أكد نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر خلال ترأسه للجلسة التاسعة من الجلسات الختامية لمؤتمر الأمن الفكري، أن الأخير يعتبر الأساس المتين الذي يمكن البناء عليه للنهوض بوطن سليم معافى، يبرأ من الغلو والتشدد والتطرف بقدر براءته من التحلل والإباحية، وأنه وطن يجمع بين أفراده حب الخير والرغبة في التعاون والعمل على ما فيه رفعة الدين ومستقبل الوطن. وزاد «إن هذا الوطن الذي يتشرَّف بخدمة الحرمين الشريفين، والذي تهوى إليه قلوب المسلمين من كل مكان لا يمكن أن يضم فكراً يخرج قيد شعرة عن ثوابت العقيدة الإسلامية، كما أنه لن يقبل فكراً يحرِّف تعاليم الإسلام ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الأهداف الشريرة في تكفير المسلمين وإرهابهم، وأن شعبنا السعودي لا يرضى بديلاً عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والإباحية». وأضاف «أن المغالين في فهم الدين يشكِّلون خطراً على العالم، ويشوهون صورة الإسلام بتصوراتهم الشخصية المنحرفة بممارسات يرفضها الشرع والمجتمع، وإن الفكر التحرري المعادي للدين والمجتمع يخترق هو الآخر حصون الأمن الفكري، ويثقب جدران فكر الشباب، ولابد من التصدي له، ويبقى الاعتدال والوسطية والتسامح مطلباً منطقياً يقود إلى النجاة. وحول المعالجات التربوية للأمن الفكري قال بن معمر: «الأمن الفكري لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع بتنظيرات علمية ووعظية، ولكن هذا الأمن على أرض الواقع لن يتحقّق ما لم تستشعر كل شريحة من شرائح الوطن، حقيقة الدور المطلوب منها في حماية الوطن من الأفكار المتطرفة والهدَّامة في الوقت نفسه، إنها جهود الجميع، يتساوى في ذلك الأب والأم مع أبنائهما والمعلّم مع طلابه والداعية مع مَنْ يستمعون لخطبه ومواعظه، والكاتب مع قرائه ومتلقيه، وهذا يعد أمراً واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً تجاه الدين والوطن والمجتمع على السواء، إنه إحساس المجتمع للمحافظة على منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي».