واصل المدافع سيرخيو راموس هوايته المفضلة وسجّل رأسية قاتلة في الدقيقة الأخيرة منحت ريال مدريد التعادل 1-1 في مباراة الكلاسيكو على أرض برشلونة، لتبقي على فارق النقاط الست مع غريمه في صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (السبت) في المرحلة الرابعة عشرة. ورفع ريال رصيده الى 34 نقطة متجنباً خسارته الأولى هذا الموسم، كما عزّز سلسلته من 33 مباراة بلا خسارة تمتد من نيسان (إبريل) فاز خلالها 25 مرة. وجاء الشوط الأوّل رتيباً من دون أي فرص معفضلية بسيطة لريال اللاهث وراء لقب الدوري منذ 2012، فيما بسط برشلونة، حامل اللقب في آخر موسمين، هيمنته على الثاني. والتقى الفريقان 265 مرة في كلّ المسابقات والمباريات الودية، ففاز ريال مدريد 97 مرة وبرشلونة 109 وتعادلا 59 مرة. ودخل برشلونة المباراة تحت ضغوطات كبيرة بسبب نتائجه المخيبة في الآونة الأخيرة وتحقيقه أسوأ بداية منذ 9 مواسم، وآخرها سقوطه في فخ التعادل في مباراتيه الأخيرتين في الدوري أمام ملقة وريال سوسييداد، بالإضافة إلى تعثّره المخيب أمام هيركوليس المتواضع 1-1 الأربعاء في ذهاب الدور الأوّل لمسابقة كأس إسبانيا. وجلس قائد ولاعب وسط برشلونة أندريس إنييستا على مقاعد البدلاء، وهو تعرّض لإصابة في ركبته في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعاد أخيراً إلى التمارين الجماعية مع الفريق الكاتالوني، بيد أنّ مدرّبه لويس إنريكي فضل تركه على مقاعد البدلاء في هذه المباراة الهامة. واختار إنريكي لاعب الوسط البرتغالي أندريه غوميش للحلول بدلاً من إنييستا لمد الثلاثي الرهيب المؤلف من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز بالكرات. وفي الدفاع، عوّل برشلونة على جيرار بيكيه والأرجنتيني خافيير ماسشيرانو، وبقي الفرنسي الشاب صامويل أومتيتي العائد من الإصابة بديلاً. في المقابل، جاءت تشكيلة ريال مدريد متوقّعة مع الثنائي الهجومي المؤلف من البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة، في ظل غياب الجناح الويلزي غاريث بايل الذي سيغيب عن الملاعب لفترة قد تصل إلى أربعة اشهر بعد جراحة في الكاحل. واعتمد مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان على دفاع مشابه للتشكيلة التي فازت على مضيفه أتلتيكو مدريد 3-صفر قبل أسبوعين، مع سيرخيو راموس والفرنسي رافايل فاران. على ملعب "كامب نو" وأمام 98455 متفرجاً، بدا برشلونة الأكثر ثقة في أوّل 10 دقائق من دون فرص، قبل أن تتكافأ المواجهة تدريجياً ويخرج لاعبو ريال مدريد من منطقتهم بحثاً عن مرمى الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن. وكثرت الأخطاء التكتيكية من الطرفين، خصوصاً في وسط الملعب، فارتكب الفريقان 14 خطأ حتى الدقيقة 35. وجاءت الفرصة الأولى من انطلاقة لرونالدو على الجهة اليسرى وتسديدة من زاوية ضيقة من داخل المنطقة أبعدها تير شتيغن إلى ركنية (37)، ثمّ تدخل الحارس الألماني لالتقاط كرة رونالدو بعد اختراقة خطيرة وراء ظهر ماسشيرانو (38). طالب بعدها برشلونة بركلة جزاء إثر لمسة على دانيال كارباخال بعد عرضية من جوردي ألبا (40). واختتم بنزيمة محاولات الشوط بعرضية على شكل تسديدة لاقى بيكيه صعوبة في إبعادها إلى ركنية (44)، تابعها فاران برأسه من مسافة قريبة بين يدي تير شتيغن (45). وانتهى الشوط الأوّل بتعادل سلبي من دون أي فرصة خطيرة للطرفين مع أفضلية بسيطة لريال مدريد ونجم وسطه الكرواتي لوكا مودريتش. وسدّد رونالدو 3 مرات على المرمى في الشوط الأوّل مقابل 4 لكامل فريق برشلونة. في الشوط الثاني، ومن ركلة حرّة على الجهة اليسرى حصل عليها نيمار إثر دفعة من فاران، لعبها البرازيلي جميلة على رأس سواريز ضربها المهاجم الفتاك من مسافة قريبة، متفوقاً على فاران بالذات ومن دون أن يترك أي فرصة للحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (53). وهذا الهدف الثاني عشر لسواريز هذا الموسم والتاسع في الدوري فتساوى مع زميله ميسي في المركز الثاني في ترتيب الهدافين وراء رونالدو. وشهدت الدقيقة 60 دخول إينييستا بدلاً من راكيتيتش، وضبط برشلونة إيقاع المباراة، في وقت بقي زيدان متمسكاً بتشكيلته الأساسية حتى الدقيقة 66 عندما أراح إيسكو لمصلحة البرازيلي كاسيميرو. وكاد نيمار يقتل المباراة عندما استلم من إينييستا واطاح كارباخال أرضاً بحركة سحرية لكنّه سدّد من مسافة قريبة فوق العارضة والمرمى مشرع أمامه (68). وبدلاً من ارتداد ريال نحو مرمى الفريق الكاتالوني، تابع برشلونة بحثه عن الهدف الثاني فسدد إينييستا كرة خطيرة ارتدّت من الدفاع إلى ركنية (69). وفي آخر ربع ساعة، أفسح بنزيمة المجال أمام ماركو أسنسيو وغوميش للتركي أردا توران. وتابع برشلونة دفعه نحو المقدمة وانفرد ميسي بنافاس، لكنّه سدّد بيسراه من زاوية ضيقة أرضية جاورت القائم الأيسر (82). دفع بعدها زيدان بالدومينيكاني ماريانو دياز بدلاً من الكرواتي ماتيو كوفاسيتش وإنريكي بدنيس سواريز بدلاً من نيمار المرهق. وفي وقت كانت عقارب المباراة تدور باتجاه برشلونة، كاد رونالدو يسرق هدف التعادل من رأسية على القائم البعيد تلعثم ألبا قي إبعادها (89). وما فشل به رونالدو، نجح به سيرخيو راموس عندما عكس برأسه ركلة حرة بعيدة لمودريتش ارتدّت من يد تير شتيغن إلى شباك برشلونة مسجلاً هدف التعادل (90). راموس، المعتاد على تسجيل الأهداف القاتلة، وقع هدفه الرابع في الكلاسيكو ضدّ برشلونة والأوّل في "كامب نو" منذ 2007. أهدر بعدها برشلونة فرصة خطيرة إثر معمعة أمام المرمى ليطلق الحكم صارفة النهاية معلناً التعادل 1-1 بين الطرفين. ومني إشبيلية بخسارة مفاجئة على أرض غرناطة 1-2، فحقّق الأخير الأول هذا الموسم وتخلى عن القاع موقتاً بفارق نقطة عن أوساسونا. ويلتقي الأحد ريال بيتيس مع سلتا فيغو، أتلتيك بلباو مع إيبار، ألافيس مع لاس بالماس، سبورتينغ خيخون مع أوساسونا، فالنسيا مع ملقة، والإثنين ديبورتيفو لا كورونيا مع ريال سوسييداد.