«كونوا صبورين، انتم على موعد مع مفاجأة في المباراة»، كانت هذه هي الكلمات التي صرح بها مدرب فريق النصر الكرواتي زوران ماميتش قبل مواجهة فريقه أمام غريمه التقليدي الهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد، مطلقاً تحدياً مبطناً لنظيره رامون دياز بتلك التصريحات المثيرة. وأوفى زوران بوعده ذاك، حينما دخل «دربي الرياض» بتشكيلة غير متوقعة على الإطلاق، وتحديداً الزج بلاعب خط الوسط العائد للتو من إصابة الرباط الصليبي إبراهيم غالب في القائمة الأساسية، وهو الذي لم يلعب سوى مباراة واحدة منذ عودته تمثلت في 20 دقيقة أمام الفتح، وأشرك زوران غالب في مركز قلب الدفاع، إضافة إلى إشراكه اللاعب سامي النجعي للمرة الأولى له هذا الموسم كلاعب أساسي. النصر نجح في انتزاع بطاقة التأهل من أمام غريمه، وقدم إحدى أبرز مبارياته من الناحية الفنية على صعيد التنظيم الدفاعي، والانتشار، ليجد بعد ذلك زوران الثناء من النقاد والخبراء بعد خطة مغايرة للمتوقع، وتكتيك مخالف دائماً لحدس المتابعين، ذلك لم يحدث فقط في مباراة الهلال الأخيرة، وإنما حدث في مباريات النصر جميعها أمام الفرق المنافسة وخلال المباريات الجماهيرية. البداية جاءت من مباراة الأهلي التي أبعد عنها زوران الثنائي عبدالله العنزي وحسين عبدالغني، وزج بلاعب الوسط عوض خميس في خانة الظهير الأيسر، كذلك في مباراة الاتحاد التي أشرك خلالها الشاب عبدالرحمن الدوسري ليعوض غياب الجبرين، وفي مباراة الشباب عاد للزج بالظهير أحمد عكاش، وشايع شراحيلي في خط الوسط، ومن ثم دخل بخطة جديدة أمام الهلال باستخدام أوراق مختلفة مثل عبدالرحمن الدوسري وحسن الراهب، ولم يثبت على ذلك في المباراة الأخرى أمام الهلال أيضاً، إذ قام بإشراك غالب، والنجعي، والسهلاوي. زوران لم يلعب بتشكيل ثابت خلال خمس مباريات كبرى، واستخدم 19 عنصراً في القائمة الأساسية فقط، بل إنه استبعد أبرز الأوراق لديه ممثلة في فيكتور أيالا أمام الهلال وسط استغراب من المتابعين، وسبق أن استبعد عبدالغني والعنزي والفريدي وهزازي وإيفان وتوماسوف وبرونو والسهلاوي والراهب من قائمة ال18 لاعباً لأسباب فنية وانضباطية.