أكدت مصادر رسمية اردنية ل «الحياة» أن الملك عبدالله الثاني ابلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي التقاه أمس أن «تشكيل الحكومة شأن داخلي». وأن عمان على «مسافة واحدة من مكونات الشعب العراقي». وفيما تجنب بيان للحكومة العراقية التطرق إلى طرح موضوع تشكيل الحكومة العراقية بين العاهل الأردني والمالكي، علمت «الحياة» من مصادر موثوق بها أن كتلة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ستعلن اليوم تأييدها ترشيح القيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء. وجاء في بيان للديوان الملكي الأردني ان «الملك عبدالله الثاني وضيفه استعرضا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وأكدا ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة لتطويرها في كل المجالات». وشدد العاهل الأردني على» دعم عمان الكامل للأشقاء العراقيين في جهودهم لترسيخ الأمن والاستقرار». وجدد دعم بلاده» لكل ما يصب في تحقيق الوفاق والمصالحة بين أبناء الشعب العراقي، ويؤدي إلى تعزيز وحدته الداخلية». أما المالكي فعبرعن تقديره لمواقف الملك عبدالله الثاني «الداعمة لتعزيز أمن واستقرار العراق»، مؤكداً «الحرص على تطوير العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين في شتى المجالات». إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي محادثات مع المالكي على انفراد وعقدا اجتماعاً موسعاً حضره أعضاء الوفدين. في بغداد، نقل بيان للحكومة العراقية عن العاهل الأردني قوله للمالكي : «نؤكد لكم دعمنا الكامل للعراق وللعملية السياسية والتجربة الديموقراطية. إن المملكة مفتوحة في كل الاتجاهات لخدمة العراق، ونحن حريصون على أمن واستقرار العراق وازدهاره وتوسيع التعاون والعلاقات الأخوية القائمة بين بلدينا». وكان لافتاً حضور زعيم كتلة الصدر البرلمانية نصار الربيعي ضمن الوفد المرافق للمالكي. وأشارت الأوساط السياسية في بغداد الى ان رئيس الوزراء يحاول طمأنة الأطراف العربية الى مستقبل تحالفه مع الصدر. على صعيد الأزمة الحكومية، قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» مساء امس ان قادة «الكتلة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي اتفقوا على دعم ترشيح القيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبد المهدي لمنصب رئاسة الوزراء. وأشارت المصادر الى ان الكتلة ستعقد مؤتمراً صحافياً اليوم في بغداد تعلن فيه موقفها الجديد. وجدد «المجلس» امس تاكيده عدم المشاركة في حكومة يرأسها المالكي ووصفها القيادي في «منظمة بدر» محمد مهدي البياتي بأنها «حكومة فاشلة»، فيما قالت مصادر ان المجلس يفضل أن يكون في المعارضة لاستعادة وزنه الشعبي الذي فقده بعد ان تحمل اخطاء الحكومة السابقة. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مئات من العراقيين الذين يقاتلون في صفوف قوات الصحوة التي تساند الجيش الأميركي، انشقوا وأعلنوا ولاءهم لتنظيم «القاعدة». وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الحكومة العراقية لم تكشف أسماءهم، وعن وعناصر سابقين وحاليين في «الصحوات»، انه رغم عدم وجود ارقام دقيقة، فإن مئات من هؤلاء المقاتلين، بينهم كثيرون اكتسبوا معرفة واسعة بطريقة العمل داخل الجيش الأميركي، انضموا الى صفوف «القاعدة». ورجح مسؤولون ان يكون آلاف من مقاتلي «الصحوات» الذين ما زالوا يتلقون اموالاً من السلطات العراقية، يساعدون المتمردين في شكل سري. وعزت هذه الانشقاقات، في جزء منها، الى حالة الإحباط من الحكومة ، خصوصاً ان عناصر «الصحوات» يعتبرونها مناوئة لهم، اضافة الى ضغوط تمارسها «القاعدة».