يقيم الفنان الفرنسي من أصل مصري ناصر مارتان غوسيه (45 سنة) في مدينة ليون الفرنسية، حيث تعلم المسرح والرقص وأخرج العديد من النصوص الكلاسيكية والحديثة. وطافت أعماله مهرجانات كبيرة في أوروبا وكندا، إلى أن قرر خوض تجربة المسرح الاستعراضي الراقص والإفادة من الدروس التي تلقاها في فن الرقص ليقدّم أعمالاً تدمج بين التمثيل والرقص في أعمال طريفة يتخللها عنصر ثالث هو السينما. وهكذا بدأ غوسيه نشاطه الجديد عام 2006 بمسرحية راقصة عنوانها «بيبلوم» تدور أحداثها أيام الرومان وتروي الأساطير الإغريقية مثل هرقل وزوس والحوريات. وتخصصت هوليوود في خمسينات القرن العشرين وستيناته، في إنتاج هذا اللون السينمائي بغزارة. وتدور حبكة «بيبلوم» الراقصة حول مغامرات هرقل الرجل ذي القوة الخارقة الذي يواجه الأسد والكائنات الأسطورية الغريبة الأشكال وأعداءه بشجاعة ويتغلب على الجميع، ولكنه لا يقبل حب المرأة التي لا ترى سواه، كي يتفرغ فقط الى بطولاته في سبيل الفقراء وعامة الشعب. وقد نقل غوسيه هذه الحكاية من خلال باليه راقص أخرجه ببراعة ومثّل فيه الدور الرئيس وأبرز في ختامه الناحية المصرية من شخصيته، فأتى بالملكة كليوباترا فوق المسرح في تكريم للنجمة الهوليوودية إليزابيث تيلور التي أدت شخصية كليوباترا في الفيلم الحامل للعنوان ذاته في عام 1963، وكل ذلك على أنغام الموسيقى التصويرية الأصلية للفيلم المذكور. وفي عمله الاستعراضي الذي يقدمه حالياً في ليون بعنوان «باسيفيك» يستوحي غوسيه من أفلام الجاسوسية والمغامرات لا سيما العميل السري جيمس بوند، فيبرهن للمشاهدين أنه حفظ كل أفلام بوند عن ظهر قلب وفكر في كيفية تحويل المشاهد التقليدية فيها التي تخص علاقة العميل السري بالجنس الناعم أو مطاردته للأشرار أو تبديل الحقائب المتشابهة في المطارات، إلى تابلوهات راقصة مثيرة للضحك وكاتمة للأنفاس في آن، مستخدماً الموسيقى الصاخبة المشابهة كثيراً لتلك التي تميز أفلام بوند. ويمنح غوسيه لنفسه في كل أعماله، الدور الأول متمادياً في استعراضه الجديد إلى حد تقمص العديد من الشخصيات مثل الشرير وموظف المطار وحتى الحبيبة الولهانة، فهو خبير في التنكر السريع في الكواليس والعودة الى المسرح في شكل مختلف يصعب على المشاهد تحديد معالمه، والدور الوحيد الذي يحب أن يظهر فيه غوسيه بطريقة يتعرف من خلالها جمهوره إليه هو البطل، أي بوند في ما يخص الاستعراض الحالي. ولا يعني الأمر أن الفرقة التي يديرها غوسيه لا تضم غيره من الفنانين، فهي فرقة كبيرة يشرف عليها غوسيه بدقة، ويحرص على أن تقدم عروضها فوق مسارح ضخمة وفي وسط ديكورات هائلة مكلفة.