اتفق وزراء من 190 دولة و30 منظمة دولية عاملة في قطاع الطيران في العالم وممثلون لها، خلال اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، على العمل لتبادل المعلومات والتقنيات الحديثة، لتحسين مستوى سلامة الطيران في العالم وأمنه وتجنب الحوادث وأعمال التخريب. وبحثت الوفود خلال المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس، بعد عشرة أيام من المناقشات في مدينة مونتريال الكندية، في ثلاثة مواضيع رئيسة تتعلق بأمن الطيران وسلامته وسبل تخفيف الأثر السلبي لانبعاثاته على البيئة وتغير المناخ. وأعلن الأمين العام للمنظمة ريموند بينيامين في تصريح إلى «الحياة»، «العمل على توقيع بعض الاتفاقات وأخذ الموافقات والتفاهم على مجموعة من المواضيع المتصلة بأمن الطيران وسلامته وسلامة البيئة، كي نكون فاعلين أكثر في هذا المجال». واعتبر أن الاتفاق الذي «وقعناه في مجال سلامة الطيران وتجنب الحوادث مهم جداً». ووقعت «إيكاو» واتحاد النقل الجوي الدولي (اياتا) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال اجتماعات الجمعية العمومية، اتفاقاً لتبادل المعلومات المتعلقة بحوادث الطيران وأخرى تتصل بالسلامة». وأشار الناطق باسم «إيكاو» دينيه شانيون، إلى أن مجموعة أخرى من الاتفاقات «تدرس حالياً وستُوقّع بعد موافقة الأعضاء تباعاً، وتتعلق بتبادل المعلومات بين الدول حول أمن الطيران وحمايته من الأعمال التخريبية، والتقنيات الحديثة والاكتشافات الجديدة المحسّنة لمستوى أمن الطيران». وأوضح أن لهذه الاتفاقات «جوانب سياسية وعسكرية وغيرها وتتطلب دراسة، وربما يكون بعضها عن استعمال أجهزة التصوير بالأشعة في المطارات، وأخرى تساعد في تحديد نوعية السوائل التي يحملها الأشخاص الصاعدين إلى الطائرات، وكذلك وسائل التحقق من صحة وثائق السفر». وناقش الأعضاء موضوع حماية البيئة من انبعاثات الطيران، إذ تحفظ بعض الدول النامية على التعليمات التي يمكن أن يفرضها عليها، اتفاق يسعى إلى وضع قيود على حركة الطيران ليلاً وأخرى يهدف أهمها الى الحد من انبعاثات غاز الكربون المضرة بالبيئة. وأعلن رئيس مجلس «إيكاو» روبرتو كوبيه غونزاليس، أن قطاع الطيران «يواجه تحديات كبيرة تستدعي جهداً وعملاً جماعياً، والاتفاق على القضايا الرئيسة المتعلقة بأمن الطيران تحديداً والحفاظ على البيئة». ورأى أن قطاع الطيران «اقتصادي حيوي وينمو بسرعة، ما يحتّم مسؤولية كبيرة علينا للتخفيف من آثاره على البيئة، والحفاظ على أمنه وسلامته، منها تطوير أداء العاملين وتدريب الفنيين وتأمين الخبرات والأجهزة التقنية الحديثة، التي تسرّع الإجراءات وتجعلها أكثر أمناً وسلامة للمستخدمين». وأوضح أن انبعاثات الغازات التي يسببها الطيران «تشكل 2 في المئة من الانبعاثات المضرة بالبيئة، وهذه ليست نسبة ضخمة، لكن لا نريد لها أن تنمو أكثر مع نمو قطاع الطيران». وأكد السعي إلى «إبقائها في هذه الحدود إن لم يكن التخفيف منها من طريق استخدام أنواع من الوقود غير مضرّة بالبيئة والمناخ». وأفادت إحصاءات دولية، بأن نسبة مساهمة الطيران في الانبعاثات المضرة بالمناخ «تعادل 2 في المئة، فيما ينمو هذا القطاع بنسبة 4.6 في المئة سنوياً». وتوقعت ازدياد عدد المسافرين سنوياً الى نحو خمسة بلايين عام 2030 مقارنة ب 2.3 بليون حالياً». واعتبر غونزاليس أن موضوع البيئة «معقد قليلاً ويحتاج إلى بعض الدراسة، لأنه يتعلق بمجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في دول كثيرة خصوصاً النامية، وتشمل تطوير الصناعة ونقل البضائع وحركة السياحة والسفر». وتمنّى «التوصل قريباً الى اتفاق خاص بالبيئة وتغير المناخ، ووضع خطة طموحة في هذا الإطار». ومن المواضيع الحساسة التي طرحت خلال الاجتماعات، التعليمات الأوروبية الصادرة عام 2008، والتي تطلب من كل الطائرات العاملة فوق أجواء الاتحاد الأوروبي أو تطير منها أو إليها بعد عام 2012، الحد من الانبعاثات الناجمة عن الطائرات. وتعارض هذه التعليمات بشدة، كندا والولايات المتحدة وتجمعات مثل «أياتا».