بعدما سرق الأضواء في الموسم الدرامي لعام 2009 عبر تقديمه شخصية «النمس» في مسلسل «باب الحارة» بجزئه الرابع وحصوله على عدد من الجوائز والتكريمات، عاد مصطفى الخاني في موسم 2010 ليقدم شخصية إشكالية أثارت الكثير من ردود الفعل في مسلسل «ما ملكت أيمانكم». لكن نجومية الخاني في العامين الماضيين لم تمنعه من ممارسة إحدى هواياته المفضلة في المشاركة في النشاطات الشعبية والإنسانية والمساهمة في التوعية الاجتماعية، إذ شارك أخيراً في تقديم حفلة الأولمبياد الخاصة بذوي الإعاقة التي أقيمت في صالة نادي الوحدة الدمشقي. عن هذه المشاركة يقول الخاني ل «الحياة»: «علاقتي بالجمعيات الخيرية والإنسانية ليست جديدة، إذ شاركت في نشاطات سابقة مع جمعيات مختلفة منها (sos والشلل الدماغي وأطفال السكري وسرطان الأطفال ودار المسنين)، وآخرها كان تقديمي حفلة الأولمبياد الخاصة بالمعوقين. وأرى أن للفنان دوراً مهماً في هذه النشاطات، فهو شخصية مؤثرة وعليه أن يستثمر العلاقة الإيجابية التي استطاع أن يبنيها مع الجمهور لتوظيفها في أمور لها علاقة بالتوعية الاجتماعية والإنسانية، فهذا النوع من النشاطات يجب أن تكون له أولوية في حياتنا». وعن الجائزة التي نالها في لبنان عن دور «توفيق» في مسلسل «ما ملكت أيمانكم» واختياره أفضل ممثل عربي لعام 2010، يقول: «شعور جميل ينتاب الفنان بعد الجهد الكبير الذي يبذله. فبعد عام من البحث والعمل، يأتي من يقول له شكراً سواء من طريق تكريم أم جائزة أم رد فعل الجمهور، ولا شك في أن هذا يعطي الفنان نوعاً من الرضى عما قدم من جهد وبحث، ويشجعه ويحفزه لتقديم الأفضل». وعن شعوره باختياره أفضل ممثل في الوطن العربي لعامين متتاليين يجيب: «هذا يشعرني بسعادة كبيرة وبمسؤولية أكبر، وبالنسبة الي، للتكريم هذا العام وقع خاص. فبعد التكريمات والجوائز التي كانت العام الماضي عن دور «النمس» في «باب الحارة»، يأتي التكريم هذا العام عن شخصية مختلفة تماماً على صعيد الأداء (توفيق) حاولت من خلالها أن أقدم جانباً آخر من مصطفى الخاني الممثل. فكان من الممكن (وهو الأسهل لي) أن أقدم هذا العام شخصية شبيهة بشخصية «النمس» وأضمن نجاحها لدى الجمهور، ولكن كان هاجسي أن أعمل على الاختلاف كممثل وأن لا أؤطر نفسي ضمن قالب معين، فكان نوع من المخاطرة أن أقدم شخصية واحدة فقط هذا العام وهي بمواصفات شخصية توفيق ويكون كل رهاني عليها. فعندما يقدم الفنان شخصيات عدة لا شك في أن فرصة نجاحه ستكون أكبر، لأنه على الأغلب سيوفق بإحداها على الأقل. ولكن عندما يقدم شخصية واحدة فالأمر أكثر صعوبة والتحدي أكبر، فهنا إما أن ينجح أو يفشل وهنا تكمن المخاطرة. ولكن في عملنا نحن بحاجة لشيء من الجرأة المدروسة، والحمد لله أن النتيجة كانت إيجابية وكان تلقيها من الجمهور والنقاد بهذه الطريقة». ويشير الخاني الى انه تعمّد اختيار هذه الشخصية