شدّد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين على أن تجفيف بحيرة الصرف الصحي لم يكن على حساب تلويث مياه البحر كما أدعى البعض بأن محتويات ومخلفات البحيرة نقلت إليه مباشرة، مؤكداً أن هذا الادعاء عار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة وأن قطرة واحدة من البحيرة لم تضخ إلى البحر من دون معالجة ثلاثية (وهي أقصى درجات المعالجة)، لافتاً إلى أن عمليات المعالجة اقتصرت على ما يضخ وما يتم معالجتها في محطة المطار وهو جزء من كل، وأنها لا تشكل خطراً على البحر بتلويثه حتى وإن كانت ثنائية. و أكد خلال حفلة مشروع تجفيف بحيرة الصرف الصحي في محافظة جدة أنه لن يتوقف العمل عند التجفيف فحسب بل سيتواصل في استكمال منظومة خدمات الصرف الصحي في جدة وفق الخطط المرسومة والمدد الزمنية المحددة، إذ تم الانتهاء من عدد من هذه المشاريع، ويجري تسريع العمل في المشاريع المتبقية منها، إضافة إلى تطوير المشاريع الموجودة سابقاً. وأوضح أنه تم التشغيل التجريبي لمحطة المطار «1» لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة تبلغ 250 ألف متر مكعب في اليوم قبل الموعد المحدد بسنة كاملة، ما سيسهم في شكل كبير بتجفيف البحيرة من طريق ضخ ما يقرب من 30 ألف متر مكعب يومياً. وبشّر الوزير الأهالي بأنه سيبدأ العمل في تنفيذ التوصيلات المنزلية في الربع الأول من عام 2012، كما يجري العمل في استكمال تنفيذ محطة المعالجة «الخمرة 4» التي تصل طاقتها إلى 250 ألف متر مكعب، ومن المتوقع تشغيلها نهاية 2011، مبيناً أن هذه المحطات الجديدة ستعمل مع المحطات القائمة حالياً التي تم توسعة عدد منها مثل محطة الرويس والبلد والخمرة والصناعية، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطات الحالية من المياه المعالجة مجتمعة 643 ألف متر مكعب يومياً. وكشف الحصين تنفيذ وطرح عدد من المشاريع الخاصة بشبكات الصرف الصحي الرئيسة والفرعية، إذ تم الانتهاء من تنفيذ الشبكات الرئيسة للمنطقة الوسطى والوسطى الجنوبية، وإنجاز ما يزيد على 90 في المئة للمنطقة الشمالية الوسطى، إضافة إلى إنجاز أكثر من 50 في المئة من الشبكات الرئيسة للمنطقة الجنوبية في جدة، و20 في المئة من الشبكات الرئيسة لأبحر الشمالية، أما الشبكات الفرعية للأحياء الشمالية الوسطى والوسطى الجنوبية فقد تجاوزت نسبة الإنجاز فيها 56 في المئة، وتدرس الشركة حالياً المرحلة الخامسة من الشبكات الرئيسة في أقصى جنوب مدينة جدة. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم: «إن تعاون الجهات المختلفة ومنها أمانة جدة أسهم في إنجاز هذا المشروع خلال ثلاثة أشهر فقط أي قبل الموعد المحدد بتسعة أشهر، وقد استندت خطة تجفيف البحيرة على عدد من الحلول التي تم تطبيقها بالتوازي، إذ تم تشكيل فريق عمل من كفاءات الشركة يعمل على مدار الساعة لضمان إنجاز مهمة التجفيف بأسرع وقت، كما تم تسريع مشروع تشغيل محطة المطار «1» وكذلك المشاريع المصاحبة، مثل إيصال خط الأمانة للمحطة بسعة 30 ألف متر مكعب يومياً وكذلك تنفيذ مشروع الخط الناقل من البحيرة إلى محطة المطار بسعة 120 ألف متر مكعب يومياً وبقيمة إجمالية بلغت120 مليون ريال. وتابع: «تم تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة للأمانة في وادي العسلا بالطاقة القصوى، إضافة إلى الاستفادة الكاملة من محطات المعالجة القائمة التي طورتها الشركة خلال السنة الماضية، كما تم استغلال بحيرات التبخير بطريقة آمنة بيئياً، ومعالجة الحمأة وفق حلول عملية وآمنة». وأوضح أنه لضمان تسريع عملية التجفيف ومعالجة الحمأة تم ترسية عقدين بقيمة 96 مليون ريال، الأول عبارة عن عقد تنفيذ تجفيف البحيرة، ومعالجة وضع الحمأة وتحديد أفضل الطرق للاستفادة منها بقيمة 95 مليون ريال، والآخر يهدف إلى درس أوضاع البيئة في منطقة البحيرة واقتراح الإجراءات المناسبة لمعالجتها وتلافي أي انعكاسات سلبية على البيئة المحيطة.