هدد أهالي حي المِزرع في محافظة العقيق بمقاضاة فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة الباحة في حال لم يضع حداً لحال الغياب المتكرر الذي ظل يمارسه إمام مسجد الحي الذي يتسع ل500 مصلٍ. ويتهم أهالي الحي (المزرع) «الشؤون الإسلامية» بمحاباة إمام مسجدهم، بعد ما أيقنت بتجاهلها للشكاوى المرفوعة لها ضد الإمام متظلمين فيها من كثرة غيابه عن الجامع الموكل له، معللين تجاهل «القائمين على فرع الوزارة» إلى كون الإمام المذكور يعمل قاضياً في المحكمة الجزئية في منطقة الباحة (فضلوا عدم ذكر اسمه)، مهددين برفع قضية إن لم تتدخل وتنهي موضوع الشكوى التي تحدث في أحد أكبر المساجد في المحافظة». وأكد المواطن منصور الغامدي ل«الحياة» استمرار معاناة أهالي الحي مع قضية الإمام منذ ما يقرب من العامين، ناصحاً إياه بإفساح المجال لغيره ممن يستطيعون أداء هذه المهمة التي تتطلب (على حد وصفه) الالتزام الذي لم يكن باستطاعة من يعمل قاضياً الوفاء به. وفي هذا السياق، كشف الغامدي عدم نظر فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة الباحة في أكثر من خمس شكاوى قدمت له ضد المتغيب عن عمله (الخطيب)، «بل قابلها بالتجاهل التام». وقال: «عند تأكد أهالي الحي من عدم تجاوب فرع الوزارة مع تلك الاحتجاجات رفعوا شكوى إلى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في غرة شهر رجب الفائت، تجاوب معها الوزير بيد أنه طلب إيضاحاً من وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري الذي طالب من جانبه فرع الوزارة في الباحة بإيضاح تداعيات القضية كافة». وأضاف: «بعد هذه الشكوى التي عانينا قبلها فترة عامين، انتظم الإمام المتغيب خلال شهر رمضان المنصرم فقط وبعده لم نره»، موضحاً أن انتظامه في رمضان تزامن مع وجود مندوب الوزارة في المنطقة وحينما ذهب المندوب تبعه الخطيب مباشرة. من جهته، أكد محمد عوضة فهد، أنه نتيجة لغياب هذا الإمام فإن أهالي حي المزرع صلوا 15 جمعة كصلاة ظهر، ما اضطرنا إلى اللجوء لحل لا أرى جدواه، وهو أن يقرأ أحد الموجودين إحدى المطويات الموجودة في المسجد وإقامة الصلاة بعد ذلك. وفي تصرف أثار حنق الأهالي أبانوا ل «الحياة»، أن الخطيب المذكور أجبر في إحدى المرات أحد الأهالي الذي بدأ في إلقاء الخطبة على إنزاله من المنبر، ليكمل هو الخطبة. وزاد أحد أهالي حي المزرع عمير عبدالله: «إن قاطني الحي طالبوا فرع الوزارة في الباحة بإيجاد خطيب بديل، بيد أنها كانت تفضل الصمت في كل مرة، ما اضطرهم في نهاية المطاف إلى طرح مجموعة من الأسماء على فرع الوزارة أملاً في التغيير وفي كل مرة كانت الوزارة تتفنن في الاعتذار عمن رشحناهم لها». وأردف: «حتى لا يظن البعض أننا نود أن نغير خطيب الجامع مستغلين غيابه فإني أقترح عليها تعيين أي اسم من قبلها، إذ إن حلمنا لا يتعدى أن نتمكن من أداء صلاة الجمعة من دون أن تصبح ظهراً لغياب الخطيب أو في أفضل الأحوال نصلي الجمعة على خطبة «من مطوية» ربما تكون عن فضل ليلة القدر ونحن في شوال». من جانبه، فضل مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ناصر مسفر بدران أن يأتي الرد مباشراً من الخطيب (القاضي المذكور) مكتفياً بالقول: «أفضل أن يتم الاتصال على الشيخ لاستفساره عن هذا الموضوع». بدورها، اتصلت «الحياة» بخطيب جامع المزرع المتهم بالغياب من أهالي الحي (أثناء عمله في المحكمة الجزئية، فضل عدم ذكر اسمه)، إذ أبان أنه لم يحدث أن تغيب عن المسجد، وأنه في حال كان هناك خلل (بحسب وصفه) فإن ذلك لا يتحمله شخص أو اثنان في فرع الوزارة في الباحة بل أكثر من ذلك، إذ إن «الفرع» لم يكلف خطيباً ينوب عنه أثناء إجازته التي استمرت لمدة شهر كانت هي فترة غيابه عن إمامة المصلين في المسجد، ملقياً بالمسؤولية كاملة على عاتق فرع الوزارة الذي ترك المسجد بلا خطيب مناوب.