بالذات ليقدمها في رمضان، ويقول: «لاختياري شخصية «توفيق» أسباب عدة. ذلك أن هدفي تقديم شخصية بعيدة تماماً عما قدمته في الأعوام الماضية، إضافة إلى ما يقدمه العمل من طرح فكري واجتماعي مميز يتعلق بإدانة التطرف بطرفيه سواء الديني أم اللاأخلاقي. وكم نحن بحاجة للتمييز بين رجل الدين الحقيقي وبين من يختبئ وراء عباءة رجل الدين ويتظاهر بأنه رجل دين. فهذه الشريحة تسيء للدين ولرجال الدين الحقيقيين قبل أن تسيء لغيرهم، فضلاً عن الجانب المهم الذي يتعلق بمشاركتي مع واحد من أهم أسماء الإخراج في الوطن العربي، المخرج نجدة أنزور الذي له طريقة وأسلوب خاص كمخرج قد يتفق معه البعض وقد لا يتفق ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن له خصوصية وأسلوب وبصمة إخراجية خاصة. وهذا ما نفتقده عند كثير من المخرجين. باختصار، كانت الأمور بالنسبة الي متكاملة على كافة الأصعدة إنتاجياً وفنياً وفكرياً، وعلى صعيد الشخصية، وهو ما دفعني لخوض غمار هذه المغامرة واختيار شخصية «توفيق» من دون غيرها». وعن السجال الذي دار بين المخرج أنزور والشيخ البوطي، يقول الخاني: «نحن بحاجة لآراء علامة كبير مثل الشيخ رمضان البوطي، ومما لا شك فيه أنه من الأشخاص الذين يهمنا رأيهم. لكن المشكلة كانت أن الشيخ أصدر بيانه بعد حلقتين من العمل أي قبل مشاهدة الصورة كاملة، وحتى هذا الرأي كان بناءً على ما قيل له وليس بناءً على ما شاهده، ليأتي بعده رد أنزور ليوضح من خلاله نقاط الالتباس ورسالته من العمل، ومن ثم اجتمع الاثنان، وتمنى أنزور على البوطي مشاهدة العمل ومن ثم إعطاء رأيه ليتسم رأيه بالموضوعية ويكون بناء على ما يشاهده وليس بناء على ما يقال له. برأيي يجب ألا نشكك أبداً بتوجه نجدة أنزور، فتاريخه يشهد له على ما قدمه دفاعاً عن الإسلام سواءً في «صلاح الدين الأيوبي» أم «فارس بن مروان»، إضافة إلى مسلسل «سقف العالم» الذي أنتجه في شكل شخصي رداً على الرسوم المسيئة للرسول في ذلك الوقت». وأخيراً، ماذا عن مشاريع الخاني المقبلة وما تداولته الصحافة حول مشاركته في كليب فارس كرم الجديد؟ يجيب: «أنا بصدد قراءة نصوص عدة من بينها مسلسل سوري لبناني مشترك بإخراج سوري وإنتاج لبناني، وما قرأته حتى الآن يبشّر بالخير، ولكن ما زال الحديث مبكراً عن أعمال مقبلة، وعند توقيع أي عقد سأعلن عن مشاركتي فيه. أما في ما يتعلق بمشاركتي في فيديو كليب الفنان فارس كرم، فلم أصل الى اتفاق مع القائمين على المشروع، وفضلت عدم الحديث عن الموضوع في الإعلام لأنه يأتينا العديد من العروض التي لا نصل إلى اتفاق حولها، فبالتالي الطبيعي أن نتكلم حول المشاريع التي نتفق عليها. وبالنهاية سواء تمت مشاركتي بالكليب أم لم تتم فهذا لن يؤثر على علاقتي بالفنان فارس كرم الذي يعتبر من أهم نجوم الغناء في الوطن العربي، وبالمخرج فادي حداد، فأنا واحد من محبي فارس كرم».