عملت حركة «أمل» على تطويق إشكال حصل أمس، في حارة صيدا لدى مرور سيارات تابعة لموكب النائب بهية الحريري تطور الى اطلاق نار في الهواء، واتفق الجانبان على اعتباره حادثاً فردياً وعابراً. وأوضحت الحريري أن الإشكال لم يستهدفها «انما وقع مع سيارة تخصنا وشباب ينتمون إلينا. وأعتقد أننا عندما نضع الأمور في مكانها ونصابها كل القضايا تحل. الجيش أخذ دوره وهو يقوم بالتحقيق»، في حين اعتبر المسؤول التنظيمي لحركة «أمل» في الجنوب باسم لمع «أن بعضهم يحاول اللعب على الغرائز والتقسيم المناطقي بين صيدا وحارة صيدا»، مؤكداً «أن حارة صيدا جزء من صيدا الحاضنة للحارة لذلك نحن نقول انه يجب الابتعاد عن هذه اللغة وألا نأخذ أو نؤخذ بالإشاعات والأقاويل لأن المرحلة دقيقة». وأوضحت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) «أن إشكالاً فردياً وقع ظهراً في حارة صيدا بين شبان وسائق إحدى السيارات التابعة للنائب الحريري تطور الى تلاسن وإطلاق نار. وعلى الفور انتشرت في مكان الحادث قوة مؤللة من الجيش اللبناني الذي سير دوريات راجلة، وجرى توقيف 3 شبان من حارة صيدا. ولم تكن الحريري موجودة في السيارة. أما وكالة «الأنباء المركزية» فنقلت عن مصادر أمنية انه «خلال مرور سيارة تابعة لموكب بهية الحريري أمام حسينية صيدا أومأ لها عدد من الشبان بإشارات غير أخلاقية فحصل تلاسن أطلق خلاله مناصرو النائب الحريري النار في الهواء فرد الشبان الذين ينتمون الى حزب سياسي فاعل بالمثل». وأضافت أن حالاً من التوتر الشديد لفت المنطقة ما دفع الجيش وعناصر مخفر حارة صيدا الى تطويق مكان الإشكال وتوقيف ثلاثة من المتورطين في الحادث بينهم أحد مناصري «المستقبل»، واستدعى الحادث تدخلاً مباشراً من حركة «أمل» و«تيار المستقبل» وآل الحريري لتطويق الحادث وتسليم زمام الأمور للجيش. وبوشرت التحقيقات التي شارك فيها مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي لمنع تفاقم الأمور واعتبار ما حصل حادثاً عابراً وإطلاق يد القوى الأمنية لمحاسبة المتسببين. وزار وفد من قيادة حركة «أمل» في الجنوب النائب الحريري في مجدليون، (ذكر انها كانت مقررة سابقاً في إطار جولة يقوم بها الوفد على فاعليات صيدا). وحضر اللقاء المنسق العام ل «تيار المستقبل» في الجنوب ناصر حمود، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ولمع. وتطرق المجتمعون الى الإشكال وأكدوا بحسب ما صدر عنهم أن «الإشكال فردي ومحدود وتمت معالجة ذيوله فوراً». وصرح لمع باسم الوفد: «الزيارة لدارة السيدة بهية الحريري تأكيد للتواصل والحوار في مختلف الاستحقاقات التي نمر بها في لبنان وتأتي للتشاور في هذه المرحلة الصعبة والعصيبة التي نمر بها إذ تطل الفتنة برأسها مجدداً الى لبنان، هذا الوطن الذي يمثل نموذجاً للعيش المشترك بمختلف طوائفه ومذاهبه، وليس بعيداً عن هذه الدار الدور الذي قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتعاون الدائم مع الرئيس نبيه بري من أجل الحفاظ على هذا الوطن ووحدته وبناء دولته على أسس سليمة وصحيحة في مواجهة الأخطار الإسرائيلية والمحدقة بلبنان. لذلك علينا اليوم أن نعزز هذه الوحدة وهذا التلاحم لمواجهة العدو الذي يحاول باستمرار الانقضاض على هذا الوطن بعدما استطاع هذا الوطن أن يدفع بمشروع المقاومة الى الانتصار على هذا العدو الذي احتل أرضنا وانتهك حرماتنا». وأكد أن «ما حصل اليوم إشكال فردي بكل ما للكلمة من معنى. وأتمنى على جميع وسائل الإعلام أن تتعاطى مع ما حصل، وهذا هو الواقع، على انه إشكال فردي بين اثنين حصل في المنطقة المشتركة بين حارة صيدا ومدينة صيدا لا أكثر ولا أقل». أما الحريري فقالت: «التشاور ضرورة، والزيارة مقررة منذ أمس. نحن حريصون على حسن التواصل والتشاور. كما قلت اليوم من دار الفتوى إن المرحلة دقيقة ولكنها تتطلب حكمة رفيعة المستوى، ونحن مصرون على مزيد من التواصل لاجتياز هذه المرحلة، وصيدا كانت وستبقى نموذجاً للاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك والتعددية ولن ترتدي يوماً ثوباً غريباً عنها. هي حاضنة لكل القضايا وفي طليعتها القضية الفلسطينية ومنفتحة على كل المحيط. كانت وستبقى نموذجاً في الاستقرار والعيش المشترك والحرص على السلم الأهلي، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بمزيد من التشاور والتواصل وهذا ما يحصل اليوم». وطمأنت «الجميع الى أنه لا يوجد أي إشكال كان موجهاً الى بهية الحريري، وسألتقي المدعي العام. نحن نضع هذا الأمر بعهدة الجيش والنيابة العامة ولدينا ثقة كبيرة بهم. كلنا أولاد بلد، وقعت قبل ذلك مشاكل مماثلة ولكن نعتبر كل ذلك قضايا فردية يجب أن نعالجها بكثير من الهدوء والحكمة، فلا نحن سنستغني عن الحارة ولا الحارة ستستغني عن صيدا». وعقد اجتماع ضم الحريري والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج ومحافظ الجنوب بالوكالة نقولا بوضاهر ومنسق «تيار المستقبل» في الجنوب ناصر حمود خصص للبحث في الإشكال الذي وقع. وكانت الحريري زارت مفتي صيدا في مكتبه في دار الإفتاء، في إطار لقاءاتهما الدورية وعرضا الأوضاع في البلاد عموماً والشأن الصيداوي خصوصاً. واعتبرت الحريري «أن لبنان يمر في ظروف دقيقة لكن لا يجب الحياد عن الثوابت وفي مقدمها الاستقرار»، مشيرة إلى «أن ليس مستحيلاً على اللبناني أن يفرض الاستقرار وهذا مناخ الناس ونحن نمثل هؤلاء الناس ويجب أن نكون رهن أمرهم».