أخفق المتنافسون في «أولمبياد الرياضيات»، التي تنظمها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في إحراز المركز الأول. وقررت الجامعة، التي تنظم المنافسة للسنة الرابعة على التوالي، حجب جائزة المركز الأول، فيما قلد مديرها الدكتور خالد السلطان، مساء أول من أمس، الفائزين بالمركزين الثاني والثالث ميداليتين «فضية» و«برونزية». وعزت الجامعة حجب المركز الأول هذا العام، إلى «عدم حصول أيّ من الطلاب المتسابقين على الدرجة المطلوبة لهذا المركز، والذي حقق أعلى درجة فيه على الإطلاق منذ انطلاقة «الأولمبياد» قبل ثلاثة أعوام، وائل الغامدي، الذي توج العام الماضي بالميدالية «الذهبية». وكرم السلطان، في احتفالية أقامتها الجامعة، الطلاب أصحاب المراكز العشر الأولى، وقدم لهم دروعاً تذكارية، وشهادات تقديرية، ومكافآت مالية. وقلد أحمد إبراهيم الميدالية «البرونزية» لتحقيقه المركز الثالث، فيما قلد أحمد أبوالمعاطي ب«الفضية» لتحقيقه الثاني. وقدم السلطان الدعوة للطلاب العشرة الفائزين، إلى الالتحاق في الجامعة، مشترطاً أن «يحققوا نسبة تزيد على 90 في المئة في الثانوية العامة»، مبيناً أن هذا الشرط «ينطبق على جميع الفائزين في السنوات الماضية». وأضاف أن «القبول سيكون فورياً للسعوديين منهم. فيما ستسعى الجامعة لإيجاد فرصة للفائزين من غير السعوديين، ليجدوا مكاناً لهم في الجامعة». وثمن دعم جامعة «الملك عبدالله للعلوم والتقنية»، وشركة «الاتصالات السعودية»، لرعايتهما «الأولمبياد». وأوضح أن هذا الدعم يأتي ضمن «جهود الجميع في خدمة المجتمع، التي أثمرت عن توقيع اتفاقات تفاهم، لدعم البرامج العلمية والبحثية والاجتماعية». وبين أن المنافسة «اقتصرت في بدايتها على طلاب المنطقة الشرقية السعوديين الذكور، ليتنافسوا في مقر الجامعة، كمركز وحيد آنذاك. بينما وصلت الآن إلى سبعة مراكز، تغطي مناطق المملكة، ليتنافس فيها الطلاب والطالبات من السعوديين وغير السعوديين»، مشيداً باهتمام أولياء الأمور في «الأولمبياد». وأكد السلطان أن «الجامعة تسعى إلى تقديم المسابقة في شكل أفضل كل عام، وقد استعانت بعدد من أبرز علماء الرياضيات على مستوى العالم، لتقديم برامجهم التدريبية والتطويرية، فيما يعود على المسابقة في شكل مباشر، وينعكس على المجتمع بصفة عامة»، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام في علم الرياضيات، والذي «يُعد المؤشر الحقيقي لمستوى الطلاب، والرافد الذهني الأكبر للتطوير الذاتي وزيادة المدارك واستيعاب العلوم الأخرى». بدوره، أوضح رئيس اللجنة المنظمة ل«أولمبياد» الدكتور حسين العطاس، أن «أولمبياد الرياضيات الذي تنظمه الجامعة، هو أول مسابقة من نوعها في المملكة، تقام بين طلاب المرحلة الثانوية في المناطق كافة». واعتبر الرياضيات «إحدى لغات العلم الأساسية، وواحدة من ركائز المجتمع الحضاري في عالم اليوم. ويعتبر التقدم فيها ضمن أهم مميزات الأشخاص الموهوبين، وتتضح هذه الموهبة عادة في السنوات المبكرة من العمر، وتحتاج إلى المزيد من الصقل والتدريب في وقت مبكر». كما اعتبر «النجاح الذي تحقق للمسابقة في شكل مطرد، يعكس ما قامت الجامعة على الإعداد له في شكل مقنن ومحكم، يهدف إلى بناء الطلاب في شكل صحيح، ودعم التنافس العلمي في شكل تفخر الجامعة للعام الرابع بما تحقق، وتعمل على تطويره واستمرارية نجاحه». وأبان أن منافسات «الأولمبياد» تهدف إلى «تعزيز موهبة الرياضيات لدى النشء، وزيادة القدرة على حل المسائل الرياضية، وتشجيع الموهوبين، وإطلاق متعة الاهتمام والاكتشاف في الرياضيات. كما يهدف إلى تقديم خبرات تختلف عما يُقدم في المدارس الثانوية، في ما يتعلق بحل المسائل الرياضية». يُشار إلى «أولمبياد» هذا العام شهد مشاركة أكثر من ثلاثة آلاف طلاب، تأهل منهم إلى المرحلة النهائية 114 طالباً. وأقيمت المنافسة في سبع مدن سعودية، هي: الظهران، والرياض، وجدة، الأحساء، والقصيم، والمدينة المنورة، وأبها. وطرح في هذه المرحلة ستة أسئلة تحريرية في مواضيع الجبر، والهندسة، ونظرية الأعداد والتباديل والتوافيق، وكانت الأسئلة مرتبة من الأسهل إلى الأصعب. والدرجة الكلية هي 42، واستغرق الاختبار خمس ساعات، وانقسم إلى مرحلتين». وكان الفائزون في «الأولمبياد» هم أعلى 10 مشاركين، ممن اجتازوا المرحلة الثانية».