لندن - أ ف ب، يو بي آي - حذر مسؤول جهاز الاستخبارات الإلكترونية البريطاني ايان لوبان أمس، من امكان تعرض بلاده لهجمات عبر الإنترنت يمكن ان تلحق اضراراً ببنيتها التحتية الحساسة مثل شبكات الكهرباء وخدمات الطوارئ ووسائل النقل. وحذر لوبان، المسؤول عن الهيئة المكلفة مراقبة الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية وغيرها من الاتصالات في العالم، في خطاب علني نادر له ألقاه في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، من ان اجهزة الطوارئ والشبكات الإلكترونية باتت مهددة بهجمات نظراً الى التطور السريع لشبكة الإنترنت. وقال: «الخطر حقيقي وذو صدقية»، مشيراً الى ان نحو الف رسالة الكترونية «خبيثة» تستهدف شهرياً شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة. كما تتعرض حقوق الملكية الفكرية للسرقة على نطاق واسع، ويتعلق بعضها بمسائل الأمن القومي». ويقف ارهابيون وعصابات للجريمة المنظمة وحكومات اجنبية معادية وراء هذه الرسائل التي تشكل تهديدات حقيقية وذات صدقية، وتتطلب رداً سريعاً». وأعلن ان الازدهار الاقتصادي للبلاد في المستقبل يعتمد على ضمان التصدي للتهديدات من طريق الإنترنت والتي تمثل فرصة لدول معادية ومجرمين. وأوضح لوبان إن مهمة جهازه المرتبط بجهازي الاستخبارات الداخلية (ام اي 5) والاستخبارات الخارجية (ام اي 6) «لا تقتصر على جمع معلومات استخباراتية، وإذ يضطلع أيضاً بدور أمني يُعرف باسم أمن المعلومات، ورصد وقوع اضطراب كبير في أنظمة الكمبيوتر الحكومية سببته فيروسات الإنترنت المتعمدة، والتي التُقطت من طريق الخطأ». ودعا لوبان الحكومة الى البحث عن قدرات التطوير المطلوبة من اجل مواجهة هذه التهديدات. على صعيد آخر، حذر المارشال تيموثي أندرسون رئيس هيئة الطيران العسكري البريطاني من أن بلاده ستتعرض لهجمات ارهابية إذا سارت الحكومة الائتلافية قدماً في تنفيذ خططها الرامية إلى تقليص سلاح الجو الملكي، والتخلص من عدد كبير من مقاتلاته بحجة خفض انفاق الدفاع. وقال المارشال اندرسون لصحيفة «ديلي تلغراف» إن «تقليص حجم سلاح الجو الملكي البريطاني يمكن أن يترك بريطانيا غير قادرة على الدفاع عن مجالها الجوي ومواجهة الأخطار من دول معادية، أو تنفيذ حملات عسكرية في الخارج. كما انها لن تستطيع الاستجابة بفاعلية لهجوم ارهابي على غرار اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001». ودافع رئيس هيئة الطيران العسكري بقوة عن سلاح الجو البريطاني، وشدد على أنه يضطلع بدور مهم في الحملة الأفغانية على الأقل، «اذ يوفر النقل والقدرة على التحرك التكتيكي داخل مسرح العمليات، فضلاً عن عمليات المراقبة والاستطلاع المستمرة والدعم المباشر للقوات البرية خلال المعارك التي تخوضها ضد مقاتلي حركة طالبان». وأضاف أن قوة الرد السريع للمقاتلات من طراز «تافيون» و «تورنادو» تمثل أمراً حيوياً للأمن القومي لبريطانيا، «استناداً إلى طبيعة التهديدات التي لا يمكن التنبؤ بها في المستقبل، وتوجه الدول المعادية إلى الاستثمار بكثافة في القوات الجوية، على رغم الاقتراحات التي يطلقها المنظرون الهواة من على كراسيهم». مجلة «القاعدة» الى ذلك افادت الصحيفة ذاتها بأن تنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن أصدر العدد الثاني من مجلة الكترونية تمنح ارشادات لعناصره عن كيفية قتل اعداد كبيرة من الأميركيين، وبينها قسم مخصص لقتل الناس باستخدام شاحنات مفخخة صغيرة. وتضمنت مجلة «إلهام» الإلكترونية التي يعتبرها البعض «جزءاً من الدعاية الغربية السوداء المضادة للقاعدة» 74 صفحة، بينها مقدمة كتبها بن لادن تحض على الجهاد الفردي لقتل الأميركيين والغربيين، وتشير الى أن «القاعدة» ابتعد عن شن عمليات ارهابية كبيرة بسبب سهولة احباطها من قبل وكالات الاستخبارات الغربية، واتجه نحو تنفيذ عمليات ارهابية فردية. وعرضت المجلة في مقال بعنوان «آلة الحصاد المطلقة» افكاراً عن العمليات الإرهابية التي ينفذها رجل واحد، مثل ربط شفرات حادة أمام شاحنة صغيرة ثم استخدامها لقتل مارة، وقيادة الشاحنة بأقصى سرعة ممكنة مع التحكم بها لتحقيق «أقصى قدر من المذبحة»، وتنفيذ هذه العملية في مكان يوجد فيه أكبر عدد من المشاة وأقل عدد من المركبات». وكشفت «ديلي تلغراف» ان المجلة ينتجها أميركيون عرب انضموا إلى «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقراً له. ويعتبر الإمام اليمني الأميركي الأصل أنور العولقي مرشدهم الروحي، والذي يعتقد بأنه العقل المدبر لمحاولة تفجير طائرة فوق مدينة ديترويت الأميركية في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتواصل عبر البريد الإلكتروني مع الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الأميركي نضال حسن الذي قتل عدداً من زملائه في قاعدة عسكرية أميركية نهاية العام الماضي ايضاً. وأشارت إلى أن مجلة «القاعدة» تعرض خياراً آخر هو استخدام اسلحة نارية شخصية بشكل عشوائي في مطعم مزدحم في العاصمة الأميركية واشنطن خلال ساعة الغداء، «لأن ذلك سيقتل بعض مؤيدي الإدارة الأميركية». ونقلت الصحيفة عن مقالات في المجلة انه «لم يعد يمكن العمل استناداً الى أساليب النموذج القديم وعبر التنظيمات السرية الإقليمية التي جرى تفكيك غالبيتها عبر الحملات الأميركية التي تلت اعتداءات 11 أيلول». وأضاف المقال: «نحتاج إلى تركيز بحوثنا على طرق الجبهات المفتوحة، والعمليات الجهادية الفردية».