كشفت اختصاصية الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتورة أميرة جمال انتشار الأمراض الجلدية، خصوصاً حساسية الجلد والبشرة في منطقة مكةالمكرمة بشكل كبير، نتيجة التلوث البيئي المحيط بالمنطقة، مؤكدة أن نوعية البيئة تسهم في انتشار مثل هذه الأمراض أكثر من غيرها، مشددة على أهمية شرب الماء وبكثرة ووجوب الابتعاد عن الوجبات السريعة وتجنب أشعة الشمس، في الوقت الذي حذرت فيه من عدم استعمال أي كريم أو دواء للبشرة عموماً قبل مراجعة الأطباء المختصين في الأمراض الجلدية، درءاً لحدوث أي مضاعفات سالبة على الجسم وبشرته. و قالت ل «الحياة»: «بناءً على عملي أجد أن الأمراض الجلدية، خصوصاً حساسية الجلد وحب الشباب، ظاهرة تنتشر في منطقة مكةالمكرمة، كما تتزايد في فترة وجيزة أكثر من غيرها من مناطق وبلدان أخرى، وهما لهما علاقة بعوامل الطقس ونسبة الرطوبة العالية، وقد تكون للإصابة بهما أسباب وراثية». وأضافت: «من المؤكد أن التلوث عامل مؤثر في ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض الجلدية، كما أن أشعة الشمس قد تكون صحية لكن لبعض الوقت ولسن معينة، إذ إنها تتسبب في حساسية الجلد بشكل كبير، و إثارة الحبوب، ولا بد من الوقاية منها، كما أن بعض السيدات يعتقدن بأنهن لا يتعرضن لها، وذلك بسبب ارتدائهن العباءة والحجاب، أو لأنهن لا يمشين تحت أشعتها مباشرة فترات طويلة، في الوقت الذي تصل فيه أشعتها بشكل كبير من دون علمهن، على اعتبار أن اللون الأسود جاذب للأشعة أكثر من غيره من الألوان الأخرى»، منوهة الفتيات والفتيان باستخدام أنواع من الكريم الواقي من أشعة الشمس، بعد عرض أنفسهم على أطباء متخصصين لمعرفة الأنواع الملائمة لبشرتهم، إذ أن لكل بشرة نوعية معينة من الكريمات تختلف فيها البشرة الدهنية عن الجافة، والسمراء عن البيضاء. ولم تقتصر محذرات الدكتورة جمال على عوامل المناخ والتعرض للشمس فحسب، بل لفتت إلى أن نوعية الغذاء أيضاً عامل مؤثر على تحسن البشرة أو إصابتها بأنواع من الأمراض. وفي هذا الصدد قالت: «لاحظت كثرة اعتماد غالبية الأسر على الوجبات السريعة والأطعمة المعدة في الأسواق»، مشيرة إلى أنها تحوي نسباً عالية جداً من الدهون، ما يتسبب في ظهور حبوب دهنية لدى البعض، خصوصاً الشباب. وزادت «أجد أن كثيراً من الناس لا يهتمون بمعرفة الأطعمة التي قد تضرهم»، داعية إلى إجراء فحوصات للتأكد مما إذا كانوا يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة أم لا، وما هي الأنواع التي تسبب أضراراً لبشرتهم وجلودهم عموماً. وليس ببعيد عن متناول الناس الماء الذي أكدت الدكتورة جمال أهميته القصوى في الوقاية من حساسية الجلد والمحافظة على البشرة، إذ عددت له فوائد عظيمة لكامل أعضاء الجسم، خصوصاً البشرة، منوهة: «لا بد من شرب الماء وبكثرة، فهو يصفي البشرة وينقيها تماماً من الدهون والحبوب التي تظهر في الوجه، خصوصاً التي تكون في الجبين، إذ يجب شرب كأسين كبيرين من الماء في الصباح الباكر، مع استخدام نوع من الكريمات الواقية من الشمس بوصفة طبية، محذرة من أن لأدوية البشرة مضاعفات جانبية أكبر من العقاقير التي تستخدم في معالجة الأمراض الأخرى، بل قد تكون سالبة جداً على صحة الشخص في حال استخدامها بطريقة خاطئة أو من دون استشارة طبيب». ولخصت جمال نصائحها في وجوب تنظيم الطعام وتناول الوجبات مع الابتعاد عن السريعة والمليئة بالدهون منها، إضافة إلى الإكثار من شرب الماء الصحي وتناول الأطعمة الغنية بالخضراوات، إلى جانب تناول أنواع الفاكهة كافة.