برلين، واشنطن – أ ب، أ ف ب، يو بي آي – كشف مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الألمانية والأوروبية أن ثلاثة أعضاء في خلية «جهادية» سبق أن غادروا مدينة هامبورغ الألمانية إلى مناطق القبائل شمال غربي باكستان للتدرب على القتال عادوا إلى ألمانيا أخيراً، ويتنقلون فيها بحرية، بعدما جرى تجنيدهم في مسجد «طيبة» الذي كان ارتاده المصري محمد عطا، أحد منفذي هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأبلغ المسؤولون محطة «سي أن أن» أن بقية أفراد الخلية الذين يعتقد بأنهم ما زالوا في المناطق الحدودية بين باكستانوأفغانستان على صلة بمخطط تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات في أوروبا، والذي تسبب في صدور تحذيرات أميركية من السفر إلى دول القارة. وأشار هؤلاء الى أن الثلاثة الذين عادوا الى ألمانيا «لا صلة لهم بالمخطط، لكنهم يلتزمون الفكر الجهادي الدولي للقاعدة»، علماً أن مصادر باكستانية أكدت الاثنين الماضي مقتل ثمانية ألمان في غارة جوية نفذتها طائرة استطلاع أميركية بلا طيار على إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان. ولم يستطع هؤلاء الثلاثة الوصول الى باكستان خلال محاولتهم الانتقال إليها من دول خليجية أو عبر إيران براً، إذ أوقفت الشرطة الألمانية محمد المحمدي الإيراني الأصل، في مطار فرانكفورت، ثم أفرجت عنه من دون توجيه اتهامات رسمية، فيما رحلت السلطات الباكستانية كلاً من ألكسندر يانزين ومايكل ويلنغر، وهما ألمانيان اعتنقا الإسلام، من كراتشي التي وصلا إليها من قطر حيث ضبطت في حوزتهما مواد ومنشورات «جهادية». وعرض ويلنغر تقديم روايته للأحداث في مقابل أموال، في حين تعذر العثور على عنوان سكنه لمحمدي، ورفض يانزين التحدث. وكان موقع إسلامي على الانترنت أكد الخميس مقتل ألماني إيراني الأصل يُدعى شهاب دشتي ويعرف باسم «أبو عسكر الألماني»، يُشتبه في أنه كان جزءاً من مخطط «القاعدة» لشن هجمات في أوروبا، في غارة أميركية داخل الأراضي الباكستانية، مشيراً الى انه قضى مع ثلاثة «جهاديين» آخرين في موقع أقام فيه مقاتلون ألمان وطاجيك في «القاعدة». على صعيد آخر، أبعدت الولاياتالمتحدة الكندي المولود في الصومال محمد ورسام بعد اعترافه بالمشاركة في معسكر تدريب لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وتأكيده أنه التقى زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وقال مدير الأجهزة الأميركية للجمارك والهجرة جون مورتون: «لا تتسع بلادنا لأشخاص ينادون بالعنف من خلال انضمامهم ودعمهم وتآمرهم مع إرهابيين»، علماً أن ورسام (37 سنة) كان يتابع دروساً في الكلية التقنية بمينابوليس قبل اعتقاله في كانون الأول (ديسمبر) 2003، ثم دين في العام التالي بالسجن حوالى ثماني سنوات لاعترافه بتقديم دعم مادي الى إرهابيين. وتوجه ورسام الى أفغانستان في آذار (مارس) 2000 حيث أمضى من ثلاثة الى خمسة شهور، وانضم بحسب الأجهزة الأميركية الى معسكر للتدريب قرب كابول، وانتقل منه الى معسكر الفاروق للتدريب حيث التقى بن لادن، ثم قاتل الى جانب حركة «طالبان». على صعيد آخر، علق قاضٍ ينظر في قضية خلية متهمة بمحاولة تفجير كنيس ومركز لليهود في نيويورك مشاورات بدأتها لجنة محلفين قبل أيام، بحجة اكتشاف وثيقة سبق أن رفضت المحكمة اعتمادها كدليل في القضية. وأوضحت محطة «سي أن أن» أن الوثيقة عبارة عن تفريغ لمكالمة هاتفية بين أحد المتهمين ووالده حصلت بعد اعتقاله في هذه القضية المعقدة التي تشمل أيضاً اتهامات للخلية بمحاولة امتلاك صواريخ أرض جو، واستخدامها لإسقاط طائرات في نيويورك. وطالب القاضي أعضاء لجنة المحلفين بالمثول أمامه والإدلاء بشهاداتهم حول الوثيقة. وأكد بعضهم انه قرأ مضمونها وناقشه مع زملائه، ما قد يجعله يتأثر بما جاء فيها في إصدار حكمه. لكن المحكمة طلبت منهم تجاهل ما جاء في الوثيقة والعودة للمداولات بدءاً من الثلثاء. واعتقلت الشرطة الأميركية أفراد الخلية المؤلفة من أربعة أشخاص هم جيمس كروميتي وديفيد ويليامز وأونتا ويليامز ولاغوري باين، واتهمتهم بالتخطيط لزرع مواد متفجرة قرب كنيس يهودي في منطقة ريفيرديل ببرونكس في نيويورك في أيار (مايو) 2009. وقدم الادعاء خلال المحاكمة شهادة لعميل سري يدعى شهيد حسن كان اندس ضمن المجموعة لمحاولة إقناعهم بأنه عضو في جماعة متشددة باكستانية، واستدراجهم لكشف مخططاتهم. وهو نجح في تسجيل مناقشات استمرت لساعات شرح فيها أفراد المجموعة خططهم لشن هجمات على الأراضي الأميركية. وثلاثة من الرجال الأربعة أميركيون بينما الرابع مواطن من هايتي.