أكد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي امس، أن «زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد لبنان (13 و14 الجاري) تأتي بناء على دعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وهي من رئيس دولة إلى رئيس دولة، لتأكيد التكاتف والتضامن والتنسيق بين البلدين، والوقوف إلى جانب بعضهما بعضاً في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب، المحتل، وتأكيد ضرورة الاستقرار والتفاهم في لبنان». التقى ابادي امس وزير الأشغال العامة غازي العريضي، وسلمه دعوة لزيارة إيران لبحث الاتفاقات بين وزارتي النقل اللبنانية والإيرانية التي تمت مع لجنة المتابعة الإيرانية - اللبنانية منذ ثلاثة أشهر في مجال النقل الجوي والبري والبحري. وزار ركن أبادي مقر جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) في محلة برج ابي حيدر في بيروت، والتقى رئيسها الشيخ حسام قراقيرة في حضور عدد من مسؤولي الجمعية، وجرى بحسب بيان صادر عن الجمعية، «بحث في الأوضاع العامة والوضع في فلسطين وأهمية تمتين الصف الفلسطيني وتوحيد الكلمة في مواجهة المخاطر والاعتداءات الصهيونية. وتطرق البحث ايضاً الى الوضع اللبناني والعلاقات اللبنانية الإيرانية، والأجواء السائدة وخصوصاً أجواء التشنج والاحتقان، وتأكيد أهمية العمل على تمتين الجبهة الداخلية ووأد الفتنة، وتفويت الفرصة على المتربصين بلبنان شراً والمصطادين في الماء العكر، وأهمية العمل على حماية وتعزيز وحدة الصف الإسلامي وتقوية الوحدة الوطنية، وجعل المصالح العليا العامة فوق المصالح والحسابات الشخصية». وجدد السفير ركن أبادي القول في تصريح ان زيارة الرئيس الإيراني «هي دعوة من الرئيس سليمان ورداً لزيارة الأخير الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تمّت منذ سنة ونصف السنة، وهي ضمن زيارة رئيس دولة الى دولة لبنان». واستغرب أبادي في حديث لإذاعة «صوت المدى» انه «فيما لم يحدد أي يوم تكون زيارة الرئيس الإيراني، رأينا برامج للزيارة في بعض وسائل الإعلام، وسمعنا عن زيارة يقوم بها للجنوب اللبناني أو ايّ منطقة من لبنان»، مشيراً الى انه «حتى الآن هذه البرامج المُشار اليها لم تُحسم بعد. لكن من الطبيعي ألّا تعجب اسرائيل بزيارة نجاد لبنان، ونحن فرحون لكون اسرائيل منزعجة». ولفت الى أن «زيارة الرئيس الإيراني تأتي ضمن نطاق مبادئ المشاريع الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى رأس هذه المبادئ دعم أصحاب الحق»، وقال: «طرحنا وأعربنا عن استعدادنا لمساعدة لبنان في شتى المجالات، وسيكون من الطبيعي ان تطرح هذه الاقتراحات خلال هذه الزيارة من تمويل الجيش وتوزيع الطاقة، وربما يُتخّذ القرار المناسب حوله». وأكد أن «الزيارة تكون تهيئة لأجواء التعاون بين البلدين لا سيما أنّ ايران تحتل المرتبة الثانية عالمياً في مجالي النفط والغاز. ومع ايصال انابيب النفط والغاز الى أبعد المناطق الريفية في الجمهورية الإسلامية الايرانية وعدد سكان الدولة يبلغ 75 مليون نسمة، واحتللنا المرتبة الأولى إقليمياً في مجال النانوتكنولوجيا والطاقة النووية، وننتج مليوناً ونصف المليون سيارة سنوياً داخل ايران، ونملك 19 مصنعاً لإنتاج السيارات خارج ايران». ولفت الى ان «ايران أنتجت طائرات وسفناً حربية وغواصات وطائرات من دون طيار. اجتزنا البرّ والبحر والجو ودخلنا الفضاء، وعام 2020 سيكون لنا محطّة بارزة في المجال الفضائي بظهور أوّل رائد فضائي ايراني»، متسائلاً: «لماذا لا يستفيد لبنان من هذه الإمكانات المتوافرة الهائلة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً أنني ألاحظ أن اللبنانيين يعانون في موضوع توليد الطاقة الكهربائية؟». وقال ان زيارة وزير الطاقة جبران باسيل الجمهورية الإسلامية «كانت ممتازة»، متمنياً متابعة المحادثات التي حصلت في طهران، «وقريباً سنبدأ بشيء عملي وجادّ». وذكر بيان باسم «المركز اللبناني للإنتاج الأنظف»، ان وفداً يضم 25 شخصية تعمل في المجالين الصناعي والتجاري توجه الى طهران، في اطار التحضيرات لزيارة نجاد لبنان الأسبوع المقبل، برئاسة الدكتور علي يعقوبان ويعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين في وزارتي التجارة والصناعة وغرفة التجارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اضافة الى لقاءات مع مسؤولين في غرفة التجارة الإيرانية، بالتزامن مع حضور المعرض الدولي للصناعة في طهران». وأضاف البيان ان الوفد اللبناني «يعود الى بيروت الاثنين المقبل، عشية زيارة نجاد والوفد الايراني الكبير الذي يشمل 200 رجل اعمال لمتابعة الملفات الاقتصادية».