يشعر النجم السوري جمال سليمان بالمرارة وهو يتحدث عن الحال الدرامية السورية الراهنة، فهي تشهد كثيراً من التراجع «وهي متعبة بكل المقاييس، ونحن ليس أمامنا سوى مواصلة العمل ضمن هذه الظروف المستجدة». سليمان الذي يواصل تصوير دوره في مسلسل مصري جديد بعنوان «أبناء ابليس» للمخرج سامي محمد علي يؤكد ان الدراما المصرية لم تأسره، ولكن حجم الانتاج الدرامي السوري قد شهد هذا العام تدنياً كبيراً بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، بالتالي فإن ما اقترح عليه من نصوص درامية للقراءة كان ساذجاً ولا يحمل مقترحات جديدة تساهم في تطوير الدراما السورية وإغنائها». اذاً، المشكلة بحسب سليمان أصبحت تكمن في الكتابة الدرامية التي شهدت تراجعاً كبيراً وأصبح يتعين تالياً على أهل هذه الدراما أن يقوموا بجردة تقويم لما يتم التعاقد عليه من السيناريوات المعدّة خصيصاً للتلفزيون. إذ تمكنت هذه المطحنة العملاقة بعد عقد ونصف عقد من الاستهلاك من أن تضع الكاتب الموهوب وغير الموهوب على قدم المساواة، وكأن الموضوع برمته أصبح مسألة تقليب صفحات كثيرة في مواقع التصوير ليقوم المخرج ومن ورائه ممثلوه بقراءة ما هو مكتوب. في المقابل، يجد سليمان نفسه مجدداً في مسلسل مصري لا يغادر الحبكة التقليدية المعهودة، فهو يؤدي دور متنفذ اقطاعي في إحدى قرى الصعيد المصري، والذي تقوم على عاتقه مهمة الترويج لمرشح عن الحزب الوطني في منطقة نفوذه. وهذا يتطلب منه العمل على تحييد منافسين له من أبناء محلته، ما يكلفه مقتل مقربين منه على يد منافسين طالبين للثأر. بالطبع ليس في إمكان النجم السوري أن يرفض أداء دور شبيه بدوره في «حدائق الشيطان» وإن كان لا يحاكيه هنا عندما أمّن له «مندور أبو الدهب» وضعاً مصرياً يغبط عليه من فناني مصر أنفسهم، ولكن المسألة ليست هنا. اذ سرعان ما يعلق سليمان على ذلك بقوله إنه أراد بالفعل أن يقدم في مسلسل مصري «أولاد الليل» دوراً يتمتع بمزاجية مختلفة تخترق هذه الحجب التقليدية المضروبة من حول الدراما المصرية، وكان أن مرّ المسلسل المذكور مرور الكرام ولم يتنبه إليه أحد. بالطبع لا يمكن النجم السوري سليمان أن يتوقف عن العمل، لكنه يفضل أن يختار وأن يتمهل في اختياراته وإن جاء تمهله على حساب دراما بلاده، وإن حدث ولم نشاهده هذا الموسم في عمل درامي سوري، فعندئذ يتوجب قرع الجرس، فهناك خلل كبير ينال من هذه الدراما في عقر دارها... وهذا سيكون مكلفاً لها كثيراً!