استفاقت روسيا أمس، على كارثة جوية جديدة بعد تحطم طائرة نقل من طراز «توبوليف 154» تابعة لوزارة الدفاع، ومقتل 92 شخصاً على متنها، من بينهم عسكريون وصحافيون وأعضاء فرقة موسيقية عسكرية، كانوا في طريقهم إلى قاعدة «حميميم» الروسية قرب اللاذقية، ما عزز انتشار نظرية «لعنة حلب» التي باتت تلاحق الطيران الروسي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار بعد دقائق على إقلاعها من مطار قرب سوتشي منتجع الرئيس فلاديمير بوتين على البحر الأسود. ورجح الخبراء أن تكون تعرضت لخلل فني مفاجئ فشل طاقم الطائرة في مواجهته. واتصل الرئيس السوري بشار الأسد ببوتين معزياً بضحايا الطائرة باعتبارهم «أصدقاء أعزاء أتوا ليشاركونا وأهل حلب فرحتهم بالنصر والأعياد»، وأكد مواصلة الطرفين «الحرب على الإرهاب لنرسي معاً أسس استقرار وأمان وسلام لبلدينا وللبشرية». ودلت المعطيات الأولى على أن الطائرة بدأت بالتفكك وهي في الجو، وسقطت أجزاء هيكلها على مراحل، خلال ما رجح المحققون أنه مناورة حاول الطيار القيام بها للعودة إلى المطار. وعثرت فرق الإنقاذ على أجزاء من هيكلها على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر من الشاطئ، فيما عثرت على متعلقات للركاب وانتشلت عشرة جثامين على مسافة تراوح بين 5 و6.5 كيلومتر. وأعلنت وزارة الطوارئ أن فرق الإنقاذ تعمل في دائرة يزيد قطرها على 10 كيلومترات. وتكمن خطورة الإشارة إلى تفكك الطائرة في الجو ومعلومات تداولتها وسائل الإعلام الروسية عن انتشار حطامها على مساحة واسعة، في أن ذلك «يرجح نظرية تفجير» على متنها، لكن أجهزة التحقيق استبعدت «العوامل الخارجية» على رغم أنها أكدت «درس كل الاحتمالات»، وشددت على أن «النظرية المرجحة هي وقوع خلل فني كبير ومفاجئ». ولفت خبراء إلى أن الطائرة المصنوعة في العام 1983 وأخضعت لصيانة شاملة قبل سنتين، ربما تكون وصلت إلى حال لا تسمح بتشغيلها. وبرزت دعوات أمس، إلى وقف تحليق هذا الطراز من الطائرات السوفياتية الصنع التي ما زالت تستخدم بكثافة في المجالين المدني والعسكري، لكن وزارة الدفاع حذرت من التسرع في إصدار قرار مماثل. وانطلقت الطائرة من مطار عسكري قرب موسكو في وقت مبكر أمس، وتوقفت في سوتشي على البحر الأسود للتزود وقوداً، قبل أن تستأنف رحلتها الأخيرة. وكان على متنها، إضافة إلى أفراد الطاقم الثمانية، 84 راكباً، من بينهم 8 عسكريين بعضهم يحمل رتباً بارزة، وموظفان مدنيان بارزان في وزارة الدفاع أحدهما رئيس إدارة الشؤون الثقافية. كما أقلت تسعة صحافيين يمثلون ثلاث محطات تلفزيونية روسية بينها محطة «زفيزدا» التابعة للجيش و64 من أعضاء فرقة موسيقية كانت تستعد لتقديم عروض في «حميميم» ليلة رأس السنة الميلادية. وأعاد الحادث التذكير بما وصف بأنه «لعنة الحرب في سورية» التي أصابت الطيران الروسي، إذ لم يسبق أن وقعت موجة حوادث طيران متلاحقة كما حدث خلال العام الأخير، فبعد حادثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء التي رُبطت بالملف السوري وبرزت نظرية تفجيرها بقنبلة، أتى إسقاط مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29» على الحدود السورية – التركية، مقدمة لسلسلة حوادث متتالية، بينها سقوط 6 طائرات ومروحيات عدة نتيجة تعرضها لإطلاق نار من الأرض في سورية أو لأعطال فنية، وتحطمت مقاتلة حديثة من طراز «سوخوي 33» وأخرى من طراز «ميغ 29» أثناء محاولتهما الهبوط على سطح حاملة الطائرات الروسية «أميرال كوزنيتسوف».