برازيليا - ا ف ب - تصدرت ديلما روسيف مرشحة الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد ما يضعها في موقع مريح في الدورة الثانية نهاية تشرين الاول/اكتوبر والتي ستلعب فيها دور الحسم مرشحة الخضر بعدما حققت نتيجة مفاجئة. وحققت رئيسة الحكومة السابقة في عهد لولا البالغة من العمر 62 عاما تقدما في الدورة الاولى حاصدة 46,9 في المئة من الاصوات مقابل 32,6 في المئة من الاصوات حققها الحاكم السابق لساو باولو جوزيه سيرا، بحسب نتائج رسمية تشمل 99,8 في المئة من الاصوات اعلنتها المحكمة الانتخابية العليا. ومن المتوقع ان يسمح هذا الفارق المريح- اذ يفصل روسيف حوالي ثلاث نقاط فقط لتتخطى عتبة ال50 في المئة من الاصوات- بفوز مرشحة لولا في الدورة الثانية من الانتخابات في 31 تشرين الاول/اكتوبر لتصبح بذلك اول امراة تحكم البرازيل. وقالت روسيف مساء الاحد من مقر حملتها الانتخابية في البرازيل "اواجه هذه الدورة الثانية بكثير من الشجاعة والطاقة لانني ساحظى بفرصة تفصيل اقتراحاتي ومشاريعي بشكل افضل". واضافت روسيف المقاتلة السابقة التي ناضلت ضد الديكتاتورية العسكرية (1964-1985) "اننا معتادون على التحديات. تقليديا نحقق نتيجة جيدة في الدورة الثانية للانتخابات". وكان لولا، الذي سيسلم الرئاسة الى خلفه في الاول من كانون الثاني/يناير 2011، اضطر لخوض دورة انتخابية ثانية في 2002 و2006 لتحقيق فوزه في الرئاسة البرازيلية. واجمعت كل استطلاعات الرأي على توقع فوز سهل لديلما روسيف في مواجهة جوزيه سيرا في الدورة الثانية. وكان استطلاع الرأي الوحيد الذي اجري لدى الخروج من مراكز الاقتراع ونشرت نتائجه شبكة غلوبونيوز التلفزيونية توقع فوز مرشحة لولا من الدورة الاولى بحصولها على 51% من الاصوات. الا ان احتمال خوض دورة ثانية تاكد تدريجيا خلال الليل مع صدور النتائج الرسمية الجزئية التي كشفت ان ديلما روسيف لن تتخطى عتبة 50% من الاصوات المطلوبة للفوز من الدورة الاولى. وبذل لولا الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة على التوالي، كل ما في وسعه لنقل شعبيته القياسية لديلما الخبيرة الاقتصادية التي تترشح لاول مرة لانتخابات وكانت لا تزال مجهولة قبل ستة اشهر. وركزت ديلما حملتها الانتخابية حول موضوع "الاستمرارية" مع عهد لولا الذي انتهج سياسة سمحت لملايين البرازيليين بالخروج من الفقر واحدثت ازدهارا اقتصاديا في البلاد. واطلق جوزيه سيرا مساء الاحد نداء لتعبئة ناخبيه قائلا "اوجه ندائي الى الاحزاب، رجال السياسة والبرازيليين اصحاب الارادة الطيبة: سنبني وطنا افضل، لان البرازيل يمكنها ان تكون افضل بكثير مما هي عليه". واضاف امام انصاره المجتمعين في ساو باولو "اننا في طريقنا الى الفوز بالرئاسة". لكن ابعد من سيرا وزير الصحة السابق المعروف بتاييده للادوية البديلة،، فإن المفاجأة الحقيقية في الدورة الاولى كانت مرشحة الخضر والمدافعة عن الامازون مارينا سيلفا (52 عاما). فقد اثبتت من خلال تحقيقها 19,35 في المئة من الاصوات انها قوة ثالثة في المشهد السياسي البرازيلي. وعلى الرغم من مظهرها كامراة هزيلة انهكتها امراض استوائية عدة، فإن هذه المراة التي شغلت منصب وزيرة البيئة سابقا في عهد لولا معتادة على المعارك الصعبة. وتملك سليلة العائلة المتواضعة هذه في رصيدها تاريخا من النضال خصوصا الى جانب المدافع والمناضل في سبيل الامازون تشيكو منديز الذي اغتيل في العام 1988. وقالت مارينا سيلفا بصوت مرتجف في مقر حزب الخضر في ساو باولو "لقد دافعنا عن فكرة رابحة والبرازيل سمع نداءنا". واضافت "هذه ليست نقطة النهاية. انها بداية مسار يفتح سياسة جديدة مع الافكار التي ندافع عنها". وحاول الخبراء مساء الاحد شرح ما لم توضحه استطلاعات الراي. وقال الخبير السياسي كارلوس البرتو دي ميلو لفرانس برس "اعتقد انه تصويت احتجاجي من قسم من الناخبين لم يقتنع بديلما ولا بسيرا وصوت في نهاية الامر لمارينا". واوضح المحلل اندريه بيريرا سيزار لفرانس برس ان اصوات مارينا "تساوي ذهبا" وتملك "اوراق اللعبة في يدها خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة من الحملة". ولم تعط زعيمة حزب الخضر اي اشارة الى موقفها في الدورة الثانية لكنها لمحت الى ضرورة ان يتبنى المرشح الذي ستدعمه بعضا من اقتراحاتها. وقد دعي حوالى 136 مليون برازيلي الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم المقبل وكذلك جميع اعضاء الجمعية الوطنية وثلثي اعضاء مجلس الشيوخ وحكام ونواب الولايات الفدرالية ال27.