استأنفت الحكومة الاسرائيلية نشر العطاءات الاستيطانية امس بعد توقف استمر عاماً، وطرحت مناقصة لبناء 238 وحدة سكنية جديدة في حييْن استيطانيين في القدسالمحتلة، وهي خطوة اعلنت اسرائيل انها تمت بتنسيق تام مع الادارة الاميركية، فيما دانتها السلطة الفلسطينية، متهمة الحكومة الاسرائيلية ب «قتل» فرص استئناف مفاوضات السلام. في هذه الاجواء، لم يستبعد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين ومنحها مقعدا في الاممالمتحدة. وكانت وزارة الاسكان الاسرائيلية طرحت المناقصة في حييْ «بسغات زئيف» و«راموت» الاستيطانيين في القدسالشرقية. وقال موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» على الانترنت ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو صادق في وقت متقدم ليل الخميس - الجمعة على البناء. واكدت مصادر حكومية اسرائيلية ان قرار البناء اتخذ بعد «تنسيق تام» مع الادارة الاميركية التي اطلعت على الخطة منذ المراحل الاولى، مضيفة ان واشنطن نجحت في اقناع نتانياهو بخفض عدد هذه المساكن من 600 وحدة لتفادي نسف المفاوضات، كما انها حاولت الضغط لارجاء نشر العطاءات، لكن نتانياهو رفض ذلك. واوضحت الصحيفة ان وزارة الاسكان تعتزم خلال الاسابيع القليلة المقبلة نشر عطاءات لبناء 400 مسكن جديد في مستوطنة «هارحوما» (جبل او غنيم) في القدسالمحتلة، مضيفة ان نتانياهو رفض نشر عطاءات للبناء في الضفة الغربية ريثما يتبين مصير المفاوضات. في هذه الاجواء، اكد وزير الخارجية المصري لنظيرته الاميركية هيلاري كلينتون خلال لقائهما في بروكسيل ان «المساعي والمناورات التي يلجأ اليها البعض على الجانب الاسرائيلي لن تفلح في فرض حلول مرفوضة على الفلسطينيين»، مطالباً اياها بتكثيف الجهد الاميركي قبل انعقاد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الشهر المقبل للنظر في البدائل المطروحة للتحرك في حال استمرار الاستيطان. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن ابو الغيط قوله: «ربما نلجأ الى المجتمع الدولي لنقول له، فلتعترف بالدولة الفلسطينية، ليس فقط ان تعترف بها، لكن ان تمنحها مقعدها الشرعي في الجمعية العامة» للامم المتحدة. من جانبه، سارع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى التنديد بشدة بالقرار الاسرائيلي، معتبرا في بيان ان نتانياهو اعلن «تفضيله المستوطنات على السلام». ودعا في تصريح الى وكالة «فرانس برس» امس «الادارة الاميركية الى تحميل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية انهيار المفاوضات وعملية السلام بسبب الاصرار على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات»، معتبرا ان القرار الاسرائيلي «رد واضح على كل الجهود الدولية، خصوصا الجهود الاميركية لاستئناف المفاوضات».