أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن جهود بلاده والسعودية «مستمرة» لتحقيق الاستقرار في لبنان، مشيراً إلى تأكيد الرئيس بشار الأسد قبل يومين أن الوضع في لبنان «غير مطمئن». وكان المعلم يتحدث على هامش الاجتماع الوزاي التمهيدي للقمة العربية الاستثائية في سرت. ولوحظ أن المعلم ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خرجا سوياً من الاجتماع الوزاري ليل الخميس - الجمعة. وعندما سألت «الحياة» المعلم عن الاتصالات بين البلدين، أجاب: «الجهد السوري - السعودي مستمر لاستقرار لبنان، لكن لبنان وحده القادر على إزالة أسباب عدم الاستقرار». وكان المعلم قال في تصريحات صحافية قبل يومين إن «الجهود السورية - السعودية ما زالت متصلة لأن الهدف هو استقرار لبنان، لكن هذا الاستقرار لا يصنع في الخارج. يصنعه اللبنانيون أنفسهم. سورية والسعودية تشجعانهم على ذلك وتنصحان بذلك، لكن كما قلت سابقاً، عليهم هم أنفسهم أن يقوموا بالدور الرئيس وأن يزيلوا أسباب عدم الاستقرار والتوتر اللذين نشهدهما حالياً». ولوحظ أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بادر بالقدوم إلى مكان جلوس المعلم في جلسة افتتاح المجلس الوزاري العربي - الأفريقي في سرت صباح أمس، لإلقاء التحية عليه وتبادل الكلمات معه ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بحضور مندوب سورية في جامعة الدول العربية يوسف الأحمد. ويفترض أن يكون الأحمد مثل سورية في اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام مساء أمس. وأوضح المعلم أن موقف بلاده «ثابت»، ومفاده أن «المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية ليست من مهمات لجنة المبادرة التي أسست عام 2002 لتسويق مبادرة السلام والترويج لها، وأن لا مفاوضات في ظل استمرار سياسة الاستيطان». ورأى أن «من الطبيعي أن الجانب الفلسطيني أدرى بما لديه من ضمانات أميركية وإسرائيلية ليقرر الذهاب أو عدم الذهاب إلى المفاوضات»، لافتاً إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية اتخذت قراراً قبل أسبوع أن «لا مفاوضات مباشرة في ظل استمرار الاستيطان، فهل يسير العرب في لجنة المبادرة عكس التيار الفلسطيني؟». وزاد أن ما يجرى في الأراضي المحتلة «يعكس مدى خطورة الوضع»، خصوصاً مع بناء 37 وحدة استيطانية جديدة منذ إعلان انتهاء فترة تجميد الاستيطان، إضافة إلى بناء مشروع جديد في باب المغاربة في القدس لتهويد المعالم والاستمرار في تهويد القدس واستمرار الحصار على غزة. وتساءل: «هل هذا مناخ مؤاتٍ لإنجاح المفاوضات مع إسرائيل؟». وعن نتائج مناقشات وزراء الخارجية العرب إزاء موضوعي «تطوير منظومة العمل العربي المشترك» واقتراح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قيام «منتدى عربي للجوار»، قال: «نحن مع تطوير العمل العربي ومع التزام مقررات القمم العربية ومع تطوير وقيام تكامل اقتصادي عربي حقيقي يستفيد منه المواطنون وحرية تنقل رؤوس الأموال وقيام بنية تحتية لربط العالم العربي بعضه بعضاً ورفع الحواجز»، لافتاً إلى أن هذه المبادئ تشكل «أولوية وتخلق مصالح حقيقية للشعوب العربية».