداري خورخي فالدانو والمدير الرياضي ميغل بارديزا، ويدلي بدلوه في أمور كثيرة أبرزها انتقاء اللاعبين المناسبين المرشحين للإنضمام إلى الفريق. علماً بأن صحيفة «اس» انتقدته «وسألته عما إذا كان يؤدي دور المستشار جيداً». والمعروف أن منصب زيدان بجوار الرئيس بيريز «شرفي» في نظر كثر، ما يسمح له القيام بجولاته العالمية الكثيرة في إطار العقود الإعلانية المرتبط بها ونشاطاته الخيرية والرعائية. لذا المطلوب أن يتأقلم مجدداً مع وتيرة برامج المباريات والحصص التدريبية، على رغم أن مهمته المنتظرة لا تحتم عليه حضوراً يومياً. وهذا ما بحثه تحديداً مع مورينيو، باعتبار أن ارتباطاته وإلتزاماته الخارجية متنوعة ومتعددة ومن أبرزها أخيراً دوره كسفير لحملة ترشّح فرنسا لتنظيم بطولة أوروبا عام 2016 التي فازت بها كونه من أكثر الشخصيات الفرنسية شعبية، ودعم ملف مونديال «قطر 2022» وانخراطه في تفاصيل حملة الترويج له، لا سيما لدى زيارة الوفد الدولي خلال أيلول (سبتمبر) الماضي إلى الدوحة وإطلاعه على ورشة الاستعدادات. ولعل المعلومات الأولية عن المهمة – الدور تتظهّر في ما ألمح اليه فالدانو، إذ لفت إلى أن زيزو «مفيد» خلال مباريات مسابقة دوري أبطال أوروبا، على غرار البرتغالي لويس فيغو الذي جلس بجانب مورينيو في مباراتي الدور نصف النهائي من المسابقة العام الماضي، اللتين جمعتا إنتر ميلان وبرشلونة. وقد يحسن أيضاً إدارة مواطنه كريم بنزيمة في شكل أفضل. وسبق أن رفض زيدان مكتباً في الطابق الذي يشغله الرئيس بيريز في ملعب سانتياغو برنابيو بحجة رفضه لتولي عمل إداري صرف، لكن ينتظر الآن أن يتخذ له مكتباً ملاصقاً لمكتب مورينيو في فالدي بيباس، المركز التدريبي لريال مدريد. ويتمنى كثر أن يقترب زيدان من مورينيو أكثر ليكون مدرباً مساعداً تمهيداً لمهمات مقبلة. ويتوسمون فيه الدور الناجح الذي أداه «الهولندي الطائر» يوهان كرويف مع أياكس أمستردام وبرشلونة، والقيصر فرانتس باكنباور مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، علماً بأن قلة نادرة من النجوم تألقت في دور المدرب، بينما أخفق كثر أو قدموا نتائج باهتة وفي مقدمهم مارادونا وميشال بلاتيني، بينما فضّل بيليه ألا يتجرّع هذه الكأس.