أوصت ندوة إقليمية حول المخطوطات في الوطن العربي «الواقع – التحديات – الآفاق»، استضافتها العاصمة العمانية مسقط بوضع خطة عربية لإجراء مسح شامل للمخطوطات في البلاد العربية، خصوصاً تلك التي تتعرض المخطوطات فيها للخطر. كما أوصت بوضع خطة وطنية عمانية لإجراء مسح شامل لمقتنيات المكتبات العمانية، والإسراع بإعداد قوائم أولية لمخطوطاتهم، ومن ثم فهرستها فهرسة تفصيلية. ودعت الندوة التي نظمتها وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) إلى اعتماد سياسة وطنية موحدة لرقمنة المخطوطات في عُمان وإسناد متابعة تنفيذ هذه السياسة إلى جهة واحدة. كما دعت البلدان العربية الى الاستفادة من القوانين والتشريعات التي وضعت لحماية المخطوطات، خصوصاً القانون النموذجي الذي أصدره معهد المخطوطات العربية في القاهرة واعتمده وزراء الثقافة العرب، وزيادة الاهتمام بالمخطوطات في العراق نظراً للأوضاع السائدة فيه من خلال دعم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتنمية القدرات البشرية العاملة في هذا المجال وإجراء الدورات وحلقات العمل المتخصصة. واقترحت الندوة في ختام فعالياتها التي استمرت ثلاثة أيام إنشاء مركز عربي لجمع المعلومات المنتشرة في أنحاء العالم ويكون مقره في سلطنة عمان وباتفاق جميع المشاركين، وتنظيم دورات تدريبية مستمرة للعاملين في مجال فهرسة المخطوطات وترميمها لزيادة كفاءتهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم. اضافة الى ذلك تدريس علم تحقيق المخطوطات في المناهج العربية والإسلامية لتمكين الطلبة من التعامل مع النصوص التراثية على أسس علمية، وتشجيع البرنامج الأكاديمي المتخصص بالتحقيق الذي يتبناه معهد المخطوطات العربية بالقاهرة والعمل على تحفيز الطلبة للالتحاق به في دراساتهم العليا. وشدد القيمون على الحفاظ على المخطوطات الأصلية، والعمل على توفير صور ونسخ (ورق - الأشكال الميكروفليمية المصغرة - أقراص مدمجة) لتكون بين أيدي الباحثين، تشكيل لجنة من خبراء فهرسة المخطوطات لإعداد دليل لصيغة ببليوغرافية موحدة لفهرسة المخطوط العربي يتم تبنيها من قبل المنظمة الإسلامية، وإتاحتها عبر موقع الفهرس العربي ليستفيد منها مفهرسو المخطوطات في المكتبات العربية، وأكد المشاركون على ضرورة العمل من قبل الجهات المعنية في الدول العربية لاسترجاع المخطوطات الموجودة في دول أخرى. وتحدث وكيل وزارة التراث والثقافة في السلطنة سالم بن حمد المحروقي عن جهود بلاده لحفظ كنوزها من المخطوطات. وقال إنها وجدت الرعاية الكاملة، مشيراً إلى وجود 4600 مخطوطة، منوهاً بأن بلاده تعتبر من أكثر الدول العربية والإسلامية التي أعطت عناية مبكرة بهذا القطاع. فمنذ سبعينات القرن الماضي وفرت الدولة الإمكانات والكفاءات لتنمية هذا القطاع، هذه الآليات أثمرت عن جمع ما يقارب 4600 مخطوطة، إضافة إلى حصر ما يقارب 30000 مخطوطة داخل عمان، وهذا يعتبر كماً هائلاً من المخطوطات. وأشار المحروقي إلى أن السلطنة بدأت منذ فترة في العمل على نقل هذه المخطوطات وتحويلها إلى الشكل الرقمي، لحفظها من خلال تطبيق أكثر من طريقة في ذلك، ليسهل توظيفها في الجانب المعرفي، وأوضح : « نحتاج إلى مزيد من الاستثمارات في هذا الجانب، وهذه الندوة تعتبر فرصة للوقوف على الآليات الداعمة لها، بالإضافة إلى مقارنة المنجز العماني، بمنجز الدول المشاركة، والتي تعمل على الحفاظ على مخطوطاتها». وناقشت الندوة مجموعة من المحاور منها أوضاع المخطوطات في الوطن العربي (استخدام تكنولوجيا المعلومات في حفظ المخطوطات ورقمنة المخطوطات) ومنهجية تحقيق التراث المخطوط ومراجعة نقدية لمدارسها وتطبيقاتها وصيانة وترميم المخطوطات، وشارك في تقديم أوراقها مجموعة من المختصين من السلطنة ومصر والسعودية والبحرين واليمن وسوريا وليبيا والعراق.